ثلاث محطات للخروج من الضعف الاقتصادي تشمل إنشاء بنك إعادة الإعمار، الانضمام لطريق الحرير الجديد، والالتحاق بمنظمة شنغهاي
احمد حسن
حين أوصى المنتدى المالي التقييمي السنوي 2016م الذي نظمته وزارة المالية الأسبوع الماضي بتشكيل اللجنة الوطنية للتنسيق مع بريكس كانت التوصية مثار ترحيب من خبراء الاقتصاد اليمنيين ورجال المال والأعمال والشعب اليمني على حد سواء.
دول البريكس والتي تضم كلاً من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا ليست صديقة لليمن فحسب منذ مئات السنيين بل هي الآن ضمن أهم عشرين دولة شريكة لليمن في تجارتها الخارجية في الصادرات والواردات كما يشير لذلك تقرير التجارة الخارجية للعام 2013م وهي مع ذلك يجب أن تنضم لتلك الدول وتعزز علاقاتها معها فالمستقبل الآن هو الجسر البري العالمي كبديل عن طريق الحرير القديم وهو قاطرة النمو المستقبلي للعالم الآن ويشكل سفينة نوح المعاصرة لإنقاذ البشرية من طوفان سقوط القوة المالية للنظام الإمبريالي.
الحاجة لبريكس
تضع دول البريكس ضمن فلسفتها مسألة تحقيق اعتماد سكان البلد على نفسها ،فلسفة تعني تحقيق عدالة لأن تصل لاعتمادك على نفسك وتزيد تكاثر نسلك وبريكس ليست علاقات بقدر ما هي فلسفة أولا ولا تعني الاستغلال مطلقا.
وهذه الدول يعول عليها اليمنيون أن تسهم في إعادة الإعمار من خلال مشروع تنموي يمكنها أن تسهم فيه بنسبة 49 % على الأقل كما فعلت سوريا مع روسيا والصين وهذا ما يطرحه مكتب التنسيق مع بريكس وعلى لسان المستشار فؤاد الغفاري رئيس المكتب حيث يشير لثلاثة مفاتيح أساسية لتنسيق بلادنا مع دول البريكس هي إعداد تقرير المعجزة الاقتصادية ،وإنشاء اللجنة الوطنية للتنسيق مع بريكس، والدعوة لمؤتمر دولي لإعادة الاعمار مع دول البريكس خاصة، على طريق إعلان بنك إعادة أعمار في اليمن.
ويشير المستشار الغفاري إلى أن صعود بنكين تنمويين سيكونان على موعد لفتح آفاق لم يشهدها العالم، وهما بنكي (NDB ) بنك التنمية الجديد التابع لمنظومة بريكس، والآخر البنك الآسيوي لاستثمارات البنية التحتية ( AIIB ) ويرى أن على اليمن – تحديد محطات ثلاثة هي إنشاء بنك إعادة الأعمار ،والانضمام لطريق الحرير الجديد ، والانضمام لمنظمة شنغهاي..
الاهمية الاقتصادية
يرى المستشار الغفاري أن مرحلة إعادة الإعمار تحتاج لتمويل وائتمان وهذا لن يكون متاحا لليمن إلا من خلال منظومة دول بريكس وهي القوة الوحيدة التي لاتناهض فكرة إعادة الإعمار بطرق ميسرة بل بطرق تثبت مصداقية النظام العالمي الجديد الذي يحقق التوازن للشعوب ،ويقول إن أمام اليمن فرصة للتخلص أوامر وشروط نظام مريض يريد تدمير اليمن وشعبها، بل سيتخلى عنها قريبا؟ ليس هناك أي سبب لذلك، خاصة وأنه يوجد اليوم نظام بديل في العالم تقوده دول البريكس. لكن قبل التوجه إلى دول البريكس على سلطة ومؤسسات اليمن إدراك وتحقيق استقلالها الاقتصادي.
انضمام اليمن لبنوك التنمية بريكس
لابد لليمن أن ترحب بنظام الائتمان الدولي في فلسفة بريكس، وعليها الاتصال ببنكي التنمية بريكس والآسيوي، والانخراط في الاتفاقيات العالمية الإئتمانية، وتناول ما جاء في الوثيقة الصينية السياسية في يناير 2016م..لن يعني ذلك قيدا بل هو مقياس لما يستثمر اليمن في بناء مستقبله..
