شتوتغارت (ألمانيا) /
– أعلنت الشرطة الألمانية أنها اعتقلت أمس 400 متظاهر حاولوا إغلاق طرق الوصول إلى مؤتمر حزب البديل من اجل ألمانيا في شتوتغارت (جنوب غرب) حيث جرت صدامات بين ناشطين يساريين وأعضاء في هذا الحزب الشعبوي المعادي للأجانب.
وأعلن ناطق باسم الشرطة أن شرطة شتوتغارت اعتقلت 400 شخص، وأضاف إن بعض المتظاهرين أشعلوا إطارات ورشقوا الشرطة وصحافيين بالمفرقعات.
وقعت صدامات بين ناشطين من اليسار وأنصار للحزب وفي وقت لاحق أمس، ونشر أكثر من ألف شرطي لضمان امن محيط المؤتمر.
وهتفت مجموعة من المتظاهرين في محيط قصر المؤتمرات ومطار شتوتغارت حيث قطع السير جزئيا وتوقفت السيارات لإنزال ركاب بسرعة “لا حقوق للدعاية النازية”.
وانتقل حزب “البديل من اجل ألمانيا” الذي تأسس في 2013م من معاداة اليورو إلى معاداة اللاجئين ثم الإسلام. وهو يعقد مؤتمره العام في شتوتغارت السبت والأحد، ويتوقع أن يحضره والى 2400 عضو.
والحزب الذي تقوده فراوكي بيتري التي قدمت من ساكسونيا (شرق) ويورغ موتن من بادي فورتنبرغ (جنوب غرب)، ممثل في البرلمان الأوروبي وفي برلمانات نصف المقاطعات في البلاد.
ويواجه الحزب انتقادات واسعة داخل ألمانيا على المستوى الشعبي وعلى مستوى العديد من الأحزاب السياسية التي انتقدت بشدة مواقف الحزب المعادية للإسلام.
وقال شتيفن زايبرت المتحدث باسم الحكومة الألمانية في الثامن عشر من ابريل :إن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أكدت أكثر من مرة “أنه أمر واضح أن الإسلام ينتمي حاليا لألمانيا بلا أي شك”. مضيفا إن الدستور يكفل حرية العقيدة وحرية ممارسة الشعائر الدينية دون أية عوائق، وأكد سريان الأمر في ألمانيا.
وفي نفس السياق قال النائب البرلماني عن حزب الخضر كونستانتين فون نوتس إن “الحزب يعول على انقسام المجتمع ويحاول عمدا تصوير الإسلام بصورة عدائية جزافية، كي يمضي بذلك في سبيل اصطياد الناخبين”.
وفيما تشدد ميركل منذ عام على أن الإسلام “ينتمي إلى ألمانيا”، وقالت المستشارة الألمانية في مقابلة مع صحيفة فيلت أم زونتاغ في عددها الصادر الأحد (السادس من مارس 2016م) إن “حزب البديل من أجل ألمانيا ليس حزبا يجمع المجتمع ولا يطرح الحلول الملائمة للمشكلات ولكنه يثير التعصب والاستقطاب”.
ويفترض أن يضع الحزب برنامج عمله للمرة الأولى منذ ثلاثة أعوام. وبين المذكرات التي طرحت للمناقشة حظر المآذن باعتبارها رموز الهيمنة الإسلامية، والأذان والحجاب باعتبارها المؤشر السياسي الديني إلى خضوع النساء المسلمات للرجال على حد تصورهم.
ويفترض أن يصوت الحزب على تقارب مع حزب الجبهة الوطنية الفرنسي وحزب الحرية النمسوي في البرلمان الأوروبي، وهي قضية حاول الحزب الألماني تجنبها لفترة طويلة حتى لا يوصف باليميني المتطرف.