فخ مفاوضات الكويت .. هل يكون هادي مسمار جحا؟
حسن الوريث
يتداول البعض في كواليس مفاوضات الكويت بنود تسوية بين الأطراف اليمنية ترعاها السعودية تتضمن بقاء هادي على رأس السلطة لمدة ثلاثة أشهر وتشكيل حكومة توافقية جديدة من مختلف المكونات والأطراف تدير الأمور خلال الفترة القادمة ويحاول النظام السعودي تسويق هذه التسوية على أنها المخرج من المأزق الذي دخلته المشاورات الجارية على اعتبار أن هادي سيكون رئيساً بلا صلاحيات وأن الحكومة هي من ستدير الأمور.
في اعتقادي أن هذا فخ يريد النظام السعودي أن يوقع فيه الأطراف الوطنية بإبقاء هادي رئيساً شرعياً والاعتراف به من قبل الوفد الوطني لكي تسجل عدة نقاط من أهمها الخروج من المسئولية على أساس أنها استجابت لطلب الرئيس الشرعي في التدخل وبالتالي فكل ما ارتكبته من جرائم هو من أفعال من طلب منها التدخل والنقطة الثانية تتمثل في أن السعودية تريد أن يبقى هادي في يدها كورقة يمكن أن تستخدمه في أي وقت كما استخدمته سابقاً وشنت عدوانها على اليمن بحجة الدفاع عن شرعيته بمعنى أنه سيبقى كمسمار جحا والنقطة الثالثة هي زرع الخلافات بين أعضاء الوفد الوطني والأطراف الوطنية لأنها تعرف أن المؤتمر الشعبي العام لا يمكن أن يقبل ببقاء هادي رئيساً وأن هناك الكثير من أبناء الشعب اليمني يرفضون هذا الشخص ولا يمكن أن يسمحوا بعودته رئيساً حتى ولو صورياً.
هل يمكن أن يعي أعضاء الوفد الوطني هذا الفخ الذي يراد نصبه لهم ليس لإفشال المفاوضات فقط ولكن لزرع الخلافات والعودة إلى المربع الأول حين تم الالتفاف على اتفاق السلم والشراكة الوطنية وكل الاتفاقات السابقة وبالتالي نظل ندور في الحلقة المفرغة بينما العدو يعبث ببلادنا كيفما يشاء وبالتالي يجب علينا أن نتنبه لمثل هذه الأمور ونصر على مواقفنا ورؤيتنا الوطنية التي تتضمن إعادة تشكيل هيئات الحكم بما فيها مؤسسة الرئاسة التي يجب أن تكون من الجميع ولا يمثلها شخص واحد وخاصة أن هذا الشخص سيكون هادي الذي نعرف جميعاً مدى ضعفه وعدم قدرته على تسيير الأمور وأنه لعبة بيد السعودية .
نصيحتي للوفد الوطني المفاوض في الكويت أن يكون هناك إصرار على الثوابت الوطنية وفي مقدمتها إخراج هادي من المشهد تماماً، إضافة إلى وضع السعودية في دائرة المسئولية عن كل الجرائم التي ارتكبتها في حق الشعب اليمني وعليها أن تعرف أن الشعب لن يغفر لها وأن عليها أن تتحمل كافة التبعات القانونية والأخلاقية والمادية مباشرة وليس من وراء الكواليس كما يخطط له عبر مؤتمر دولي لإعادة اعمار اليمن لأنها ستكون ضمن تلك الدول التي تتبرع لليمن كهبات وليس كواجب عليها كونها هي من اعتدى علينا وقتل شعبنا ودمر بلادنا .. ويجب عليكم أن لا تجعلوا من هادي كمسمار جحا يتيح للسعودية وغيرها قتلنا وتدميرنا في أي وقت بحجة الدفاع عن شرعيته.