عبدالسلام فارع
كثيرون هم أولئك النجوم الذين نقشوا بإبداعاتهم الخالدة أروع اللوحات الفنية في ملاعبنا المستطيلة، وهي إبداعات متنوعة ستظل خالدة في أذهان الكثيرين، وفي ذاكرة الرياضة اليمنية على مر العصور، ومن أولئك النجوم نجم هذه الإطلالة الأسبوعية التي يحلو لي ما بين الفينة والأخرى أن أخصص جانباً كبيراً منها لإبداعاتهم الخالدة النجم الأسبق في وحدة صنعاء عبدالله بن عبدالله العماد، والذي بحراسته الأمنية والمتميزة للعرين الأزرق في الحقبة الذهبية للزعيم الصنعاني، ونظراً لتميزه اللافت للأنظار فقد استحق وبكل جدارة ذلك الوصف الذي أطلقه عليه زميلنا الراحل عبدالواحد الخميسي، حينما تغزل به وبقدراته المذهلة، واصفاً إياه بأنه “امتداد وخليفة للحارس الراحل يحيى الظرافي، ولم يكن عبدالله بن عبدالله العماد حارساً للمرمى فقط، بل كان خير موجه ومرشد لزملائه في خط الدفاع، وبالنسبة لأهم المباريات التي خاضها مع فريقه “وحدة صنعاء”، فإنها كثيرة ومتعددة، إلا أن أهمها تلك المباراة المفصلية التي جمعت فريقه “الوحدة” مع ضيفه “صقر الحالمة” تعز في الموسم الرياضي 86-87م على ملعب الظرافي بالعاصمة صنعاء، فهي من المباريات المفصلية والتاريخية للعماد ولنجوم الوحدة بشكل عام؛ لأنها توجت الزعيم بطلاً للدوري، وبنتيجة (2/1)، حيث لم يكن هنالك من بد في تلك المواجهة أمام الأزرق الصنعاني سوى الفوز، أما الخسارة أو التعادل فلم يكن يعني سوى ضياع البطولة، والتي كانت ستؤول بطريقة مباشرة لجاره الشعب، إلا أن العماد ورفقاء دربه عدنان منصر، وطارق السيد كانوا قد قطعوا على أنفسهم عهوداً بعدم التفريط بالبطولة، وأقراص الذهب، ولم تنحصر إبداعات العماد الكروية بفريق الوحدة الصنعاني، والذي ما زال حتى اليوم ينظر إليه كبقية النادي، بل تواصل مع إبداعاته الرياضية من خلال السلك العسكري ضمن قوات الحرس الجمهوري، حيث برز نجمه مع زملائه الأشاوس ليس كحارس مرمى، بل كمهاجم لا يشق له غبار بعد أن اكتسب عديد الخبرات المتراكمة من خلال رؤيته الثاقبة لأبرز المهاجمين الذين تعاملوا معه كحارس أمين للعرين الأزرق، ولم يكتف العماد باللعب فقط، بل كان لاعباً ومدرباً في الحرس الجمهوري، ولم تنحصر إبداعات العماد في لعبة كرة القدم فحسب، بل كانت إبداعاته ماثلة للعيان في ألعاب القوى ليحقق في أكثر من منافسة مراكز متقدمة لم تخرج في الغالب عن المراكز من (1-3) أهلته لحصد الكثير من الكؤوس والميداليات.
ويكفي عبدالله العماد الذي يشغل رئيس اتحاد ألعاب القوى في الأمانة بأنه أنجز أعظم بطولة في ألعاب القوى لأربعة مسارات شارك فيها (400) مشارك لكل مسار، وأسهم في قيادتها تحكيماً (60) حكماً، حصل جميعهم على جوائز مجزية عبارة عن ساعة يدوية لكل حكم وبقيمة اثني عشر ألفاً.
ويكفي نجمنا الوحداوي الأسبق عبدالله العماد بأنه يقف خلف البطولة الكروية التي يعيشها ملعب الظرافي هذه الأيام بمشاركة (42) فريقاً، والتي أقر العماد بأن تكون مواجهتها الختامية مواكبة لأفراح الوطن بالعيد الخالد لــ22 مايو المجيد بعد وصول فرق كل من 26 سبتمبر، الشباب، شباب عمران، توشكا، اتحاد العاصمة، الفرسان، إلى دور الثمانية، وفي انتظار عقد الثمانية يؤكد العماد للمرة الثانية بأنه لم يتلق أي دعم يذكر من أي جهة من الجهات، وبأن البطولة سيرت بمجهودات ذاتية فقط.
وعلى هامش البطولة ذاتها شدتني مواجهة خاصة للبراعم والناشئين في كرة القدم برز خلالها أكثر من نجم واعد بقيادة مدربهم عبدالسلام الذاهبي، وهم على التوالي الواعدون جداً “عبدالرحمن المسوري، علاء الشامي، محمد وهيب، إسلام الساري”.
ويكفي البطولة المذكورة التي لم يرصد لها أي ريال من أي جهة حكومية أو أهلية أنها جعلت نجوم الزمن الجميل يرتادون الملعب بصفة يومية وأبرزهم نجم المنتخب الوطني ووحدة صنعاء العميد محمد المقشي، ونجم الزهرة والمنتخب خالد الناظري، ونجم الصقر والمنتخب أحمد ناصر.
الإنجاز التاريخي والكبير الذي حققه أبطال ونجوم الفروسية في مشاركتهم المشرفة لبطولة العالم الثانية لالتقاط الأوتاد التي احتضنتها قاهرة المعز بجمهورية مصر العربية مؤخراً سيظل محفوراً في ذاكرة الرياضة اليمنية؛ لأنه نشر الأفراح في كل الأوساط الرياضية في ظل ظروف صعبة وغاية في التعقيد.
فتحية لكل الفرسان الذين شرفوا الوطن، ورفعوا بيرقه عالياً في أهم المحافل الدولية، في الوقت الذي يتنافس البعض على تمزيقه وإغراقه في بحور الفتن، وإزاء ذلك المنجز التاريخي كنا نتمنى لو أن تكريمهم من قبل وزارة الشباب والداعمين كان أعلى وأعمق مما كان عليه الحال.