اليمنيون أمام فرصة تاريخية للسلام الشامل

على وقع الأحداث الإقليمية والدولية لا يختلف اثنان على أن اليمنيين أحوج ما يكونون اليوم إلى سلام شامل يجنب بلدهم ويلات الحروب ومعاناتها والأوضاع المتردية الناجمة عنها ليستعيد دوره المعهود ضمن أسرته العربية وينعم شعبه بالسلام والاستقرار.
وتعد مشاورات السلام اليمنية التي تستضيفها الكويت منذ 21 ابريل الماضي برعاية الأمم المتحدة فرصة تاريخية لإنجاح المساعي الدولية الهادفة لتهيئة الأجواء “الإيجابية” التي تكفل وضع حد لنزاع دام سنوات عديدة وحقن دماء أبناء الشعب اليمني. وتجدر الإشارة هنا إلى أن تحقيق السلام الذي يتطلع إليه الشعب اليمني لا يتأتى إلا من خلال الذهاب إلى حلول سياسية وأمنية واقتصادية وإنسانية جادة وصادقة يكون محورها الأساس مصلحة الوطن والمواطن.
وفي هذا السياق جددت الوفود اليمنية المشاركة في مشاورات السلام التزامها بالحوار كسبيل وحيد لوقف الحرب في اليمن والعودة للانتقال السياسي السلمي والمنظم استنادا إلى مرجعيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وقال مبعوث الأمم المتحدة لليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد في بيان صادر اثر اختتام جلسات اللجان الفرعية لمشاورات السلام المعنية أن الطرفين المتفاوضين يبديان جدية في المشاورات معربا عن الأمل بأن يسفر تضافر الجهود عن سلام حقيقي.
ودعا الجميع إلى دعم اليمن في هذه المرحلة الفاصلة متمنيا في الوقت ذاته على وسائل الإعلام الابتعاد عن نشر الشائعات التي تشوش على مسار السلام. وأوضح ان الوفود اليمنية في مشاورات الكويت تواصل اجتماعاتها في ثلاث لجان متوازية اللجنة السياسية المعنية بتهيئة المناخ السياسي لتوافق واسع واستئناف الحوار واللجنة الأمنية التي ناقشت الرؤى حول القضايا العسكرية والأمنية بما فيها تلك التي تتعلق بآليات الانسحاب وتجميع القوات ولجنة الأسرى والمعتقلين التي ناقشت مقترح الإفراج عن 50 % من جميع الأسرى والمعتقلين لدى جميع الأطراف قبل حلول شهر رمضان المبارك والآليات اللازمة لتنفيذ ذلك ومعايير اختيار القوائم الأولية والاتفاق على بلورة مقترحات في هذا الشأن. وقال انه التقى أعضاء من لجنة التهدئة والتواصل بحضور بعض أعضاء الوفود المشاركة في المشاورات وجرى مناقشة عمل اللجنة واللجان المحلية والتحديات التي تواجه عملها وكيفية التغلب عليها مشددا على أهمية تفعيل اللجان المحلية ودعم عملها.
وفي إطار الجهود العربية والدولية لدعم مشاورات السلام التقى ولد الشيخ احمد مبعوث مجلس التعاون الخليجي إلى اليمن صالح القنيعير وعددا من الدبلوماسيين وبحث معهم سبل توحيد الجهود الدولية الرامية إلى التوصل إلى اتفاق سلام شامل ومستدام في اليمن.
في مقابل ذلك تواصلت ردود الفعل المرحبة باستضافة الكويت مشاورات السلام اليمنية إذ أعربت كوريا الجنوبية عن جزيل امتنانها لدولة الكويت على استضافتها جلسات مشاورات السلام بين الأطراف اليمنية مشيدة بمساهمتها القيمة لإحلال السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط.
كما أعرب نائب وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية توماس شانون عن امتنان بلاده للكويت على استضافتها مشاورات السلام اليمنية برعاية الأمم المتحدة.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية اليزابث ترودو في تصريح صحفي أمس الأول أن شانون التقى خلال زيارته الكويت الثلاثاء رئيس مجلس الوزراء بالإنابة ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح ومبعوث الأمم المتحدة لليمن وكذلك ممثلي الوفود اليمنية وعرض خلال اللقاءات ما يمكن أن تقوم به الولايات المتحدة لدعم المشاورات.

عن وكالة الأنباء الكويتية ” كونا”

قد يعجبك ايضا