الأحقاب / الأحقاف

محمد  الهاملي

قال عز وجل:” لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا” (النبأ:23)
الشرح: ماكثين في النار، مادامت الأحقاب، وهي لا تنقطع، وكلما مضت حقب جاءت حقب، مُدد أبدية، فأصحاب النار مخلدون فيها أبداً.
أحقاباً هنا الأبد، وهي جمع حُقُب بضمتين، وهو الدهر أو المدة الطويلة، التي لا نهاية لها، والأحقاب الدهور، والحقب بضم وسكون القاف، قيل هو ثمانون سنة، ومنه في غير الموضع يقال: ملأ حقيبته أو حقائبه، وأحقب الشيء واستحقبه: احتمله خلفه، وكل ما حمل وراء فهو حقيبة. وقالوا: البر خير حقيبة الرجل، وتقول: أحقبت ولدي: أي أردفته.
الأحقاف:
قال عز وجل (وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ) (الأحقاف: 21)
الشرح: أي: (واذكر) بالثناء الجميل (أخا عاد) وهو هود عليه السلام، حيث كان من الرسل الكرام الذين فضلهم الله تعالى بالدعوة إلى دينه وإرشاد الخلق إليه (إذ أنذر قومه) وهم عاد (بالأحقاف) أي: في منازلهم المعروفة بالأحقاف، وهي الرمال الكثيرة في أرض اليمن.
قال القرطبي: الأحقاف جمع حقف، وهو ما استطال من الرمل العظيم وأعوج ولم يبلغ أن يكون جبلاً، والجمع حقاف، وأحقاف وحقوف، وقيل الحقف جمع: حقاف، والأحقاف جمع الجمع، ويقال: حقف وأحقف.
والأحقاف في سياق الآية الكريمة التي بها تسمت السورة كاملة هي منازل عاد التي بعد أن حل بها الخسف أصبحت مجرد حقاف، وقيل الأحقاف يعني الرمل، والواحد حقف بلغة حضرموت. وقال ابن زيد: هي جبال مشرفة مستطيلة كهيئة الجبال ولم تبلغ أن تكون جبالاً. وقال قتادة: هي جبال مشرفة بالشحر، والشحر قريب من عدن، وهو ساحل البحر بين عمان وعدن تسمت به آثار ومخلفات أطلال عاد الشهيرة بحصونها وقلاعها في ما يعرف الآن بوادي حضرموت وبمحاذاة الربع الخالي، وبه ضريح نبي الله هود صاحب عاد الذي أنذرهم بذلك الوادي المعروف بوادي الأحقاف وهو ما بين ساحل عمان وعدن وقريب مما يعرف بالشحر.
* دعاء: اللهم يا ذا الجلال والإكرام، قنا عذاب القبر وفتنة القبر وعذاب النار، واجعلنا إلى جناتك يوم البعث برحمتك يا أرحم الراحمين.

قد يعجبك ايضا