الشهيد الشمسي.. القناص الذي جندل جنود العدو والمرتزقة

البتول المنصور

“وراء كل شهيد حكاية من المجد حكاية من العزة ، وراء كل شهيد رصيد كبير من القيم والمبادئ والأخلاق العظيمة التي جسدها في ارض الواقع ..والتي تجلت في واقع الحياة وحديثنا عن أي فرد من الإخوة الشهداء لا يفي بحقه ابداً مهما قلنا فنحن لا زلنا نتحدث عن ما هو دون مستواهم ومكانتهم وعظمتهم ”
السيد / عبدالملك بدرالدين الحوثي
هو من خير الناس منزلاً .. يجري عليه عمله حتى يُبعث.. دمه مسك.. يحلّى من حلية الإيمان.. يلبس تاج الوقار ، الياقوتة فيه خير من الدنيا وما فيها.. هو من أول من يدخل الجنة.. يسكن الفردوس الأعلى في خيمة الله تحت العرش.. هذا بعض شرفه بعد موته ، أما وهو يجاهد ، ففضل الجهاد لا يجهله أحد من أهل الإيمان، انه الشهيد..
ووقفتنا هنا مع اللحظات الأولى للشهيد ، والأخيرة للمجاهد .. تلك اللحظات التي يحجم عنها الرجال ، ويخاف من هولها الأبطال .. تلك اللحظات التي يفارق فيها الإنسان حياته وكل ما رتبه لنفسه من أحلام وأوهام لتنقطع فجأة ويصبح في عالم آخر لم يشاهده ولم يعرفه إلا خبراً لا عيان.
هذه اللحظات هي “أولى لحظات الشهيد”.. هي لحظات تحكي بداية وُلوجه باب البرزخية .. بداية مفارقته الدنيوية إلى الأُخروية .. نهاية كونه مسلماً حياً إلى بداية حياة الشهادة الأبدية .. شهيدنا هو إبراهيم علي حمود الشمسي ، من مواليد 1980 بدأ مسيرته الجهادية منذ 2011م استشهد في فبراير الماضي أثناء التصدي لأعداء الوطن في محافظة الجوف.
كان مجاهدا بصوته وسلاحه الذي هز مضاجع الغزاة فقد كان أحد القناصين الماهرين وكان مجاهدا بسلاح صوته فقد شارك في العديد من الأناشيد والزوامل ومن أبرز مشاركاته في الاوبريت (يمني حر) كان مجاهداً منطلقاً فقد كانت روحه الجهادية مشتعلة.. وكان كثير الحركة والسفر إلى صعدة والجوف.. كان أطيب القلوب وأنقاها كان أكثر كلامه عن الجهاد وعن الثقافة القرآنية كان تعامله تعامل أهل البيت ، طيب مع الجميع ومؤثر فيهم..  حتى الأطفال تأثروا بالشهيد كثيرا (أولاد إخوته وأخواته).
قبل استشهاده أوصى أهله بأن يعتبروا يوم استشهاده كأنه زفافه  ولا يلبسوا الأسود ، ترك الدنيا وزينتها ومتاعها وانطلق كالأسد الغاضب يهزم مخططات الأعداء..  رحل إلى جنات الخلود قبل زفافه.. كان منتظراً ليوم زفافه بلهفة لكنه ذهب إلى الحور العين..  كان كثير الصلة لأقاربه وأرحامه.. كان يحب عمل الخير للجميع..
إبراهيم وأثناء مسيرته الجهادية جُرح في بداية العدوان كما حدثتني قريبة الشهيد كان كثير الكتمان ولا يتحدث كثيرا عن أعماله… فأغلب أعماله لم يعرفها أهله إلا بعد رحيله. فقد كان حديث المجاهدين الأول، لأنه كان يملك حساً أمنياً كبيراً..
قبل استشهاده بأيام “تقريبا ثلاثة أيام”.. جاء ليودع أمه وأهله وذكرهم بوصيته التي أوصاهم بها وهي لبس الأخضر إن أكرمه الله بمرتبة العظماء وارتقى شهيداً.
لم يكتفِ الشهيد بتوديع أهله وأمه وإخوته أي (الكبار فقط)..  لكنه ودع حتى الأطفال وكما يقال باللهجة العامية (أدى لهم حق الجعالة).
ابراهيم رحل بعد أن نكل بأعداء الله في الجبهات.. فقد كان من أمهر القناصين، كان يملك أخلاقاً عالية.. رحل في لحظات لا يمتطي صهوتها إلا أهل الإيمان استشهد في الجوف بتاريخ 2 /2/ 2016م فسلام ربي عليه وعلى العظماء من أمثاله.

قد يعجبك ايضا