استطلاع/عاصم النهمي
ظل تكريم وزارة الشباب والرياضة وصندوق رعاية النشء والشباب لأبطال الإنجازات الخارجية والداخلية 2012 – 2016م، الشغل الشاغل لكل الرياضيين في بلادنا، وأصبح التكريم الذي تأجل لأكثر من مرة حديث الشارع الرياضي خاصة وحتى اليمني عامة خلال الثلاثة الأشهر الأخيرة.
معظم اللاعبين كانوا يقلبون أوراقهم ويراجعون حساباتهم، وييمنون النفس بالمبالغ التي سيحصلون عليها، وأن تلك المبالغ ستساعدهم على التغلب على وضعهم الحالي وظروفهم المعيشية الصعبة، فبدأوا برسم أحلامهم عليها، الزواج، الدراسة الجامعية، المشروع الخاص وأشياء أخرى لا يتسع المجال لذكرها.
وعلى هامش الاحتفال الذي إقامته الوزارة والصندوق لتكريم الأبطال يوم الخميس الفائت تواجد “الثورة الرياضي” في قلب الحدث وكان قريباً من اللاعبين في مكان الحفل والمكان المخصص لصرف الشيكات الخاصة بالأبطال واستطلع آراء عدد من الأبطال بخصوص مبالغ التكريمات التي حصلوا عليها وهل كانت منصفة وتعادل ما يستحقونه أم لا.
وعند السؤال عن ذلك وجدنا عجب العجاب، الشكاء، والبكاء، نوبات الغضب والقهر، الصمت من البعض، والكم الهائل من الكلام الذي لا يمكننا نقله هنا، كان الغضب يسيطر على الجميع، ولا نحب أن نطيل عليكم فما بين السطور كفيل بوضع صورة مبسطة عما كان يدور هناك:
تكريم لا يرتقي لمستوى التكريم
لاعب المنتخب الوطني للمصارعة جمال الصبري كان أكثر اللاعبين غضبا وتألما وتحدث ساخطا بالقول: التكريم بعيد كل البعد عن الإنصاف ولا يرتقي لمستوى التكريم، والمبالغ التي تم صرفها ليست سوى سخرية من انجازات الرياضيين وتقليل من شأنهم وما بذلوه من جهود مضاعفة ليشرفوا وطنهم ويرفعوا علمه عالياً ويعزفوا نشيده الوطني في المحافل الخارجية.
متى وكيف تم تعديل اللوائح
وأضاف: نحن لا نعرف كيف تم تعديل اللائحة القديمة أو استبدالها بلائحة جديدة وهو الأمر الذي اضر بنا كثيرا، ونحن كرياضيين علينا أن نتدرب ونمثل الوطن ونحقق انجازات وعلى الوزارة تكريمنا وتحفيزنا بشكل حقيقي ينال رضانا.
همي أن احصل على حقوقي بأي لائحة
وختم الصبري كلامه بالقول: ما يهمني هو أن احصل على حقوقي كاملة باللوائح القديمة أو الجديدة، أما التكريم الذي أقيم الخميس الفائت فهو بمثابة السخرية منا ومن إنجازاتنا ولا يكفي لسد احتياجات طفل رضيع فما بالك بلاعب رياضي تعب وأجهد نفسه من اجل الوصول لحصد الألقاب والبطولات.
تكريم لا يليق و”مبالغه” إهانة بحق اللاعبين
لاعب المنتخب الوطني للمصارعة إبراهيم عبدالله الشبامي أكد أن التكريم لا يليق أبدا بلاعبين شرفوا اليمن في المحافل الخارجية سواءً كانت عربية أو إقليمية أو قارية أو دولية، وهو في الحقيقة ليس تكريما وإنما “إهانة” للاعب المنتخب.
وقال: والأمثلة على كلامي كثيرة ومنها مثال حي حتى يتأكد الجميع من صحة كلامي فمثلا لاعب حقق بطولة جمهورية وحصل على أربعين ألف ريال ولاعب آخر حقق ميدالية ذهبية في بطولة عربية بـ36 ألف ريال، نريد أن نعرف ما هي اللائحة التي تم على أساسها هذا الإجحاف.
10 ميداليات خارجية بـ300 ألفا
وأضاف: شخصيا أنا حققت 10 ميداليات منها خمس ذهبيات وفضيات وأربع برونزيات، وجميعها في مشاركات عربية وآسيوية، وفي الأخير أتفاجأ بتكريمي بمبلغ 300 ألف ريال فقط، أين الإنصاف، أين التقدير، أين العدالة، لماذا يظل البطل في اليمن بلا تقدير ولا إنصاف، حتى أنه لا يحصل على مبلغ 1 % مما يستحقه.
تكريم جيد ولكن
بدوره وصف لاعب المنتخب الوطني للسنوكر هيثم الحمادي وبطل آخر بطولة جمهورية للعبة التكريم بالجيد خاصة وأنه تم بشكل جماعي, وهو حق من حقوق اللاعبين ولا يحق للوزارة المن عليهم به، سيما وأن مبالغه قليلة وظُلم اللاعبين وهضمت حقوقهم.
