محمد النظاري
عندما قال أحدهم ذات يوم بأن ثروته كان مصدرها صندقة، وبأن هذه الصندقة فتحت له ابواب العالم، عندها فقط أردت المقارنة بين تلك الصندقة، وبين صندوق رعاية النشء والشباب والرياضة، فهذا الصندوق بملياراته، يفترض أن يفتح أبواب الخير أمام الرياضيين في بلادنا.
الصندقة من خلال مقارنتها بالصندوق، حققت انتصارا كاسحا، فالصندوق توسعت ثقوبه، ومن تلك الثقوب تسربت أحلام الرياضيين، الذين كانوا يمنون أنفسهم انه جاء لأجلهم فقط.
إن كانت الصندقة قد اثرت صاحبها، فإن الصندوق يبدو انه يقوم بنفس الدور، ولكن اصحابه الحقيقيين في حالة معيشية سيئة، فكثير من الرياضيين لاعمل لديهم يقتاتون منه، سوى الرياضة التي توقفت، وتوقف معها كل شيء لهم.
عندما يجد الرياضيون الزاحفون سيرا على أقدامهم، أفخر السيارات تمر بنفس الطريق الذي يسلكونه، ويعلمون انها خارجة من ذلك الصندوق، الذي زورا وبهتانا يسمى باسمهم، واتضح أنهم ابناء غير شرعيين له.
ذهب وزير وأتى آخر، وغادر نائب تلو نائب، وما زالت الأيادي التي تتحكم بالصندوق هي نفسها، وكأنه قدر عليه البقاء أسيرا، بل بالأصح قدرت لموارد الرياضيين ألا تذهب اليهم.
لو جاء قرار ونقل الصندوق لخارج أسوار وزارة الشباب والرياضة، لحلت صاعقة على رؤوس الهابين والدابين، الذين تكدست بهم طوابق الوزارة، والذين لا يعرفون من الرياضة إلا صندوقها، طمعا بالوصول ذات يوم لتلك الصندقة الشهيرة.
لو جف ضرع البقرة الحلوب (الصندوق) على المتنفعين بقرار سيادي، وتم ابقاء حليبه للرياضيين، هل سيبقى من غير الرياضيين في وزارة تسمى رياضة وشباب مجازا ليس إلا، فيما هي مكان آمن للشيبة وكبار السن.
شتان ما بين الصنادق التي يعيش فيها رياضييون دقتهم الحياة واسرهم دق، وبين الصندوق العامر بالخير لغير الرياضيين للأسف الشديد، ولكن الصندوق الذي سندخل اليه جميعا هو واحد، وفيه حساب بلا عمل، وسيتحاسب كل من اهدر المال العام.
كرتنا كذلك حبست داخل صندوق لم تستطع الخروج منه، والمدربون الوطنيون، جعلوا انفسهم في صندوق الاستعمال الوقتي، وأكبر دليل إن المدرب احمد علي قاسم، قال: بأن قرار الاستغناء عنه سمع به مثل غيره في وسائل الإعلام، ولكي يكون للمدرب الوطني قدراً وكرامة، عليه الخروج من صندوق التبعية.
للأسف الشديد باتت بعض الأطر المسيرة للرياضة في بلادنا شبيهة بصندوق رمي به في البحر (التبعية)، فصارت أمواجه (المصالح) تتقاذف الرياضيين الى نقطة هم اقرب فيها للغرق من النجاة.
عندما يفرط ناد مثل أهلي الحديدة بلاعب هو في حاجة اليه، ويجده يلعب في ناد آخر، مشترك في نفس البطولة، ودون مصوغ قانوني، فاعلم بأن غالبية الأطر الرياضية تعمل بذات الطريقة، فهي تغمض عينيها داخل صندوق مظلم، ولا تعلم بأن الآخرين أعينهم مفتوحة ويرصدون كل شيء من ثقوب ذلك الصندوق.