مائة ألف طفل يمني يعانون من الداون
الأسرة/رجاء الخلقي
أطفال الداون هم أطفال عاديون يتمتعون بمواهب وقدرات كغيرهم من الأطفال الذين يتمكنون من العيش بصورة طبيعية ويمكن تمييز أطفال الداون بوجود ارتخاء في العضلات وتفلطح في الوجه مع وجود مشاكل خلقية في القلب وخط وحيد في كف اليد وقصر في الأصابع.. من هم هؤلاء الاطفال وما هي احتياجاتهم وتفاصيل عديدة تعرف عليها من خلال هذا التحقيق:
والد عبدالكريم كمال الحجاجي يحدثنا أن أجمل لحظاته وهو يرى ولده يعيش بصورة طبيعية سواء في الحركة أو النطق وكذلك تحسن ملحوظ في الفهم وذلك بعد أن الحق ولده لمركز الداون الذي ساهم بصورة مباشرة في تحسن ولده عبدالكريم قائلاً: كان ولدي يجد صعوبة في النطق وكذلك في المشي وكم كنت أتألم وأنا أرى ولدي وهو بهذه الحالة ففكرت بأن ألحقه بالجمعية اليمنية لملازم الداون مع أطفال الداون. وبالفعل حدث هذا والآن أن الحظ التقدم الملموس في تصرفات ولدي ومستوى تفكيره وفهمه ولهذا سابذل قصارى جهدي أن يظل ولدي يتعلم ويعيش كطفل عادي والحصار والعدوان الغاشم على بلادنا من قبل قوى التحالف لن يقفوا حجر عثرة أمام إسعاد ولدي وعلاجه ودمجه مع أطفال الداون ومن ثم المجتمع بإذن الله.
معجزة إلاهية
أما والدة عبدالكريم التي عانت الأمرين منذ ولادة طفلها الذي كان يعاني من تشوه في القلب تؤكد بدورها أن تعاون زوجها معها وكذلك جمعية الداون وفوق هذا وذاك إرادة رب العالمين التي جعلتها تحقق المعجزة في اغلاق التشوهات وشفى ولدها عبدالكريم من التشوهات الخلقية التي في القلب.
نصحوني بأن انزل طفلي وهو ما زال جنيناً في بطني كونه سيخلق مشوها بعد إجراء الفحوصات وتأكد الأطباء من ذلك لكنني رفضت وسلمت الأمر لخالقي .. هذا ما قالته والدة إبراهيم وأضافت خُلق ولدي مع وجود تشوهات في القلب فنصحوني بأخذه لجمعية الداون وفعلت ذلك دون تردد مع مرور الأيام والسنين تمكن ولدي من اغلاق تلك التشوهات في القلب واصبح يمشي وينطق بصورة طبيعية.
هدف إنساني
كلنا مسؤلون وهدفنا إنساني ويجب علينا النظر بعين الرحمة لهؤلاء الأطفال والفئة المستضعفة (أطفال الداون) الذين يصل عددهم في بلادنا مائة ألف طفل منهم عشرة ألف في صنعاء وتسعة ألف منهم في المنازل لا يعرفون طريق النور هذا ما استهلت به حديثها الدكتورة حنان القباطي عن الجمعية اليمنية لملازم الداون وتضيف بأن الجمعية هي المنزل الثاني لهؤلاء الاطفال فهم يحتاجون للرعاية والنظر اليهم بعين المسؤلية ومحاولة ادماجهم في المجتمع في القريب العاجل ويجب على أولياء الأمور ان يتجهوا إلى الجمعيات ومراكز الداون والحاق أطفالهم بها لجعلهم فعالين في المجتمع ومساعدتهم على العلاج بصورة سليمة وعلمية.
تكاتف المجتمع
بمساعدة الأعضاء في الجمعية والخيرين من الأهالي واسر أطفال الداون استطعنا أن نتقدم خطوات إلى الأمام رغم الصعوبات التي تواجهنا هذا ما حدثنا به الاستاذ هشام الشاعري عضو الهيئة الإدارية للجمعية اليمنية لملازم الداون. ويضيف: الجمعية لديها فروع في الجمهورية منها مركز الرحمة ومركز ريم وهذه المراكز والجمعيات تسعى بصورة أو بأخرى لعلاج هؤلاء الأطفال والاسهام في جعلهم أطفالاً أصحاء وزرع الابتسامة والسعادة في نفوسهم. وبدوره يرجو من المجتمع بأن لا ينظر إلى هذه الفئة نظرة دونية أو نظرة معاق وعلى أولياء الأمور أن يساعدوا أولادهم أطفال الداون باعطائهم الحرية المطلقة والوقوف بجانبهم حتى يعتمدوا على أنفسهم ونحن كجمعية سنساهم في جعل هؤلاء الأطفال قادرين على تحقيق أحلامهم واخراج مواهبهم ودعمهم نفسياً وصحياً.
فيما تدعو المعلمة اشراق عبدالحكيم, معلمة في جمعية الداون الأسر اليمنية بأن نراعي أطفال الداون ونتعامل معهم بصورة إنسانية وأبعادهم عن الضغوط النفسية والتعليمية فهم أطفال بحاجة إلى رعاية خاصة وذلك بتخفيف التمارين والدراسة عليهم كون فهمهم بطيء فهم بحاجة إلى تكرار الدرس أكثر من مرة لمساعدتهم على الفهم ويجب أن يكون هناك تعاون مشترك بين الجمعية وأسر اطفال الداون بصورة أكبر وبتطبيق البرنامج الذي تقدمه الجمعية لهؤلاء الأطفال عن كيفية التعلم والحركة.
إصرار وثبات
أشارت الباحثة كريمة جمال المتخصصة في أطفال الداون وهي احد أعضاء الجمعية اليمنية لملازم الدوان بانه على رغم ظروف الحرب والعدوان الغاشم على البلاد ألا أننا مازلنا مصرين على أتمام مشوارنا في هذه الجمعية التي بدأناها ونحن مازلنا طلاباً في كلية الطب منوهة بأن أطفال الداون هم أطفال يلازمهم خلل خُلقي منذ الولادة وهو ناتج عن زيادة في عدد الصبغات (الكروموسومات) وهي عبارة عن عصبات صغيرة داخل النواة الخلية وتحمل داخلها تفاصيل كاملة لخلق الانسان فنعرف أطفال الداون بوجود ارتخاء في العضلات وتفلطح في الوجه مع وجود مشاكل خلقية في القلب وخط وحيد في كف اليد وقصر في الأصابع وهذه الأعراض تسمى متلازمة وهؤلاء الأطفال يمتلكون المواهب مثل الموسيقى والرياضة وغيرها.
وترجو من أولياء الأمور السماح لأطفالهم الالتحاق بالجمعية ليتمكنوا من التعلم والحصول على حقهم الطبيعي كأطفال.. وتناشد بدورها الدولة والجهات المختصة بفتح مدارس خاصة لهؤلاء الأطفال أطفال الدوان لأنهم بحاجة ماسة لتلبية حاجاتهم العلاجية والتعليمية.