شبوة تبلى بالسرطان والأهالي يستغيثون

شبوة/محمد عبدالعزيز- معاذ القرشي –
السرطان الداء الذي سلب البسمة من الوجوه وحولها إلى وجوه تنتظر الخلاص من معاناة هذا القاتل الذي يعمل بصمت لكنه (منجل يحصد الأرواح) هذا حال مرضى السرطان في اليمن ولأبناء محافظة شبوة نصيب من فعل هذا المرض¡ فلقد انتشر بشكل مخيف ليكون الأطفال أكثر الضحايا في مناطق المصينعة والصعيد 50 كيلو مترا◌ٍ من عتق مركز محافظة شبوة وهي المعاناة التي نرصدها في هذا الاستطلاع الذي نتمنى أن يجد آذانا تسمع وعقولا◌ٍ تستوعب حجم الكارثة وقلوبا◌ٍ تشعر بالمرضى وما يعانونه.

الدكتور شكيب الأحمدي¡ مدير مستشفى المصينعة بشبوة يقول: من خلال عملي في هذه المنطقة ومتابعتي للحالات المصابة بالسرطان ارجع أسباب انتشار مرض السرطان إلى أن المياه في هذه المنطقة تحتوي على كميات من اليورانيوم والجرانيت إضافة إلى غياب التوعية للمواطنين بعدم استخدام هذه المياه للشرب وكذلك عدم وجود مصادر بديلة للمياه مما يفاقم انتشار هذا المرض.
مواد مشعة في الجبال
ويردف الدكتور شكيب قائلا◌ٍ: لقد سبق أن جاء فريق من كلية النفط وتحدثوا حينها عن وجود مواد مشعة في جبال المنطقة لكنهم لم يطرحوا حلا وباعتقادي الحل يتطلب تنسيقا◌ٍ بين كل الجهات المسؤولة وإنقاذ الوضع الصحي الذي لا يستطيع المواجهة بما لديه من إمكانيات محدودة.
أبو صالح من أبناء منطقة المصينعة يقول: هناك العشرات من الوفيات بين أهالي المنطقة بسبب السرطان فيما الإصابات تجاوز عددها 100 شخص من مختلف الأعمار لكن الأطفال هم الأكثر تضررا◌ٍ والناس هنا يتحدثون عن أسباب كثيرة لانتشار السرطان لكن معرفة الأسباب دون أن نوقف معاناة المصابين الذين يزدادون في كل يوم.
أمر يدعو إلى الاستغراب فكيف تعجز الجهات المسؤولة عن وضع التدابير المناسبة للقضاء على المرض.
أمراض جلدية تتحول إلى سرطانات
أما عيدروس علي هادي أخصائي أمراض جلدية يقول: بتكليف من الجهات المختصة في المحافظة انتقلنا إلى منطقة المصينعة من اجل الكشف عن حالة من الحالات التي نبلغ بها وبعد معاينة كثير من هذه الحالات تبين أنهم مصابون بمرض وراثي يدعى جفاف الجلد المصطبغ حيث يكون لدى المرضى حساسية مفرطة تجاه اشعة الشمس مع خلل في الحمض النووي المتأثر بالضياء وهو مرض وراثي ذو صبغة جسدية متنحية¡ وغالبا◌ٍ ينقل بسبب وجود قرابة عائلية بين الأب والأم ويبدأ المرض بظهور حروق جلدية ومع تكرار التعرض لأشعة الشمس تصاب جلود المرضى بالتصبغ والتقسي والجفاف حيث تنمو على أرضية الحروق سرطانات جلديه عندما يصل عمر المريض إلى 6 أو 8 سنوات كما تصاب عيونهم ويفقدون البصر تماما نتيجة الالتهابات المتكررة للعين وعتامات القرنية.
نفايات شركات النفط
ويتحدث المواطنون عن كثير من النفايات التي ترميها شركات النفط في مناطقهم وهو الأمر الذي يتطلب تدخلا من قبل الدولة ممثلة بوزارة النفط والمعادن ووزارة الصحة العامة والسكان لحماية الحلقة الأضعف في هذه المواجهة غير المنطقية وهو المواطن.
توصيات في انتظار الحل
توصيات وحلول مؤقتة قدمتها الفرق الزائرة للمنطقة منها تجنب الزواج بين الأقارب وتحويل نشاط الأسر إلى الليل بدلا عن النهار لخطورة أشعة الشمس وكذلك اعتماد المصابين من ضمن الحالات التي يدعمها صندوق الرعاية الاجتماعية.
لكن كل التوصيات مهما كانت منطقية لا يمكن أن تكون بديلا عن دور الدولة وأجهزتها المختصة في توفير مراكز متخصصة في علاج السرطان ورفدها بمقومات النجاح لتكون قادرة على المواجهة من أجل كثير من الضحايا الذين يسقطون كل يوم تشعر بالمرارة وأنت تتصفح كشف كبير للوفيات أغلبهم من الأطفال رأينا أن نرفقه مع الاستطلاع لنعبر عن كارثة أسمها سرطان .

قد يعجبك ايضا