تكريم أفضل عشرة مشاريع ريادية على مستوى الجامعات اليمنية

تقرير / سلطان مغلس

تهدف جهود رعاية وتشجيع ابداعات وابتكارات “الشباب” الى صناعة المشاريع الصغيرة المستدامة التي تعمل بشكل إيجابي للحد من الفقر وتخفيف مستوى البطالة في أوساط المجتمع وخلق فرص عمل لائقة للمبدعين الشباب.
برنامج “مباردة” لريادة الأعمال التابع لوكالة تنمية المشاريع الصغيرة والأصغر والمنفذ بالشراكة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الجامعات اليمنية واحداً من أبرز المشاريع الريادية الشبابية المنفذة في بلادنا والتي استطاعت ان تخلق حراكاً فاعلا في أوساط الف وأربعة واربعون طالباً وطالبة (خريجين) على مستوى جامعات (صنعاء ـ عدن ـ تعز ـ حضرموت ـ الحديدة ـ العلوم والتكنولوجيا والعلوم الحديثة)، قدموا ثلاثمائة وأربعاً وستين خطة مشروع في عدد من المجالات، وفي التصفيات النهائية للمسابقة التي أقيمت بصنعاء 28 ابريل الماضي فازت عشرة مشاريع ريادية صنفت من قبل لجنة التحكيم بالأفضل علمياً ومنح كل مشروع خمسة الف دولار مقدمة من مصرف الكريمي وبنك التضامن الإسلامي للبدء بتنفيذ تلك المشاريع وتحويلها من أحلام في أذهان الشباب الى واقع ملموس ومن خطط مكتوبة الى مشاريع تنفيذية .. ” شباب ومهارات ” رصدت تلك المشاريع الابتكارية وشاركت الفائزين فرحتهم ومراحل تنفيذ البرنامج :

مروان صالح محمد صالح ابتكر مشروعاً نوعياً من خلال استخلاص وفصل الزيوت الطبيعية والمواد الفعالة من الأعشاب الطبيعية واستخدامها مع العسل في انتاج أدوية جلدية ومطهرات ومنظفات وعطور ومستحضرات تجميل طبيعية.
يقول صالح: تدربت على كيفية إعداد وإنجاز المشاريع والكلفة المالية وجميع ما يتعلق بشأن تكوين المشاريع الإبداعية والتجارية وهذا الفوز مثل لي يوم ميلاد جديد لتنفيذ مشروعي الذي كان املي في الحياة، لقد اكتشفت نفسي وقدراتي ومواهبي في هذا البرنامج وسلكت من خلاله الطريق من أجل تحقيق الهدف المنشود.
وايرليس الجامعة
ويتحدث موسى الحريبي , خريج ادارة اعمال جامعة تعز والذي تقدم بمشروع وايرلس الجامعة مع زميله امجد قاسم شحرة : مسيرتي في برنامج مبادرة – ريادة الاعمال , بدأت من عام 2013م حيث تم الاعلان عن طريق كلية العلوم الادارية عن التدريب في برنامج مبادرة  وخلال المرحلة الأولى، تم تقسيمنا الى مجموعات تضم كل مجموعة عدد كبير من الطلاب موزعين على عدة تخصصات من الهندسة والعلوم الادارية والعلوم التطبيقية.
ويضيف: استمر برنامج مبادرة بالتدريب لمدة تجاوزت الشهرين والنصف تعلمنا من خلالها مصطلحات ذات مدلولات عظيمة كريادة الاعمال , وكذلك تعلمنا كيفية ادارة المشاريع الصغيرة وتسويقها وكيفية عمل دراسة جدوى للمشاريع وتم تزويدنا بمادة علمية ومواد علمية مرئية واستمرينا حتى فزنا بالمشروع بحمد الله.
