الكويت والرغبة في إنجاح المشاورات اليمنية
محمد المنصور
تأتي استضافة دولة الكويت الشقيقة للمشاورات اليمنية- اليمنية وبرعاية الأمم المتحدة في نسختها الثالثة – بعد جنيف 1وجنيف 2 – لتشكل إمكانية للنجاح أكثر من سابقاتها من المشاورات التي انتهت إلى تعنت مرتزقة الرياض ومن ورائهم العدوان.
مشاورات الكويت تأتي بعد عام من اﻻخفاق السعودي الأمريكي التحالفي في عدوانه على اليمن ، وبعد أن استنفد العدوان كل أساليبه الإجرامية ضد اليمنيين بما فيها الحصار الشامل .
الثبات العسكري والأمني في كل الجبهات طيلة عام من الصمود والتضحيات ، لا شك تعمل لصالح الفريق الوطني المفاوض في الكويت .
ثمة متغيرات سياسية واقتصادية في المنطقة والعالم تعمل على تحجيم الاندفاع المغامر للسعوديين وفريق محمد بن سلمان في الحكم .
من اﻷكيد انه ما كان للكويت أن تستضيف المشاورات لولا موافقة مسبقة من إدارة اوباما والسعودية ، ولولا اعطائها هامشا من الحركة والمناورة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين ، ودعم الجهود الأممية المعلنة لحل الأزمة .
الكويت القت بثقلها لنجاح المشاورات ، وتبين ومنذ اللحظة الأولى لوصول الوفد الوطني للكويت الحرص على نجاح المشاورات ، والتي انعكست ايجابيا في تعاطي ولد الشيخ الإعلامي وتصريحاته عن الأزمة .
ومن خلال استقبال الوفد الوطني من قبل كبار مسؤولي دولة الكويت وعلى رأسهم الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح يتضح ان الكويت بصدد تحقيق انجاز يضاف إلى سجلها في التعاطي الناجح مع الأزمات اليمنية .
تذكيرا فإن الكويت قد رعت مفاوضات وقف اطلاق النار بين شطري اليمن عام 1979م اثر الحرب التي شهدتها المناطق الحدودية .
استقبال أمير الكويت لوفد أنصار الله ضمن الوفد الوطني يعني اعترافا بأنصار الله من قبل الكويت والمنظومة الخليجية ، ويعني إسقاطا لتهمة الإرهاب عنه .
هذا الانفتاح العماني ومن ثم الكويتي على مكون أنصار الله ، وما جرى من تهدئة على الحدود السعودية ، وما جرى من مشاورات مع الجانب السعودي سوف تسهم ولا شك في نجاح مساعي السلام في المدى المنظور .
تأكيدات امير دولة الكويت على الحرص على حل الأزمة والخروج بحل سلمي خلال لقائه بالوفد الوطني ، يجعل المراقبين ومتابعي تطورات الشأن اليمني يغلبون جانب التفاؤل بالتوصل الى خارطة طريق نحو الحل السياسي للأزمة المفتعلة في اليمن ، والحرب والعدوان المفروض عليه من قبل السعودية وتحالفها المجرم .
وبالمقارنة بأزمات المنطقة الأخرى التي تطبخ اقليميا ودوليا على نيران الصراعات والتوتير السياسي والإعلامي والعسكري ، لكي تستثمر من قبل القوى الاستعمارية الكبرى ، فإن الأزمة اليمنية تبدو اقلها تعقيدا ..، ومن ثم قابلية للحل ،
وما يجري في الكويت اليوم هو البداية.