فرحة ولكن!!!
حنان الصرابي
هي فرحة العمر… نعم، وليلة السعد، وبهجة للقلب ما مثلها بهجة، هي لحظات ماسية وجوهرية في حياة المرء إن جاءت وحان أوانها فالكون بأكمله لا يسعنا…
تلك هي فرحة الشخص يوم زفافه هذا اليوم الذي يرغب فيه العريس أن يحتفل ويحيي يومه بكل ما من شأنه أن يضاعف فرحه ويطفي على عرسه مزيداً من البهجة والسرور.
ولكن قد تكون مراسيم هذه الفرحة فيها انتهاك لحقوق الآخرين وتعد على حرياتهم فلا بد لنا أن نتذكر دوماً أن حرية الإنسان تتوقف عند حريات الآخرين فلا نجعل الفرحة تنسينا من حولنا ولا نجعل قوانين الدولة التي تطبق تارةً وتُنسى مراراً هي من تذكرنا بهم وبحقوقهم، بل علينا أن نتحلى بالأخلاق والآداب العامة ونجعلها وحدها من تحكم وتسير فرحة ذاك اليوم.
فلا يخفى على أحدٍ منا تلك السلبيات الجمة التي ترافق أعراسنا والتي تُمارس دونما خوفِ أو خجل وفي مقدمتها نصب الخيام في الشوارع متجاهلين أن هذه الشوارع حق عام لجميع الناس وليس للعريس وأهله فقط وأنه لا يحق لهم أن يعيقوا حركة السير عبر تحويل وجهة السيارات إلى شوارع أخرى ملتوية وأحياناً ضيقة ومزدحمة وبعيدة عن هدفهم ومرادهم، ناهيك عن الإزعاج والأذى الذي يلحق بأصحاب المنازل المجاورة لتلك الخيام اقلها أنهم لا يجدون أماكن ليركنوا سياراتهم أمام منازلهم كذلك نساءهم يجدن إحراجاً كبيراً عند دخولهن وخروجهن من المنازل في ظل وجود الخيام. بالإضافة إلى أن بعض الشباب المتواجدين في العرس ممن لا يتحلون بالأخلاق قد يخدشون حياءهن ببعض الكلمات غير اللائقة وغير الأخلاقية.
هذا بالإضافة إلى استخدام مكبرات الصوت في الأعراس خاصة في الساعات المتأخرة من الليل دون مراعاة لحق الجار أو حتى الأطفال والمسنين والمرضى الذين لا يتحملون الإزعاج والأذى ويبحثون عن لحظه هدوء يغلقون فيها أجفانهم
أيضا أتذكر قبل سنوات كنا غالباً ما نسمع المفرقعات والألعاب النارية هي وحدها من تضفي على العرس مزيداً من الجو الفرائحي وكانت تطلق أثناء الزفة وعند وصول العروس وأحياناً في الصباح،
غير أن ذلك -للأسف- قد تغير ففي السنوات الأخيرة وخاصة بعد أحداث 2011م انتشرت وبشكل كبير وشاسع ظاهرة إطلاق الرصاص الحي في الأعراس دونما رادع يوقفها أو يحكم كمها أو وقتها أو نوعها فنجد أن الرصاص يطلق بشكل جنوني ما قد يخلف غالباً عدد من القتلى والجرحى وكم هي الأعراس التي تحولت بين غمضة عين وانتباهتها إلى عزاء وحزن بعد أن كانت عرساً وفرحاً، وما يزيد الحال سوءاً أنه يستمر إطلاق الرصاص حتى ساعات متأخرة جداً من الليل ما يقلق الناس ويرعبهم خاصة الأطفال والنساء ويجعلهم يظنون أن مواجهات عسكرية قد شبت خاصة في ظل الظروف التي نعيشها وانعدم الآمان والحروب التي تفتك بوطننا الغالي.
كل تلك السلبيات وغيرها لا بد لها من قوانين صارمة تمنع حدوثها أو بالأصح لا بد من تطبيق للقوانين التي قد صدرت من قبل لكنها حبر على ورق ولا وجود لها على أرض الواقع فهناك قرار قد صدر يمنع منعاً باتاً نصب الخيام في الشوارع الرئيسية أما الفرعية فيتم نصبها بترخيص من المديريات ناهيك عن القوانين التي تمنع استخدام السلاح وحتى حيازته.
أخيراً لا ننسى أن إحساس كل فرد منا بحق الطريق وحق الجار واحترام حريات الآخرين هو الحل الجذري لكل تلك السلبيات فمثلاَ بإمكانهم استبدال الخيام ومشاكلها بقاعات الأفراح وما أكثرها.