حسن عبدالله الشرفي
كالخفافيش في الظلام الداجي
كُلُّ شيءٍ فيهم غريب المزاجِ
أَمْسِ كانوا هناك،، واليوم هَاهُمْ
غيرهم في الإخراج والمونتاجِ
يركبون الموجات في أيِّ بَحْرٍ
زئبقي الشطآنِ والأَمْوَاجِ
في المزاد الرخيص وهو يؤدي
دوره في مقايضات الْحَرَاجِ
……
يا ضعافَ النفوسِ هذا دفاعٌ
عن بلادٍ جريحةٍ الأَوْدَاجِ
كُلُّ شيءٍ يموت فيها وأَنْتم
كتوابيت الشمع خلف الزجاجِ
يا ضعاف النفوس هذا جهادٌ
لاَ يُحَابِيْ في حَقِّهِ أَوْ يُدَاجِي
وَسَوَاءً كنتم لها أوْ عليها
في القصورِ الْبَلْهَا وفي الأَبْرَاجِ
مَعَهَا من رجالها مَنْ حَمَوْهَا
ثم كانوا من حولها كالسِّياجِ
مَعَهَا جاهزون للبذل لَيْسُوْا
مثلكم في الضياع والإِعْوْجَاجِ
وتريدون أن تنافسوهم،، ولكن
بسلاح الإِرجافِ والإِزعَاجِ
وبأَخْلاقِ الفاشلين،، وهذا
مَرَضٌ ما لمثله من عِلاَجِ
قد نسجتم كل الثياب التي ما
حظيت عند غيركم بالرَّوَاجِ
ولبستم هذا القناع وهذا
وبقيتم أنتم مع الإزْدِوَاجِ
……
يا ضعاف النفوس ما عند صنعا
غير صنعا في عرسها الْوَهَّاجِ
الطغاة انتهوا،، وما من مجالٍ
لبقايا أَلْغَازهم والأحاجي
إنها ثورةٌ على كُلِّ شيءٍ
همجيِّ الأَفْرَادِ والأَزْوَاجِ
إنها ثورة الملايين قالت
لا،،، فلا تركنوا إلى المكياجِ
كُلُّ شيءٍ فيها يقين فَظَلُّوْا
حيث أنتم في زيتكم والسِّرَاجِ
……
مَرَّ شهرٌ وربع شهرٍ، وَنَجْدٌ
في فجور العدوان والأَفْوَاجِ
لا الصواريخ دَمَّرتْنَا قلوباً
وسلاحاً،،، وَلاَ يَدُ الْمِيْرَاجِ
الرهان البغيض عاد بِخُفَّيْ
كُلُّ فَسْلٍ الجينات والأَمْشَاجِ
مِنْ يَعَافِيْرِ الهاربين إليهم
في مُسُوْح الدولار والديباجِ
مَرَّ شَهْرٌ وربعُ شَهْرٍ وَمَا مِنْ
أَحَدٍ من قنابل البغي نَاجِيْ
غير أن الصمود والصبر فينا
فوق هاماتنا شُجَاع التَّاجِ
قد تطول الشهور والنار تشوي
كُلُّ شبْرٍ بحقدِهَا الثَّجَّاجِ
……
أَيها الباذخون جاهاً وَمَالاً
وعروشاً لكنكم كالنعاجِ
أُتْرُكوا فُسْحَةَ السماءِ،،، وَهَيَّا
جَرِّبُوْنَا في واسعات الْفِجَاجِ
عندها تدركون كيف انتصرنا
وبقيتم في جينكم كالدجاجِ
صنعاء/ مايو 2015م