ن …والقلم.. ((حالة خاصة ..أو زارعة النخيل))

عبدالرحمن بجاش
كان السبت حافلا في البيسمنت, لقد تردد اسم رؤوفة كثيرا, تردد على لسان د. بلقيس علوان, تحدث الأستاذ محمد جسار, كانا الاثنين فرسان كلمة مهنية, ببعد إنساني, نحن بأشد الحاجة إليه اللحظة, حيث نفقد أنفسنا رويدا, رويدا, وتحدثت أنا, قلت أنها بالفعل حالة خاصة, هي أيضا وطن .
تلك القيم التي ذهبت مع رؤوفة تردد صداها بالأمس في البيسمنت أو منتدى التبادل المعرفي, بإحياء سنويتها, بلا هرج ولا مرج, بل بتمثل ما كانت ترمز إليه, مهنيا, إنسانيا, كحالة عامة عرفت كيف تتمثلها, وتركت زرعها نخلا في كل مكان .
سيقول قائل ما: كثرت بالاحتفاء بها, أرد عليه وهو محتج محتمل, أرد عليه بالقول: إننا يجب أن نظل نتحدث عنها يوميا لأننا خبرناها, وعرفناها, وأنت سمعت عنها, وربما ممن كانوا يعتبرونها (( خطرا على قيمهم )) ولا يدرون أنهم بالأساس بلا قيم !!, والقيم كل ما له قيمة, وهي – رحمها الله- كانت قيمتها كبيرة جدا, في الصحافة كمهنة, وفي الواقع كإنسانة ارتبطت بهموم الناس, ورفضت أن تتبوأ أي مركز رأت أنه سيشكل حاجزا صلبا بينها وبينهم, وهي من كانت جزءاً أصيلا منهم, بالأمس حضرت وجوه جميلة سامية النفس, شباب جميل ارتبطت ذاكرته برؤوفة حسن التي لخصتها أيضا بلقيس بالقول أنها (( زارعة نخيل )) وأي نخل باسق زرعته في نفوسنا, طلابا في كلية الإعلام, زملاء أوفياء لها في حقل الإعلام كله, وإن ظهر بلا علم بأن سنويتها صادفت 27 ابريل فلم نسمع كلمة, ولم نقرأ كلمة, لا يهم, فهي أضحت كتابا في أعماقنا نحن المتشيعين لها وكل من ناضلت بالكلمة من أجلهم !!, ونعمل على أن نكون قدر ما نستطيع صدى لها, وهي كانت صدى عبقا للكلمة السامية العلمية المحترمة .
نحن كشلة صغيره, وهنا شكر لا بد منه لشيماء المعرفة نجدد صقل الذهب ما استطعنا, وكلمتها كانت ذهبا, يرفعه من يريد على صدره قلادة تسمو به, وتؤسس للكلمة بيوتا !!. بالأمس كانت السماء تهطل غيثها, وروح رؤوفة تهطل كلمات ولا أجمل في منتدى التبادل المعرفي, الذي لا يزال ومضة في ليلنا الذي نعمل بكل ما نستطيع على أن تبدد وحشته الكلمة, والكلمة أمضى سلاح, والكلمة هي الوحيدة من تقهر الظلام, وتقف في وجه الحرب, وهي من تواجه التطرف, وهي من تسمو بالإنسان إلى درجة القدرة على تقبل الرأي بدون استخدام السلاح في وجه الآخر .
رؤوفة كانت وطناً, وطناً للكلمة بكل أشكالها والوأنها, كلمة نحتمي بها, حين يكون الوطن عرضة لنهب حاضره ومستقبله .
لله الأمر من قبل ومن بعد .

قد يعجبك ايضا