معمل انتاج الربلات
المعمل الآلي الحديث لإنتاج وتسويق ربلات السيارات كان واحداً من ضمن المشاريع الشبابية الفائزة حيث قال صاحب المشروع الطالب وليد احمد عبده سالم: اشتغلت في مجال قطاع السيارات وخرجت السوق ولاحظت مشاكل السيارات واقترحت عمل معمل لحل مشاكل الناس وتوفر قطع الغيار المناسبة للسيارات، بدأت الفكرة وبلورتها وبدأنها التخطيط لها وعمل الدراسات الاقتصادية والتسويقية لها.
منوها بأن مشروعه يعتبر عبور من الجامعة الى سوق العمل وهو مشروع حياة وأشعر بالفخر والاعتزاز وجهود سنوات تكللت بهذا الإنجاز ونبدع وتكون لنا مشاريعنا الخاصة.. ويضيف: بكل تأكيد لقد اكتسبنا في البرنامج على مهارات جوهرية في مجال ريادة الأعمال انعكست بشكل إيجابي على مشاريعنا المقدمة للتنافس.
خدمات هندسية
ويتحدث الطالب عصام الدين سيف ـ عن مشروعه “مكتب خدمات هندسية” حيث أشار الى أن مشروعه يعمل على تقديم خدمات في جميع التخصصات الهندسية تحت سقف واحد باحترافية ومهنية عالية. وقال” المشروع كان مجرد فكرة واستطعنا تحويل الفكرة الى دراسة جدوى وتخطيط ومن ثم مشروع واقعي وفزت بالجائزة وسأبدأ اعمل بالموضوع واقعياً”.
وعن شعوره بالمناسبة قال: فرحة غامرة مثلت لي بوابة دخول الى عالم آخر، واستفدنا كثيرا من خلال تقيم لجنة التحكيم في معالجة الأخطاء وتجاوز المشكلات السابقة التي كانت تواجه عملنا.
بوتيتو استريم
بوتيتو استريم ـ مشروع حلويات مقدم من الطالبة أميرة علي النوفي ـ حيث قالت بأن المشروع يعمل على تقديم منتجات متعددة من البطاطا بأصناف وأطباق جديدة تمزج بين الطابع التقليدي بمواصفات ونكهات جديدة.
وأضافت إن هذا المشروع مثل نقطة البداية ننطلق بها الى عالم الاعمال، وقد استفدنا كثيرا من التجربة مع مشروع مبادرة، وبالمناسبة اهدي نجاحي الى ابي وامي واسرتي ولجنة التحكيم.
وسام قائد : نسعى لتمكين الشباب
ويتحدث المدير التنفيذي لوكالة تنمية المنشآت الصغيرة والاصغر وسام قائد عن الهدف العام للمبادرة: نسعى لتمكين الشباب اليمني، لأنه يسهم بشكل رئيسي في مساعدة الشباب على أن يطلقوا مشاريعهم الخاصة والتي تفتح لهم فرص العمل في الاسواق الإقليمية والتي تجعلهم كأرباب عمل قادرين على خلق فرص عمل جديدة خاصة وأننا في منطقتنا العربية بحاجة ماسة إلى المشاريع التي تخلق آلاف فرص العمل لتحقيق التغيير الإيجابي في بيئة الاعمال التجارية في المنطقة بمهاراتهم وقدراتهم العالية.
تطوير المناهج الدراسية
ويضيف: تواجه الخريجين صعوبات في سوق العمل ونحن في وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر عملنا بجهد كبير لحل هذه المشكلة ، فقد استطعنا بالتعاون مع الجامعات تطوير المناهج الدراسية التي تُمكن خريجي الجامعات من العمل مع القطاع  بكفاءة عالية والنهوض بالاقتصاد المحلي.. لدينا رؤية في وكالة تنمية المنشآت كي يستفيد آلاف الخريجين من الشباب من برامج التدريب في مجال الاعمال لتدشين مشاريعهم الخاصة حيث ستعمل هذه المشاريع على إيجاد مئات الآلاف الوظائف. مؤكدا أن الوكالة تقدم الدعم لرياديي الأعمال ليقوموا بفتح مشاريعهم الخاصة وهذا ما نحن بصدده من خلال تقديم مشاريع نوعية تدعم الشباب كمشروع مبادرة.
