عميد ركن/ أبو خالد الشمام
كما أوضحت في الحلقات السابقة بأن عمل شرطة السير مرتبط ارتباطاً كاملاً بالحياة اليومية للمواطن وهذا ما يميز هذا الجهاز عن الأجهزة الأخرى التي قد لا يحتاج إليها المواطن إلا نادراً وفي حالات متقطعة أما شرطة السير فأعمالها تترافق مع دقائق الحياة اليومية لجميع المواطنين صغيرهم وكبيرهم غنيهم وفقيرهم وهذا لا جدال فيه.
إن الاهتمام بشرطة السير قد تأخر كثيرا وكان يفترض أن يجد الاهتمام الذي يستحقه منذ وقت مبكر بحيث يتم تطويره بشكل مستمر ومتواصل كون حركة السير تتطور وتتعقد وتحتاج إلى أن يتطور جهاز شرطة السير بنفس الوتيرة التي تتطور بها الحركة المرورية حتى تؤدي شرطة السير العمل المطلوب منها بطريقة تساعد المواطنين في حياتهم اليومية.
إننا نؤكد على أننا نحتاج إلى خبراء على درجة عالية من القدرات العلمية والعملية ولا نقول أننا نحتاج إلى خبراء أجنبية بل نحتاج إلى كوادر وطنية مؤهلة ومدربة تدريب علمي حديث ممن عملوا فترة طويلة في مجال شرطة السير ولديهم قدرات قيادية وقدرة على الخلق والإبداع في مجال عملهم ومن المعيب أنه خلال أكثر من خمسة عشر عاماً لم يتم إرسال أي ضابط للتأهيل والتدريب في أي دولة على الإطلاق وحتى الحصول على دورات تدريبية متخصصة داخليا غير موجودة والبرامج التي يتم تدريسها برامج عقيمة ومتخلفة ولا تلبي أي احتياج على الإطلاق.
إنني هنا أناشد المسؤولين في وزارة الداخلية أن يكون هناك نظرة موضوعية في عملية تطوير جهاز شرطة السير وأن يكون للعاملين فيه أولوية في التدريب والتأهيل الداخلي والخارجي وأن يكون هناك استفادة من تجارب الدول الأخرى التي لديها معاهد خاصة بشرطة السير ومراكز دراسات متخصصة في هذا المجال وهذا مطلب ملح ولا يحتمل التأخير لأن العالم يتقدم ونحن لا نقف في مكاننا فقط بل نتأخر وهذا ليس في صالحنا على الإطلاق.
Next Post
قد يعجبك ايضا