تزداد في موسم الأمطار ويضاعف أمراضها غياب برامج التنقية
مراكز طبية :- توافد كبير للمرضى وأسباب الإصابات شرب المياه الملوثة
الصحة العالمية:842 ألف حالة وفاة سنوياً نتيجة لمياه الشرب غير المأمونة
تحقيق/ أحمد محسن غليس
لجأ الكثير من المواطنين الذين يسكنون المناطق الريفية الجبلية إلى عمل برك صغيرة لمياه الأمطار والذي يلجأ الكثير منهم إلى الشرب منها واستخدامها في الأغراض المنزلية وتعد هذه المياه ملوثة وغير صالحة للشرب..
الوحدات الصحية التي تستقبل المرضى في المديريات الجبلية تؤكد أن معظم الحالات التي تستقبلها مصابة بالاميبيا والبلهارسيا والكلى والجهاز البولي وغيرها من الأمراض التي تعد المياه غير الصالحة للشرب من أبرز أسبابها.. وحسب منظمة مرسي كور فأن (80%) من الذين يعانون من الأمراض في مديريه صعفان يشكون من أعراض الإصابة بالأمراض المذكورة.. فماذا عن حجم هذه ظاهرة انتشار هذه الأمراض في مواسم الأمطار بالذات.. ؟ ولماذا تغيب ثقافة برامج تنقية المياه في المناطق الجبلية..؟؟ هو ما سنبحث عن إجابته في سطور هذا التحقيق.
شرب المياه الملوثة أصاب أبناءه بالكثير من الأمراض على مدار السنة مما دفعه إلى الذهاب إلى المركز الصحي الذي يفتقر هو أيضا إلى وجود علاجات كافية لأبناء الحاج محمد من مديرية صعفان محافظة صنعاء ليكتشف في المركز الصحي أن شرب المياه الملوثة أهم أسباب هذه الأمراض..
الحاج محمد يؤكد أن الكثير من أبنائه مصابون بالأميبيا والبلهارسيا والكلى مضيفا انه يذهب إلى المركز الصحي الذي يبتعد عنه كثيرا ولكن دون جدوى مشيرا إلى أن ظروفه الاقتصادية الصعبة جعلته يرضى بالحال والمعاناة..
المواطنون في مديرية صعفان ومناخة كغيرهم من المواطنين الذين يسكنون في المناطق الجبلية البعيدة عن الطريق العام هم الأشد معاناة وعرضة لهذه الأمراض.. وهذا ما لفت إليه الحاج علي المساري من مديرية مناخة مؤكداً أنه وأبناءه يعانون الكثير من الأمراض بسبب المياه الملوثة أهمها الأميبيا والديدان والبلهارسيا مؤكدا أن أغلب المواطنين يعتمدون على شرب مياه ملوثة خاصة مياه السوائل أو العيون أو البرك حيث انه لا يوجد لديهم أي مصدر آخر للشرب وبحسب المساري فإن أغلب المواطنين في مديرية مناخة لا يستخدمون أساليب تنقية المياه كالقطارة والترسيب وغيرها
مركز المديرية
مدير المركز الصحي بصعفان الدكتور عبدالرحمن الصعفاني أكد من جانبه أن أكثر الأمراض المنتشرة في المنطقة هي البلهارسيا هي التيفوئيد والالتهابات الجلدية والجهاز البولي والذي يعد من أكثر الأمراض انتشاراً بالمديرية مضيفا أن اعتماد المواطنين على مياه المطر ولا يوجد بديل عنه كما أنهم يفتقرون لأبسط المقاومات الأساسية وهو الشيء الذي جعلهم عاجزين عن شراء أساليب لتنقية المياه
أمراض خطيرة
وتشير الطبيبة نسيبة الجُميلي إلى أن الكثير من المواطنين يصابون بأمراض خطيرة ناتجة عن المياه غير النظيفة”، مضيفة أن “تلوث مياه الشرب لا يقتصر فقط على المناطق الريفية بل يعاني منه أهل المدن الكبيرة مثل العاصمة صنعاء مشيرة إلى أن مرضى كثيرين يصلون إلى المستشفيات والمراكز الصحية في كل المحافظات، وهم مصابون بأمراض ناتجة عن شربهم أو استخدامهم مياه ملوثة
وتتحدث عن “أمراض بكتيرية مثل الكوليرا والتيفوئيد والتهاب الأذن، بالإضافة إلى التهابات فيروسية مثل التهاب الكبد الوبائي. كذلك ثمّة أمراض طفيلية، مثل الجيارديا والأميبيا والبلهارسيا والإسكارس”. وتشير إلى أن “تعرّض الأطفال للإسهال المتواصل والحاد والحمّى نتيجة المياه الملوثة، من أسباب قصر القامة أو القزمة وكذلك الهزال الذي يعاني منه يمنيون كثر، بحسب ما تشير دراسات تنصح الجميلي العاملة في مستشفى الثورة العام المواطنين “بضرورة استخدام فلاتر لمياه الشرب.
