فضفضة

محمد خالد عنتر
لا تزال مفاوضات الكويت جاريةً حتى لحظة كتابتي لهذه الأسطر .. ولا يزال مستقبلها غامضاً ولا نعلم ما هو مصيرها؟؟
ولا يزال الجنوب يشتعل بالاغتيالات والتفجيرات وتهجير الشماليين .. بينما صنعاء تعاني من أزمة وغلاء في الأسعار بسبب هبوط سعر العملة الوطنية أمام الدولار ..
ولا يزال العدوان يمارس جرائمه الوحشية بحق اليمن حيث أغار قبل أيام على مطار الحديدة بأكثر من عشر غارات.
ولا تزال أمواج الحقد تتلاطم بتعز لتزيد الوضع سوءاً ..
أما صعدة المنسية فلا تزال كما هي .. منسية .. وأهلها أضرحة وشواهد قبور تطل علينا من بين الأنقاض .. وبيوتها خرائبٌ للدهر ومقابر لأصحابها.
العاصمة السبئية مأرب تغوص في رمال الخديعة والغدر إلى اللحظة ..
حرارة الصيف تشتعل بعد أن توقف غيث السماء .. وهزةٌ أرضيةٌ مرت على صنعاء لثوانٍ لا تذكر ..
لا أقصد تثبيط الهمم .. فأنا لا يمكن أن أكون الشخص الذي سيساهم بإحباط عزيمة هذا الشعب الصامد ولكن في المقابل من المشين لي أن أتجاهل كل تلك الأزمات التي تعج بها أرضنا بسبب الحرب والحصار والموت والدمار الذي تجرعناه على مدى عامٍ وأزيد ..
لست هنا لأوجه أصابع الاتهام لأحد .. وبالمقابل لا أبريء أحداً ..
أنا فقط أحكي وضعاً إنسانيا في منتهى الجدية ولا يحتمل التجاهل ..
السعودية لن تأتي لنا بالخير وهذا مما لا شك فيه .. ولكننا نحن من نريد الخير لأنفسنا .. ونبحث عن الخير من حولنا ..
نحن نعيش مخاضاً صعباً آملين أنه سيثمر خيراً ويعوض صبرنا وألمنا ..
غداً ستكون هذه الأيام مجرد ذكرياتٍ نحكيها لأبنائنا ونحن على كراسينا الدافئة .. تماماً كما فعل آباؤنا وأجدادنا معنا ..
ولكننا مع ذلك لا نأمل أن تستمر هذه الذكريات طويلاً .. كي يأتي اليوم الذي نعيش فيه لنحكي للأطفال ما عشناه ..
كانت هذه مجرد فضفضة لأن القلب ازدحم بالكثير من المشاعر .. ونال من الهم ما ناله .. تماماً كغيره من قلوب الناس ..
وعلى أمل الحياة الأفضل سأختم مقالي .. وبأمنيةٍ صادقةٍ أن يمن الله علينا بالاستقرار أنهي ما كتبته .

قد يعجبك ايضا