خطة المسابقة
مديرة برنامج مبادرة لريادة الاعمال خلود شاكر أشارت الى أن المسابقة الريادية التي شارك فيها 1044 طالبا وطالبة من كافة الجامعات قدموا 364 مشروعا تم اختيار أفضل 52 خطة مشروع في المرحلة الأولى وتأهل في المرحلة الثانية أفضل 15مشروعا ليتم الاختيار في التصفيات النهائية على 10 مشاريع بناءً على معايير علمية وتسويقية بدعم من مصرف الكريمي وبنك التضامن الإسلامي بواقع خمسة آلاف دولار لكل مشروع فائز وهم : بوتيتو استريم للريادية أميرة علي النوفي ومشروع هربل فارما للفائز مروان صالح محمد صالح ومشروع شوكلس بلس للفائزات نسيم اسماعيل محرم ورقية احمد القاص ومشروع المعمل الآلي الحديث لإنتاج الربلات للفائز وليد احمد عبده سالم.. ومشروع وايرلس جامعة إب للفائزين امجد شحرة وموسى الحريبي ومشروع مكتب الخدمات الهندسية للفائز عصام الدين سيف ومشروع  الاكياس القماشية للفائزة ايناس المليكي اضافة الى مشروع شركة جنات للفائز عبدالله عباس زبارة ومشروع معمل سلام للتقنيات الطبية للفائزات بثينة عبدالله شجاع وسهام محمد عبده نصر وصابرين محمود عثمان وعليا المقطري ومها عبدالعزيز.
مستمرون في تشجيع الابتكارات
وعن الداعمين يؤكد رجل الاعمال علي الكريمي أن مساهمتهم في دعم المشروع تأتي انطلاقا من واجبهم في دعم الأفكار الابتكارية والمشاريع الناجحة لخلق فرص عمل للشباب، منوها بأنه لم يكن يتوقع هذا النجاح للمشروع، مؤكدا استمرار شركته في دعم وتشجيع الشباب وابداعاتهم.
ممثل بنك التضامن الإسلامي خالد المسني أشار الى دور القطاع الخاص في إيلاء  الشباب قدراً أكبر من الإهتمام كشريحة كبيرة في المجتمع من خلال تطوير المنتجات والآليات التي تخدم الشباب وخاصة خريجي الجامعات والمعاهد المهنية.
جهود نوعية ومشاريع ممتازة
وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لقطاع التخطيط والسياسات أ.د. عبدالعزيز الشعيبي قال لـ”شباب ومهارات” :اليوم نحتفل بمبدأ جميل إذ أنه رغم الظروف الراهنة والصعوبات هذه الابداعات تعطي حافزا كبيراً جدا لكل من يريد ان يسهم اسهاما حقيقيا في المجتمع، المجال الإبداعي مفتوح لجميع الشباب وكل ما في الامر أن يبدع الشباب ويجتهد للوصول الى تحقيق الابداع والابتكار”.. ويضيف” كان الشباب مبدعين جدا ومشاريعهم ممتازة ووجدت نوعا من التشجيع من الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع ككل والفوز الحقيقي من خلال التميز في هذه المشاريع واستمرارها في هذا العمل وإمكانية الوصول الى ما بعد هذه الجائزة التي تعد نقطة بداية لنجاحات يمكن ان تكون عملاقة في المستقبل”.
منوها بأن البرنامج عمل أيضا على تأكيد مبدأ الشراكة المثمرة بين القطاع الخاص والمخرجات الجامعية وكافة أبناء المجتمع لتنمية ابتكارات المبدعين ورعايتها والاسهام في تنفيذها وتحقيق طموحات الشباب.

قد يعجبك ايضا