حاضنة القاعدة وداعش تحتل الجنوب !
عبدالعزيز البغدادي
حين توجه الجيش واللجان الشعبية الى المحافظات الجنوبية بعد 21 سبتمبر 2014 ضمن محاربة القاعدة وداعش التي تم نشرها هناك منذ السنوات الأولى للوحدة بتوجيه استخباري كشفت عنه تكرار انسحاب بعض المعسكرات وتسليمها مع الأسلحة للقاعدة والهدف التمهيد لاحتلال الجنوب أمريكياً وبريطانياً اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي الموجهة ضد أبناء الشمال مرددين جملة واحدة (ليس لكم حاضنة شعبية في الجنوب وعليكم الرحيل)! وها هي أمريكا تغزو الجنوب وتحتلها معتمدة كما يبدو على حاضنة نفسية قوية زرعتها نفس دوائر الاستخبارات سيعاني منها أبناء الجنوب كثيراً !!.
ومن الواضح أن تحالف العدوان أراد من غاراته المكثفة المتزامنة مع مشاورات الكويت والإصرار على استمرارها أن يرسل للمتحاورين وللعالم رسالة مفادها أن حكاية الحرب على الإرهاب المتمثل في مختلف الفصائل الإرهابية التي مُكِّنت أو تٓمكَّنت من الانتشار في مناطق واسعة من اليمن ومنها حضرموت وأجزاء مهمة من الجنوب هذه الحكاية أو المهمة يجب أن تبقى حكراً على الإدارة الأمريكية التي أعلنت عقب أحداث الـ 11 من سبتمبر عام 2001 على لسان الرئيس الأمريكي بوش الثاني عقب عملية تدمير البرجين المنقولة مباشرة والمصورة تصويراً سينمائياً لافتاً !، أعلن أن الحرب على الإرهاب قد بدأت في تلك اللحظات لكنه لا يعلم متى تنتهي حسب قوله وقبل القيام بأي تحقيقات قضائية توجهت وحدات من الجيش الأمريكي لاحتلال أفغانستان بهدف محاربة الإرهاب حسب زعمهم أي أن أمريكا بهذا المنطق أعطت لنفسها الحق في أن تكون الخصم والحكم !!!.
وتجاهلت طلبات الكثير من البلدان بضرورة وجود تعريف دقيق للإرهاب والآلية المشروعة لمحاربته بموجب اتفاقية ملزمة ضمن منظومة القانون الدولي !.
هذه الفردانية في التعامل مع قضية الإرهاب جعلت ملفه ملفوفا بالغموض والتحكم لإبقائه ملفاً استخبارياً تستخدم فيه العدالة والحقوق في الاعتداء على العدالة والحقوق وهو ما تكرر في العراق وسوريا واليمن ولولا صلابة الإيرانيين وتماسك جبهتهم الداخلية لكان مصيرهم نفس المصير، ومن خلال العدوان على سوريا كان من الواضح أن المقاومة ونهجها هو المستهدف في سوريا وحزب الله في لبنان ولذلك فإن تدخل حزب الله في سوريا كان للدفاع الإستباقي عن النفس وهي خطوة أبانت الوقائع صوابية وحكمة قيادة المقاومة (حزب الله) .
وفق هذا الاستخدام المخابراتي جرى خلال العقود الماضية نشر الجماعات الإرهابية المسلحة في اليمن وخاصة بعض محافظات الجنوب بإشراف وتخطيط أمريكي وتمويل سعودي لاستخدام الإرهاب ذريعة للتدخل في شئون اليمن وإعاقة مشاريع التنمية من خلال الانشغال بالهاجس الأمني وإبقاء محاربة الإرهاب تحت الإشراف الأمريكي مجرد دعاية إعلامية كاذبة لصرف الأنظار عن المحاربة الجدية مع مطالبة الحكومات العملية بالمطالبة بتدخل أمريكي لمحاربة الإرهاب والتضليل لإخفاء واقع التحالف بين الجماعات الإرهابية والنظام ولهذا ما إن بدأت اللجان الشعبية حربها على الإرهاب وتمت السيطرة الفعلية على أهم تجمعاته وتحصيناته القوية التي بنتها في ظل التحالف مع النظام في المحافظات الشمالية وجزء كبير من المحافظات الجنوبية ولأن هذا المشروع إنما كان يقوم به النظام بالوكالة عن المدير الأمريكي والممول السعودي فإن الأصيل إزاء هذا الانكشاف قرر خوض حرب مباشرة ضد اليمن شماله وجنوبه الذي تجرأت لجانه الشعبية على كشف حقيقة المشروع الأمريكي وفي بداية العدوان تم تمكين القاعدة بقوة من مناطق مهمة في الجنوب مثل حضرموت وأدخل داعش إلى الخدمة باسم مقاومة مليشيات الحوثي والمخلوع وفي آخر مشاهد مسرحية الحرب الأمريكية على الإرهاب وبعد عام وحوالي ثلاثة أشهر من عدوانهم على اليمن أعتقد الأمريكيون والبريطانيون أن الشعب اليمني وجيشه ولجانه الشعبية قد أصبح منهكاً بفعل الحصار والقصف غير المسبوق وأن الوقت أصبح مناسباً بنظرهم للتدخل العسكري المباشر والمعلن وبالفعل تتابع منذ الأربعاء 4/ 5 / 2016م دخول قوات أمريكية الى قاعدة العند وفي عدن بسلاسة تشعر معها بأن المستعمر الأمريكي مطمئن أن أبناء الجنوب حسب اعتقاده ووفق المخطط المرسوم والمنفذ الذي سعى من خلاله الى خلخلة الوعي الوطني لديهم مستغلاً الممارسات السيئة بحقهم من سلطات الوحدة التي ساعدت على تطييف الصراع المترافق مع الشحن الطائفي الذي حرص أحرار اليمن عبر التأريخ على مقاومته وأخذت هذه الأدوات تنمي الأحقاد المريضة وفي هذا السياق استحضرت ممارسات شرعية صالح في حرب 1994 القذرة التي كان يطلق عليها عبد ربه هادي بحرب الشرعية !!!؛وحركت كل الغرائز والرواسب ولذلك فإن كل القصف الذي كانت تقوم به البارجات على مدينة عدن خلال ملاحقة جماعات القاعدة التي هربت من الشمال الى الجنوب كان ينسب الى الجيش واللجان الشعبية بعد دخولهم عدن لتأمينها وكان كثير من الناشطين في الشحن الطائفي يسخرون من تأكيدات الجيش واللجان الشعبية بأنها إنما تستهدف القضاء على داعش والقاعدة قائلين بأنه لاوجود لداعش والقاعدة في المحافظات الجنوبية ، فهل يظن الأمريكيون أن شعبنا في الجنوب قد صار جاهزاً لحقبة جديدة من الاحتلال ؟!.
أهلنا في الجنوب لاشك يدركون خطورة ما يجري ولهذا فإنهم ماضون نحو التحرر ولن تنطلي عليهم كل الاعيب الاستخبارات الأمريكية والبريطانية أو غيرها لأن لديهم تجربة نظال مريرة ولايمكن التلاعب بعواطفهم وجرهم الى مستنقع الطائفية السياسية التي لا تستخدم الا في المجتمعات عديمة الوعي والإدراك والتجربة !!!.