باريس/
أطلقت الشرطتان الفرنسية والتركية الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين في اطار الاحتفالات بعيد العمال أمس الأول، فيما شارك الآلاف في مسيرات في انحاء العالم بهذه المناسبة.
فمن موسكو الى مدريد هتف العمال بمطالبهم برفع الاجور وتحسين ظروف العمل وزيادة ضمانات العمل فيما تعاني العديد من الدول من الاضطرابات الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة.
في باريس حاول مئات من عناصر شرطة مكافحة الشغب بلباسهم الأسود ضبط عشرات آلاف المحتجين فيما تصاعد التوتر عندما رشقهم شبان يرتدون الاقنعة بمقذوفات وهتفوا “الجميع يكرهون الشرطة”.
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع وسعت الى تفريق مجموعة من مثيري الشغب الذين يتعمدون المواجهة مع قوات الامن.
ووضعت قوات الأمن في حالة تأهب مرتفع في انحاء فرنسا تحسبا للاحتجاجات التي تأتي وسط موجة من الغضب ضد إصلاحات مزمعة بشأن قوانين العمل ستطرح على البرلمان اليوم الثلاثاء.
وفيما تأمل الحكومة في ان تقلل الإصلاحات من البطالة المزمنة التي تراوح 10%، يعتقد معارضو هذه الإصلاحات أنها تهدد الحقوق التي اكتسبها العمال بصعوبة عبر تسهيل تسريح الموظفين والعمال.
وخففت الحكومة من حدة مشروع القانون إلا انها لم تتمكن من تهدئة الغضب بين الطلاب والعمال.
وهتف المتظاهرون عند انطلاق مسيرتهم من ساحة الباستيل “اسحبوا قانون العمل، القانون غير قابل للتعديل او النقاش”.
وأعلنت الشرطة اعتقال عشرة اشخاص واصابة شخصين بجروح طفيفة.
وادى احتجاج ضد الإصلاحات الى اعمال فوضى اضرم خلالها المحتجون النار في السيارات وألقوا الحجارة على رجال الشرطة ما أدى الى اصابة العشرات منهم.
وقال رئيس الوزراء مانويل فالس أمس الأول “سنرد بعزم شديد على مثيري الشغب هؤلاء، الهجمات والعنف ضد قوات الامن غير مقبولة”.
وأعلنت الشرطة مساء أمس الأول ان 84 ألف شخص ساروا في تظاهرات أمس الأول في كافة انحاء البلاد، وكان المشاركون في تظاهرة باريس نحو 16 ألفا حسب الشرطة و70 ألفا حسب النقابات.
وفي اسطنبول قمعت الشرطة التركية احتجاجات غير مرخصة وسط توترات تشهدها البلاد بعد سلسلة من الهجمات التي هزتها هذا العام والقيت مسؤوليتها على متطرفين ومسلحين اكراد.
ونشر نحو 25 ألف شرطي في اسطنبول اطلقوا الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين حاولوا الوصول الى ساحة تقسيم، بؤرة التظاهرات.
وفي منطقة اوكميداني القى يساريون متطرفون مقنعون القنابل الحارقة والمفرقعات على الشرطة واشعلوا حرائق لإغلاق الطرق.
وذكر مكتب محافظ اسطنبول انه تم اعتقال 207 أشخاص في انحاء المدينة لمحاولتهم القيام بمسيرة نحو ساحة تقسيم، وأضاف انه تمت مصادرة 40 قنبلة حارقة و17 قنبلة يدوية وعشرات المفرقعات.
وفي حادث منفصل قتل رجل في الخمسينات من عمره عندما صدمته عربة تابعة للشرطة مخصصة لخراطيم المياه التي تستخدم في تفريق التظاهرات.
وشارك مئات من نشطاء العمال والنقابات في احتجاج محظور رسميا وحملوا شعارات تدعو الى التضامن مع العمال، في مكان شاسع مخصص للأسواق في ضاحية باكيركوي القريبة من المطار الدولي.
ويأتي عيد العمال في وقت تشهد فيه تركيا توترا بعد سلسلة هجمات دامية هذا العام ألقيت مسؤوليتها على متطرفين ومسلحين من الاكراد.
واعتقلت الشرطة التركية اربعة سوريين يشتبه بأنهم من تنظيم داعش اثر الاشتباه بتخطيطهم لهجوم يستهدف احتفالات عيد العمال في العاصمة أنقرة.
وفي كوبا شارك مئات الآلاف في مسيرة تدين حملة “زعزعة استقرار” الحكومات اليسارية في امريكا اللاتينية.
وقال يوليسيس غولارتي الأمين العام لنقابة عمال كوبا المركزية أمام الحشود في ساحة الثورة في هافانا، ان “الأول من مايو هو كذلك يوم لإدانة المناورات التي تهدف الى شطب المكاسب التي حققتها السياسة الاشتراكية في امريكتنا وزعزعة استقرار الحكومات اليسارية والتقدمية”.
Next Post
قد يعجبك ايضا