الثورة نت/
نشرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أمس الجمعة مجددا تقريرا خطيرا جاء فيه إن السعودية استخدمت ذخائر عنقودية أمريكية الصنع قرب مناطق مأهولة بالمدنيين في اليمن ، لم تستخدم إلا من قبل أمريكا في الحرب على العراق عام 2003 ، و خلفت وراءها ذخائر صغيرة غير منفجرة ، و طالبت الولايات المتحدة الكف عن إنتاج ونقل الذخائر العنقودية، التزاما بالحظر الدولي على هذه الأسلحة الذي يحظى بقبول واسع .
واوضحت هیومن رایتس ووتش إن قواعد التصدیر الأمریکیة التی تعتمد على معاییر موثوقیة الأسلحة لم تحل دون بیع الذخائر العنقودیة للسعودیة، ما عرض المدنیین للخطر على المدى البعید .
والذخائر العنقودیة محظورة بموجب معاهدة تعود لعام 2008 وقعتها 119 دولة، لکن لیس بین هذه الدول السعودیة أو الیمن أو الولایات المتحدة.
وقال ستیف غوس، مدیر قسم الأسلحة وحقوق الإنسان فی هیومن رایتس ووتش ورئیس “تحالف الذخائر العنقودیة” ، وهو تحالف دولی من منظمات تسعى للقضاء على الذخائر العنقودیة : “ان الولایات المتحدة باعت للسعودیة ذخائر عنقودیة ، وهو سلاح رفضته أغلب الدول بسبب الضرر الذی یسببه للمدنیین. على السعودیة الکف عن استعمال الذخائر العنقودیة فی الیمن وأیة أماکن أخرى، وعلى الولایات المتحدة أن تکف عن إنتاج وتصدیر هذه الأسلحة” .
و خلال العام الماضی وثقت هیومن رایتس ووتش الخسائر فی صفوف المدنیین الیمنیین جراء استعمال التحالف بقیادة السعودیة 4 أنواع من الذخائر العنقودیة أمریکیة الصنع أُطلقت عن طریق القصف الجوی والبری. منها القنابل “سی بی یو-105” بنظام استشعاری، فی 6 غارات جویة على الأقل استهدفت محافظات عمران والحدیدة وصعدة وصنعاء. سُجل أحدث هجوم بقنابل “سی بی یو-105” فی 15 فبرایر/شباط، فی مصنع للإسمنت فی محافظة عمران.
ویتم إسقاط الذخائر العنقودیة من طائرات أو تنشر عبر القصف المدفعی والصاروخی ، وتحتوی العبوة على عدد من الذخائر أو القنابل الصغیرة. تمثل الذخائر العنقودیة تهدیدا مباشرا للمدنیین إذ تتناثر على مساحة کبیرة وتترک وراءها مخلفات انفجاریة، منها الذخائر الصغیرة التی لا تنفجر لدى الارتطام بالأرض، لتصبح بمثابة الألغام .
و تحظر بنود قانون التصدیر الأمریکی العائد لدیسمبر/کانون الأول 2007 أن یستعمل الحاصلون على ذخائر عنقودیة أمریکیة تلک الذخائر فی مناطق مأهولة بالسکان، ولا یسمح القانون بنقل الذخائر العنقودیة إلا إذا کان معدل إخفاقها فی الانفجار یقل عن 1 فی المئة. الذخائر العنقودیة التی نُقلت قبل ذلک لم تستوفِ هذه المتطلبات .
و حصلت السعودیة والإمارات على أسلحة “سی بی یو-105” بنظام استشعاری من الولایات المتحدة قبل سنوات . و لا توجد أدلة تشیر إلى أن دول أخرى فی التحالف بقیادة السعودیة – قطر، البحرین، الکویت، الأردن، مصر، السودان ، المغرب – قد حصلت على نفس هذا السلاح. کما أمدت الولایات المتحدة السعودیة بصادرات کثیرة من القنابل العنقودیة الأخرى بین عامی 1970 و1999 .
و بحسب شهادة بیانات صادرة عن الجهة المُصنعة، شرکة “تیکسترون سیستمس” ، فإن کل وحدة “سی بی یو-105” تنثر 10 عبوات “بی إل یو-108″، ویتناثر من کل من هذه العبوات العشر 4 ذخائر عنقودیة صغیرة تسمیها الشرکة “سکیت”، وهی مصممة لاستشعار وتصنیف الأهداف والاشتباک مع المرکبات المصفحة. هی مصممة للانفجار فوق الأرض، وإطلاق سحابة من الحدید المتناثر والشظایا باتجاه الأرض. الذخائر الصغیرة داخل أسلحة نظام الاستشعار المذکورة مجهزة بمیزتیّ التدمیر والتعطیل الذاتیّین إلکترونیا.
لکن کما شاهد الباحث المیدانی لـ هیومن رایتس ووتش وبحسب الأدلة المرئیة، انتهت 3 هجمات على الأقل ببقاء وحدات “بی إل یو-108” الصغیرة أو “سکیت” (وحدات الذخائر الصغیرة) متصلة بالقنبلة: فی محافظة عمران فی 15 فبرایر/شباط 2016، وفی صنعاء فی 21 مایو/أیار 2015، وفی صعدة یوم 27 أبریل/نیسان 2015. یُظهر هذا إخفاقا فی الأداء دون المستوى المتوقع، إذ إن الذخائر الصغیرة لم تنفصل عن العبوة أو انفصلت عنها لکن لم تنفجر. فی مایو/أیار 2011 ورد فی دلیل توجیهی صادر عن وکالة التعاون الأمنی الأمریکیة أن وحدة “سکیت” الخاصة بسلاح “سی بی یو-105” بالنظام الاستشعاری هی “القنبلة العنقودیة الوحیدة التی تلتزم ذخائرها الصغیرة” بقواعد التصدیر الأمریکیة .
*وكالة تسنيم
قد يعجبك ايضا