مغالطات الكويت
ضرار الطيب
الجدية التي تعامل بها وفدنا الوطني مع مفاوضات الكويت منذ بدايتها ، جعلت الكثير يتفاءلون بنتائج هذه المفاوضات ، وهذا يكشف عن إرادتنا الحقيقية لتحقيق سلام عادل ، ولكن الوفد الآتي من “الرياض” لم يأت لأجل هذا ، ولم يكن السلام في جدول أعماله .. وأغلب الظن أنه لم يكن لديه أي جدول أعمال أو خطة .
كل ما في الأمر أن الرياض استنفرت مرتزقتها فخرجوا من فندقهم ، للقيام بدور الغامض والمتحاذق ، بغية تمييع القضايا والمماطلة لأشياء في نفس الأسرة السعودية الحاكمة ، وربما في نفس أمريكا .
السعودية تعرف أننا نحاور أدواتها في الكويت ، وتعرف أننا لم نذهب إلى هناك للاستسلام بعد أكثر من عام من الحرب الطاحنة ، ولكنها قررت أن تستفيد من عصبة المرتزقة الذين يملأون فنادقها ، ولو كوسيلة إلهاء لتبدو المعركة السياسية كما لو أنها بين وفدين يمنيين لا أكثر ، وهي تعتقد أن ذلك يمكن أن يخلق لها وقتاً أطول لدراسة أي خيارات جديدة ، أو يبعد الأضواء قليلاً عن مسألة “العدوان” .
في رأيي أن المفاوضات نجحت في توفير وقت إضافي للتفكير بخيارات جديدة ، سواء للسعودية أو لأمريكا التي بادرت بإرسال جنودها إلى الجنوب، وعلى هذا فمسألة المفاوضات صارت انحناءة جديدة في طريق العدوان لا أكثر ، ولا أحد يستطيع توقع ماذا تعده السعودية بعد فشل المفاوضات ، كما لا أحد يستطيع توقع ما يعده الجيش اليمني واللجان الشعبية من أساليب للرد ، ولكن .. لا أحد يستطيع أن لا يتوقع فشل المفاوضات .
خلاصة القول : استمرار المفاوضات على نفس النهج المعهود ستكون مجرد غطاء لخطط سياسية وعسكرية كثيرة تعد في الخفاء ، وبعبارة أخرى : ستكون مغالطة كبيرة دبرتها السعودية وحلفاؤها ، ولكن نتائجها لن تكون مضمونة لصالحهم ، إذا ما كان وفدنا الوطني ومقاتلونا يفهمون ذلك جيداً .. ونحن على ثقة بذلك .