متى تبدأ المرحلة الثانية والأهم.. وماذا عن حارة الفليحي؟!

بعد انتهاء المرحلة الأولى من مشروع تأهيل وترميم منازل حارة القاسمي

كتب/ عبدالباسط النوعة

لا زالت مدينة صنعاء القديمة بعراقتها وحضارتها تعاني أوجاعها وآلامها، وتعيش النتائج التدميرية التي خلفتها صواريخ العدوان التي استباحت حرمة وقدسية هذه المدينة التاريخية، لا زالت المنازل مدمرة، ومشققة، وينبعث الحزن من نوافذها وقمرياتها المكسرة، تحدث نفسها لماذا يستهدفوني بهذه الوحشية؟، ولم أكن في يوم مبعث خطر على أحد، بل دوماً وعبر عصور من الزمن نشرت رسائل السلام، وأشعت من أزقتي ومنازلي القديمة لوحات الجمال وروائح البخور والعطور الشجية.

وبالرغم من انتهاء المرحلة الأولى من مشروع إعادة تأهيل وترميم المنازل المتضررة والمدمرة في حارة القاسمي بصنعاء القديمة تلك الحارة المنكوبة التي استهدفها العدوان في إحدى الليالي من شهر يونيو الماضي، إلا أن المنطقة لا زالت بحاجة إلى الكثير من الترميم، وإعادة البناء والتأهيل، ناهيك عن حارة الفليحي التي استهدفها العدوان في التاسع عشر من سبتمبر الماضي، وألحق هذان الاستهدافان الكثير من الأضرار، شملت العشرات من المنازل، اختلفت أضرارها ما بين جسيم ومتوسط وخفيف، ولا زالت معظم تلك المباني على حالها.
يقول المهندس/ نبيل منصر –نائب رئيس الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية: إن خطة العمل الخاصة بحارة الفليحي قد  تم تجهيزها منذ ثلاثة أشهر، ولكن حصلت بعض الأشياء التي أدت إلى تأخر البدء بتنفيذ تلك الخطة، حيث كان لوزارة الثقافة باعتبارها جهة إشرافية بعض الاستفسارات حول مشروع القاسمي المرحلة الأولى، وكانت الوزارة تفضل أن يتم الانتهاء من هذه المرحلة في القاسمي قبل البدء بأي أعمال في حارة الفليحي.
روتين مالي ممل
وأضاف: كانت الخطة التي تم إعدادها لحارة الفليحي تشمل القيام بالدراسات والإجراءات الإسعافية بالتنسيق طبعاً مع اليونسكو، بالإضافة إلى عملية فرز للمواد التقليدية، وتدعيم بعض المنازل المتضررة التي تحتاج إلى تدخل عاجل حتى لا تسقط، وكذا تتضمن الخطة أيضاً التوثيق الكامل لأكثر من (103) منازل بعضها يحتاج إلى توثيق متكامل، خاصة المنازل القريبة من مكان القصف، وبعدها يتم تحديد الكلفة التقديرية للتدخل والصيانة والترميم.
ولفت منصر إلى أن المرحلة الأولى من مشروع القاسمي قد انتهت وستتم إقامة عدد من الفعاليات لهذا الغرض منها عرض ما تم إنجازه وعرض الدراسات والكلفة التقديرية للمرحلة الأولى التي ستكون بتمويل من المجلس المحلي لصنعاء القديمة وإشراف الهيئة، بينما كانت المرحلة الأولى بتمويل من الهيئة، كذلك ستتم إقامة معرض للصور سواء قبل أو بعد الاستهداف أو أثناء عمل الفرق الميدانية.
وفيما يتعلق بالفليحي أوضح نائب رئيس الهيئة أن تكاليف الفرق الهندسية والحصر لحارة الفليحي تم توقيعها قبل أسبوعين، وكان من المفترض أن يبدأوا أعمالهم، إلا أن الروتين المالي وتأخير صرف المخصصات اللازمة لهم، بالإضافة إلى دورالاستلام والتسليم بين رئيس الهيئة الخلف والسلف، وتوقع أن تبدأ هذه الفرق أعمالها في غضون الأيام القادمة، وستستمر هذه الفرق في أعمالها لمدة أربعين يوماً.
فرز وتدعيم
من جانبه يقول المهندس/ نصار عقيل –مدير مشروع تأهيل وترميم حارة القاسمي “المرحلة الأولى” إن المشروع الذي انتهى العمل في مرحلته الأولى الاثنين الماضي تم بنجاح منقطع النظير، وحصلت الهيئة على إشادة وتكريم من قبل الإيكروم بالشارقة، إلا أن الوفد اليمني لم يتمكن من السفر بسبب أن الإمارات من دول العدوان، حيث تم في هذه المرحلة إعداد المخططات للمباني المهدمة وفرز المواد التقليدية، حيث تم فرز (30) ألف ياجورة و(1500) حجر، وتم بناء الأساسات للمباني الـ(6) المدمرة، فضلاً عن تدعيم وتصبيب (6) منازل متضررة لإنقاذها مؤقتاً من الانهيار، ريثما يتم ترميمها، وتم أيضاً وبالتعاون مع فريق فني متخصص من الجانب العسكري استخراج بقايا الصاروخ والذي تم الحفر للوصول إليه مسافة تزيد عن (7) أمتار، واتضح أن الصاروخ أمريكي الصنع من نوع لوبي جي مخصص للمنازل تطلقه قاذفة أو طائرة f18، وهذا يدحض افتراءات بعض أبواق العدوان بأن الانفجار لهذه المنازل وقع من داخلها.
وحول التكاليف التي تم إنفاقها على المرحلة الأولى، والتكاليف التي تحتاج إليها المرحلة الثانية، أوضح “نصار” أن المرحلة الأولى بلغت كلفتها الإجمالية (12) مليون ريال توزعت على مجالات عدة، منها (7) ملايين و(70) ألف ريال أعمال بناء وتدعيم وفرز للموقع، بالإضافة إلى مليون ومائتي ألف ريال أعمال غير منظورة، وبدل مخاطر، وبقية المبلغ وزع كبدل إشراف وأجور، كما تم عمل دراسات لعدد (17) منزلاً متضرراً، منها (6) مباني مخططات توثيق وضع راهن، أما تكلفة المرحلة الثانية فتم تقديرها بأكثر من مليوني دولار، وتشمل إعادة بناء المنازل المهدمة وترميم المنازل المتضررة، والمرحلة الثانية بحسب الاتفاق بين الهيئة وأمانة العاصمة يكون تمويلها على نفقة المجلس المحلي، حيث تحتاج المنازل المدمرة وعددها (6) إلى حوالي (130-135) ألف دولار لإعادة بنائها.
وأشار “نصار” إلى أن أعمال المرحلة الثانية ستأخذ ما بين (6-8) أشهر ويتم إنجازها فور بدء العمل الذي من المفترض أن يتم بعد الاحتفال باختتام المرحلة الأولى، وهذا الأمر أي المرحلة الثانية بات في ملعب الإخوة في المجلس المحلي.

قد يعجبك ايضا