محمد النظاري
مع تسلم النائب الجديد بن يحيى لمهام عمله نائبا لوزير الشباب والرياضة، سيجد أمامه طابوراً طويلاً من الذين يقولون له: أنت الخلف الفاتح والمنقذ والمخلص، وللأسف إن فرح بهم، وقربهم، فلا فائدة.
الأخ النائب أنت أتيت من واد غير وادينا، وهذا ليس عيبا، فكثيرون في الوزارة من واد آخر، ولكن العيب إن يجرك أصحاب ذلك الوادي لصفهم، وأبعدوك عن الرياضة والرياضيين.
أمامك ملفات شائكة ومهمة، فلا يزينون لك أن مجرد تقديمك لقسط مستحق للأندية أو الاتحادات، هو انجاز ما بعده انجاز، فتصفية العهد السابقة والإصرار عليها هو الانجاز الحقيقي.
أن توزيع جوائز التكريم لأبطال كافة الألعاب طال انتظاره، وليس معنى أن تستهل عملك بتوزيعها انك قمت بعمل جبار، فلو تأخر تعيينك قليلا لكان بهيان هو من قام بنفس العمل، ولكن العمل الأكبر أن تدقق في مراكز التكريم ومبالغه، وان تلغي أي حفل سيصرف فيه أكثر مما صرف لعشرة أبطال.
أمر صرف مستحقات الأندية يدا بيد، فيه شفافية جميلة، ويبدو أن ذلك اعتراف أن هناك تقصيراً في إيصال كافة المبالغ لمستحقيها، ولكن لماذا تتكبد الوزارة تكاليف 47 نادياً، وهي مبالغ كانت كفيلة بتوجييها لأحد الأندية الريفية.
قبل أن ينتقل الأخ النائب بتصحيح الأوضاع في الأندية والاتحادات، عليه أن يبدأ ببيته، ونعني به الوزارة بإداراتها المختلفة، ثم ينتقل لملحقاتها، وفي مقدمتها الصندوق، ومكاتب فروع الوزارة التي ماتت، وينتظر دفنها في أي لحظة.
كلمة لا بد أن نقولها للنائب الجديد: ابعد عنك كل من يريد التقرب منك، وتقرب من كل من يبعدوهم عنك، وقلل الفجوة بينك وبين بقية الموظفين من غير النخبة.. فالنخبة استحوذت على كل شيء ولم تدع لغيرها حتى الفتات..قد تكون فترة بقائك في الوزارة ليست طويلة، فاجعل منها أعمالاً خالدة.