تقرير/ زهور السعيدي
من الله عز وجل على بلادنا بأمطار الخير التي أثلجت الصدور وروت الأرض تبعها سيول جارفة وتجمعات للمياه الراكدة في كل مكان تقريباً وهذا ما تسبب بالعديد من الخسائر المادية عبر تضرر العديد من المنازل في أماكن السيول التي انهار بعضها ولحق بالبعض الآخر أضرار جسيمة .. ناهيك عن مخاطر صحية باتت تتربص بتلك المجتمعات جراء تلك المياه الراكدة والمستنقعات التي تسببت في انتشار الأمراض والاوبئة وخاصة في اوساط الأطفال الذين يتصدرون قائمة الإصابة بالأذى .
المجتمعات المحلية في اليمن وجدت نفسها امام معاناة متفاقمة جراء هذه الامطار الغزيرة ومانجم عنها من فيضانات مفاجئة وانهيارات ارضية الامر الذي ادى الى نزوح الاهالي وتهدم المنازل ووسائل رزق وعيش الكثيرين..وتقول جمعية الهلال الاحمر اليمني بأن مايقارب من ثلاثين الف شخص قد تضرروا من هذه الفيضانات والانهيارات وان مايزيد عن الف منزل قد تهدم.
ويقول الامين العام لجمعية الهلال الاحمر اليمني، فؤاد الماخذي، بأن المجتمعات المحلية في اليمن مابرحت تعاني نتيجة الحرب وحدوث اعصارين متتاليين لتأتي حاليا الامطار الغزيرة والفيضانات وكل ذلك خلال عام واحد مما ارهق قدرة الناس على التعامل مع الوضع.
احتياجات طارئة
هذه الاحداث المتتالية خلقت احتياجات انسانية ملحة وكبيرة وتفوق قدرات وطاقات منظمات الاسناد والاغاثة ويوضح امين عام جمعية الهلال الاحمر اليمني فؤاد الماخذي بأن قدرات الاستجابة لدى فروع الجمعية في المحافظات والمتطوعين العاملين معها قد بلغت طاقتها القصوى..ويشير الماخذي في بيان صحفي الى انه قد تقطعت السبل بمجتمعات محلية بأكملها نتيجة الانهيارات الارضية وتقطع الطرقات وحتى مع انحسار الفيضانات فقد خلًفت مياهاً آسنة مايثير قلق واسع من مخاطر انتشار الامراض والاوبئة وتحديدا امراض الملاريا وحمى الضنك.
ويضيف امين عام جمعية الهلال الاحمر اليمني بان المحافظات الاكثر تضررا هي ابين وعمران وحجة والحديدة حيث تتضمن الاحتياجات الطارئة مياه الشرب النقية والغذاء والمأوى والاحتياجات الصحية ومواد النظافة ..مشيرا الى ان الجمعية تبذل قصارى جهدها للوصول الى جميع من هم بحاجة الى المساعدة في اسرع وقت ممكن وذلك بالتعاون مع الشركاء في الحركة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر الدوليين.
تحذيرات صحية
التحديات والمعاناة لاتقف عند هذا الحد بل هناك مخاطر انتشار الامراض جراء هذا الوضع ويحذر الأطباء والمختصون من خطر انتشار أمراض جلدية وباطنية خطيرة، قد تصيب الاطفال بسبب المستنقعات الناجمة عن تجمعات المياه، مشيرين إلى أنه على رأس تلك الأمراض حمى الضنك وحمى التيفوئيد والملاريا وأمراض النزلات المعوية والتهابات الجهاز التنفسي، وبعض أنواع الحساسية مثل الإرتيكاريا أو الطفح الجلدي أو الإصابة بالتهاب مكروبي مميت وغير ذلك من الامراض التي قد تصيب الاطفال بسبب ضعف المناعة لديهم كذلك مرضى السكرى، ..ويؤكد المختصون أن أي تجمع للمياه الراكدة يشكل مصدرا خصبا للتلوث وإذا لامس الجلد قد يعرضه للإصابة بالتهيج والحساسية أو الإصابة بالتهاب مكروبي مميت».
كما ان المياه الراكدة تكون مرتعاً خصباً للناموس والبعوض، وغيرها من الحشرات الناقلة للامراض.