الحمادي أضاف: بعد انتظارنا لمدة أربع سنوات، فؤجئنا بخصم 50 % من المبالغ رأسا، وخصم 60 % من مبالغ الإنجازات التي حققها اللاعبون مع الأندية، والتي قد يحتاج اللاعب لأربع سنوات أخرى حتى يصرفها النادي.
آلية غريبة قزمت البطل العالمي
وتعجب لاعب المنتخب الوطني لتنس الطاولة مجد الذبحاني من الآلية التي تم على أساسها إقرار مبالغ التكريمات.
الذبحاني أوضح أنه شاهد عجب العجاب في التكريمات، فبعيدا عن مكافآت بعض البطولات التي كانت منصفة نوعا ما، هناك شيء غريب وعجيب وهو حصول بطل بطولة محلية لفئة الأشبال على مبلغ يتراوح بين الـ60 والـ70 ألف ريال، وحصول بطل بطولة خارجية للناشئين شاركت فيها دول عالمية بلغ مبلغ تكريمه 30 ألف ريال، فهذا يعتبر عبثا مطلقا واحتقارا وتقزيماً يجعل البطل يشعر بأنه لم يحقق شيئاً ولم يحصل على التقدير الذي يليق به من قبل المعنيين في وزارة الشباب والرياضة.
مبلغ 100 ألف لا يستحق الانتظار لأربع سنوات
وبدى لاعب المنتخب الوطني للكيك بوكسينج خالد الغيلاني صاحب المركز الثالث في بطولة العالم التي أقيمت في اليونان عام 2013م منزعجا بشكل كبير من حصوله على مبلغ 100 ألف ريال فقط، حيث اعتبر المبلغ قليلا ولا يرتقي إلى حجم الانجاز العالمي الذي حققه، ولا يستحق الانتظار لمدة أربع سنوات.
مطلوب لائحة تقدر الأبطال وتحفزهم
الغيلاني تمنى من وزارة الشباب مراجعة اللائحة من جديد، وطرح مبالغ مالية تكافئ اللاعب وتقدره وتحفزه وتجعله يشعر بالأمان أما أن ظلت بهذا الشكل فإنها ستجعل الرياضيين يعزفون عن ممارستها ويتجهون نحو مهن تضمن لهم أرزاقهم بشكل أقوى وأفضل.
ظلم وانتهاك لحق اللاعب
ووصف نجم المنتخب الوطني للمبارزة صالح الصالحي والحاصل على الميدالية البرونزية في البطولة العربية عام 2014م، مبالغ التكريمات بالظالمة، مشيرا إلى أنها انتهكت حق اللاعب، وكانت بمثابة الاعتداء الظالم على الانجازات التي حققها اللاعبون وبذلوا الغالي والنفيس من اجلها، موضحاً انه وزملاؤه أصيبوا بالصدمة من تجاوز الخصميات نسبة الـ50 %، وهو الأمر الذي لا يتقبله عاقل، ولو كان هناك عدل وإنصاف ومسؤولون يعملون بإخلاص من اجل الرياضيين لما تجاوزت الخصميات هذه النسبة بحسب قوله.
نوجه اللوم والعتاب لقطاع الرياضة
الصالحي وجه اللوم والعتب إلى قطاع الرياضة، وكل شخص شارك في تقييم انجازات اللاعبين، وخصص هذه المبالغ العادية لها، مؤكدا بأنهم بذلك لم ينصفوا الأبطال ولم يعطوا حتى نصف ما يستحقونه بل ظلموهم.
نسبة الخصومات كبيرة
ولم يذهب اللاعب محمود عبدالله الموجشي نجم ألعاب القوى بعيدا عما تطرق إليه زملاؤه فهو اعتبر التكريم بعيدا عن الإنصاف بسبب نسبة الخصومات الكبيرة التي طالت مبالغ التكريم، بالإضافة إلى سياسة المراكمة التي تتبعها الوزارة بإرجاء التكريم من عام لآخر مما يصيب اللاعبين والرياضيين بالملل.
ايجابية وحيدة
الموشجي أوجد سببا واحدا يجعل التكريم متميزا وجيدا وهو الحرص على إقامته في ظل العدوان السعودي الغاشم على بلادنا، وتعبيره بشكل كبير عن صمود الشعب اليمني وقوته أمام كل قوى الظلم والطغيان في العالم.
لفتة كريمة في ظل ظروف صعبة
وعلى عكس جميع الرجال رأت لاعبة المنتخب الوطني للجودو سوسن عبدالله مهدي، التكريم وإقامته في هذا الوقت، لفتة كريمة من وزارة الشباب والرياضة، سيما وانه جاء في وقت أصبح فيه الرياضيون في عداد المنسيين، وكذا أنه أقيم في ظل أزمة حرب وعدوان ومشاكل داخلية وخارجية تعصف بوطننا الحبيب.
سوسن شكرت في حديثها المقتضب كل الرائعين الذين ساهموا في إقامة العرس الرياضي، الذي أقيم من اجل إنصاف كل الرياضيين الذين خدموا الوطن بانجازاتهم الداخلية والخارجية.