لا للفساد والمفسدين
عبدالفتاح علي البنوس
الفساد جرم عظيم ورذيلة مستقبحة وشنيعة في حق الدين والوطن والشعب والقيم والأخلاق ولا يمكن القبول بها والسكوت عن مرتكبيها مهما كانت الظروف والمبررات فالمسؤول الذي يهبر وينهب ويستغل ويفسد في ظل ظروف بالغة التعقيد وخصوصا في الجانب الاقتصادي بحاجة إلى مقصلة (أصلي ) لقطع يده وجعله عبرة لمن يعتبر لأنه لا يمتلك ذرة ضمير ولا يوجد لديه أدنى شعور بالمسؤولية المنوطة به ,فهو يرى في المسؤولية فرصة للسرق والنهب واللطش والثراء غير مكترث بتداعيات ذلك وخصوصا في ظل استمرار العدوان والحصار المتعدد الأشكال والألوان . فالفاسد اليوم أكثر وساخة من الفاسد بالأمس كون الفساد اليوم بمثابة عدوان داخلي يشبه إلى حد كبير ما يقوم به الخونة والعملاء والمرتزقة من أعمال إجرامية في عدد من الجبهات الداخلية فهو مثلهم بلا ضمير ولا يمتلك ذرة وطنية وفوق كل ذلك لا يقدر حساسية المرحلة وهنا يجب التعامل مع هذا الموضوع بحزم وشدة دونما محاباة أو إنتقائية أو لا مبالاة مهما كانت هوية الفساد والمكون الذي يتبعه ,يجب محاسبة الفاسد وجعله عبرة لمن يعتبر دونما مماطلة أوتسويف ,ويجب تفعيل دور الأجهزة الحكومية ذات الصلة بالرقابة والمحاسبة لتجفيف منابع الفساد وتطهير مؤسسات الدولة من رموزه وأباطرته ,فالمال العام ملك الشعب والسكوت على نهبه وسرقته والسطو عليه من أي كائن يكون خيانة وطنية عظمى فالفاسد لا يقل خطرا عن المرتزق فكلاهما باعا الوطن من أجل المال فلص اليوم قد يكون مرتزق الغد والعكس ما دامت نزعة اللصوصية هي الطاغية على تصرفاته ومادام يعبد المال ولا محاذير لديه في سبيل الحصول عليه سواء بممارسة الفساد أو بالارتزاق والعمالة . لا للفساد والمفسدين ولا للتستر عليهم وتمرير فسادهم تحت يافطات بلهاء وساذجة فالمرحلة لم تعد تحتمل الدعممة والمحاباة والانتقائية في محاربة الفساد فالفاسد لا مكان له بيننا تماما كالمرتزق ما لم فإننا أشبه بمن ينفخ في (قربة مفطورة )وهو يعلم بأن نفخه فيها لن يقدم ولن يؤخر . وحتى الملتقى …..دمتم سالمين