إن البلد الأقوى هي التي لديها مصدر وطني للإئتمان، فطالما العنصر البشري موجود..والأرض موجودة..فلا بد من الإئتمان، إذ ليس المال هو الذي يطلق الإنتاج ولكنها قدرة المجتمع، وبدون الانتقال إلى نظام الائتمان الدولي سنفقد رأس المال البشري والإنتاجي والحربي..
اليمن من طريق الحرير إلى الجسر الري العالمي
وفقا لمقترحات مؤسسة إكزكتف إنتلجنت ريفيو مع معهد شيللر الالماني حول فرص إعادة التوازن في المنطقة العربية ومنها اليمن فقد قدمت مقترحات لدمج جميع الموارد المالية والطبيعية والبشرية في مهمة واحدة لدمجها في حركة التنمية العالمية النابعة من إعادة إحياء طريق الحرير إلى الجسر البري العالمي، وهي المقترحات التي ستقوم بسحب جيل كامل من الشباب من الشوارع لينخرطوا في فيالق البناء بل وعودة العشرات والمئات من الطيور المهاجرة مع توفر مساحة جديدة من الحرية السياسية والإجتماعية، ومع تغير وضعية السياسات العالمية السابقة، وهو ما تحاول دول بريكس أن تنجزه بخلق نوع من التوازن والعقلانية في السياسات العالمية .
ويقول الخبراء لأن اليمن دولة ذات سيادة وقرار مستقل، وباعتبار ما انكشف جليا من استهداف اليمن، ووفاء للشهداء الذين قدموا حياتهم قربانا لمستقبل أفضل وللاعتقاد أن النظام الاقتصادي المتداول لا يقوم على حقوق الإنسان، وأن المال الموجود لم يخلف إلا مزيداً من الجوع، ولم يعد الغرب يقدم إلا وهما، فإنهم يرون أن اليمن بحاجة لفهم فلسفة بريكس وعقد العزم لبحث إنشاء غرفة عمليات عاجلة لدراسة إنشاء بنك إعادة الإعمار في إطار تفاعلات اليمن وتأثرها بكل ما يجري سلبا وإيجابا في المعمورة الأرضية ودراسة أفق التعاون مع البريكس على واقع ومستقبل التنمية الإقتصادية في اليمن،
الخطوات
يعتقد المستشار الغفاري وفريقه أن الإعداد الصحيح لربط اليمن بطريق الحرير الجديد يكون عبر مسقط عاصمة سلطنة عمان جمهورية مصر العربية برا وبحرا على طريق الجسر البري العالمي، الأمر كله الذي يجب أن يتأسس على ترتيب مالي صحيح ومن هنا يؤكد قدرية اليمن الجغرافية عن الجيوسياسية.
بنك الإعمار
يجب التفكير بشكل جدي من الآن بتأسيس « بنك وطني لإعادة الإعمار «، يمكن أن يتحول بعد عملية إعادة الإعمار إلى « بنك التنمية الوطني ويمكن أن يأتي رأسمال هذا البنك من الشعب والحكومة وأيضا من الخارج. يمكن أن يكتتب (يشتري مقابل فائدة) كل مواطن يمني في أسهم البنك. بعد اكتمال عملية الاكتتاب تقوم وزارة المالية بتوجيه البنك المركزي إلى ضخ ما يوازي ذاك الرأسمال بالعملة الوطنية ويفضل إصدار عملة وطنية جديدة وإلغاء القديمة حتى يعيد كل المواطنين والشركات العملة القديمة المكتنزة بدون تشغيل آلي النظام البنكي الوطني. بعد ذلك يسمح للدول الأخرى والشركات والأفراد الأجانب أيضا في الإكتتاب في أسهم البنك أو وضع ودائع فيه، بشرط أن تبقى الحكومة اليمنية هي صاحبة أكبر عدد من الأسهم (51 %)، لكي تبقى القرارات الرئيسية حول تشغيل وتوجيه رأس المال لدى الحكومة الوطنية ، ويفضل أن يقوم البنك بعد ذلك بإصدار ما يكفي من ائتمانات بالعملة الوطنية الجديدة لكل المشاريع ذات الأولية ،ويقترح الخبراء ايضا وجود عملتين، واحدة تستخدم في الداخل وصادرة من هذا البنك ولا يمكن استخدامها وتحويلها وصرفها في الخارج، وعملة ثانية يمكن استخدامها في الخارج وتحويلها إلى عملات أخرى أجنبية لأغراض التجارة مع الخارج فقط.