الفلوجة / وكالات
دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي المواطنين إلى إرجاء تظاهرات مقررة اليوم الجمعة في بغداد للمطالبة بتشكيل حكومة جديدة بسبب انشغال قوات الأمن بعمليات تحرير الفلوجة.
ويتظاهر آلاف الأشخاص وغالبيهم من أنصار الزعيم مقتدى الصدر كل جمعة للمطالبة بإجراء إصلاحات حكومية وتغيير وزاري.
وكان المتظاهرون قد قاموا الأسبوع الماضي باقتحام المنطقة الخضراء المحصنة التي تضم المباني الحكومية المهمة وهي للمرة الثانية خلال ثلاثة أسابيع.
وأكد العبادي خلال زيارته الثانية إلى مقر عمليات تحرير الفلوجة برفقة رئيس مجلس النواب سليم الجبوري “أدعو شبابنا إلى تأجيل تظاهراتهم لحين تحرير الفلوجة لان قواتنا منشغلة بعمليات التحرير”.
إلى ذلك أعلنت الأمم المتحدة أمس أن نحو 800 شخصا فقط تمكنوا من الفرار من مدينة الفلوجة منذ بدء العملية العسكرية الكبرى لاستعادة السيطرة عليها بينما يعاني السكان العالقون فيها من ظروف معيشية رهيبة.
وقالت ليز غراند منسقة البعثة الأممية للشؤون الإنسانية في العراق في بيان إن الأشخاص الذين تمكنوا من الفرار من المدينة المحتلة من قبل تنظيم داعش أفادوا بان الظروف المعيشة في داخل المدينة رهيبة.
وتابع البيان “نحن نتلقى تقارير مؤلمة عن المدنيين العالقين داخل الفلوجة وهم يرغبون الفرار إلى بر الأمان، لكن ذلك غير ممكن”.
وتابعت الأمم المتحدة إن نحو 800 شخص تمكنوا من الفرار من داخل الفلوجة منذ 22 مايو، غالبيتهم من سكان المناطق النائية.
وأضاف بيان المنظمة أن “بعض الأسر قضت ساعات طويلة من المسير في ظروف مروعة للوصول إلى بر الأمان، بينما سكان مركز المدينة يعانون مخاطر اكبر كونهم غير قادرين على الفرار”.
وأوضحت أن “الغذاء محدود ويخضع إلى سيطرة مشددة ، والدواء نفذ، والكثير من الأسر تعتمد على مصادر مياه ملوثة وغير آمنة لعدم توفر خيار آخر”.
وأفاد سكان عالقون داخل الفلوجة بأن عدد العبوات الناسفة والمنازل المفخخة التي جهزها التنظيم في داخل وخارج المدينة قد يجعل القتال محفوفا بالمخاطر.
من جهة أخرى، قالت منظمة شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في اليوم الأول من انطلاق العملية العسكرية إن عشرات آلاف عناصر قوات الأمن قطعوا طرق الإمداد عند محاصرتهم للمدينة وبالتالي منع المدنيون من المغادرة.
من جهته وصل رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي ورئيس البرلمان سليم الجبوري أمس إلى مقر قيادة عمليات تحرير مدينة الفلوجة غربي البلاد، للإشراف على عملية إجلاء المدنيين المحاصرين داخل المدينة وتأمين خروجهم، في الوقت الذي تحدثت فيه مصادر من عشائر المدينة بأن الزيارة تأتي لوضع حد لانتهاكات مليشيا الحشد الشعبي.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء في بيان له، إن “رؤساء الوزراء والبرلمان، والوقف السني (المؤسسة الشرعية لأهل السنة) عبداللطيف الهميم، ووزير التخطيط سلمان الجميلي وصلوا أمس إلى مقر عمليات تحرير الفلوجة”، مشيرا إلى أن الهدف من الزيارة هو الاطلاع على عمليات تحرير المدينة، إضافة إلى تامين خروج الأسر.
وأشار لسعدون الشعلان قائم مقام مدينة الفلوجة، إلى أن “العديد من الأسر النازحة تيسر لها الفرار من ضواحي المدينة، باتجاه المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الأمنية في حين هناك بعض عالوائل لم تتمكن من الفرار حتى الآن رغم وجود المنافذ الآمنة.
وأوضح أن “الحكومة الاتحادية والإدارة المحلية في الأنبار هيأتا مخيمات في مدينة (عامرية الفلوجة) تتسع لأكثر من ألفي عائلة من المحتمل نزوحهم من الأنبار.
وسبق أن وعد العبادي عشائر المحافظة بعدم مشاركة الحشد في معركة الفلوجة وتركهم كقوة ساندة خارج المدينة.
ويبدو أن ما بات يروج من أخبار عن القصف الصاروخي العشوائي للمليشيات حمل رئيس الوزراء إلى القدوم إلى الفلوجة لتطبيق هذا القرار لاسيما بعد خروج المرجع الديني علي السيستاني عن صمته وإطلاقه رسالة يطالب فيها القوات المشاركة في عملية التحرير بالالتزام بقواعد الحرب.
وهو ما اعتبره بعض قادة العشائر والسياسيين في بغداد بمثابة اعتراف من السيستاني بحقيقة انتهاكات قوات الحشد الذين أطلقوا سابقا وعودا بالانتقام من أهالي المدينة.
ومن جانبه دعا رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري رئيس الحكومة القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي إلى منع تحويل معركة الفلوجة إلى فرصة للتعبئة الطائفية.
وقال في رسالة مفتوحة: في الوقت الذي نبارك فيه الانتصارات المتلاحقة والتقدم الواضح في العمليات العسكرية وانهيار داعش الإرهابي وهزيمته الوشيكة في مدينة الفلوجة الصابرة المحتسبة فإننا في ذات الوقت حريصون كل الحرص على إنجاز هذا النصر بشكل يجعله مصدر إجماع وطني ويفوت الفرصة على هذا التنظيم المجرم وكل المتربصين الذين يبتغون الفتنة”.
وأضاف “لكي يتحقق كل ما نرجوه، فإننا نتمنى على دولتكم التوجيه بمنع أي جهة تحاول النيل من هذا النصر عن طريق الترويج لتحويل المعركة إلى فرصة للتعبئة الطائفية المقيتة التي غادرناها بوحدتنا وتماسكنا”.
وتحاصر القوات العراقية المدينة منذ العام الماضي، ويشكو السكان من نقص الغذاء والدواء.
وتسعى الحكومة العراقية لاستعادة المدينة، ومن ثم التوجه شمالًا نحو الموصل، لشن الحملة العسكرية الأوسع بطرد التنظيم من الأخيرة، التي تعتبر معقله الرئيسي في البلاد، وذلك قبل حلول نهاية العام.
Prev Post