مياه ملوثة
المنظمات المدنية الاجتماعية فتحت الباب على دور إيجابي في تقصي ودراسة ظاهرة انتشار الأمراض الموسمية أو غير الموسمية والناتجة عن مياه الشرب المكشوفة، ومن هذه المنظمات منظمة مرسي كور الاجتماعية.. ففي حديثه لصحيفة الثورة قال مدير فريق منظمة مرسي كور محمد المنباري: نقوم بعملية مسح وجمع معلومات من مديرية صعفان بعد استخدام عملية اختيار عشوائي للقرى حول وضعهم المائي والأمراض التي تتواجد في المديرية بسبب المياه الملوثة ووجدنا أن هناك انتشاراً كبيراً في الأمراض أهما الاميبيا البلهارسيا التيفوئيد وكذلك أمراض الجهاز البولي كما تظهر النتائج الأولية أن هناك (90 %) من المواطنين يعتمدون على مياه أمطار ملوثة للشرب كمياه السائلة أو العيون إن وجدت ومياه البرك كما تؤكد نتائج البحث أن هناك (95 %)من المواطنين لا يستخدمون أساليب تنقية للمياه كالترسيب والترشيح والتسخين وغيرها من الأساليب التي تساعد في الحد من الإصابة بالمرض ويؤكد المنباري أن حاجة المواطنين للمياه وعدم وجود مصدر مائي آخر دفع المواطنين إلى شرب مياه البرك ومساقط الأمطار المكشوفة..
دراسات طبية
تؤكد الدراسات العلمية لمنظمة الصحة العالمية أن المياه الملوثة وتردي خدمات الصحة، أهم أسباب انتقال أمراض الكوليرا والإسهال والزحار والتهاب الكبد A والتيفود وشلل الأطفال. ومن شأن غياب خدمات المياه والصحة أو عدم كفايتها أو سوء إدارتها، أن يُعرِّض الأفراد إلى مخاطر صحية يمكن تلافيها. وينطبق ذلك بصفة خاصة على مرافق الرعاية الصحية حيث يُعرَّض المرضى والموظفون سواءً بسواء، للمزيد من مخاطر العدوى والمرض في غياب خدمات المياه والصحة والنظافة. وعلى الصعيد العالمي، يصاب 15 % من المرضى بالعدوى أثناء إقامتهم في المستشفيات..
وتزداد هذه النسبة بشكل أكبر في البلدان النامية حيث تتقلص القدرات على معالجة المياه العادمة في المناطق الحضرية والصناعية والزراعية بشكل كاف.. ما يعني أن المياه التي يشربها ملايين البشر ملوثة بشكل خطير أو ملوثة كيميائياً ووفقا للتقديرات والصرف الصحي وعدم الاعتناء بنظافة الأيدي.
كما تشير الدراسات إلى أن الإسهال من الأمراض التي يمكن الوقاية منها إلى حد كبير حيث يمكن تفادي وفاة نحو( 361000) طفل دون سن 5 سنوات كل عام إذا تم التصدي لعوامل الخطر هذه. فعندما لا تتاح المياه بسهولة، يري الناس أن غسل اليدين لا يشكل أولوية، مما يزيد من احتمال الإصابة بالإسهال وغيره من الأمراض. والإسهال من أكثر الأمراض المعروفة التي ترتبط بتلوث الغذاء والماء وإن كانت هناك مخاطر أخرى. فعلى سبيل المثال، يصاب تقريبا 240 مليون شخص بالبلهارسيا – مرض حاد ومزمن تسببه الديدان الطفيلية التي يصاب بها الشخص نتيجة التعرض للمياه المصابة وفي أنحاء كثيرة من العالم، تحمل الحشرات التي تعيش أو تتكاثر في المياه أمراضاً مثل حمى الضنك وتنقلها. وبعض هذه الحشرات التي تُعرف باسم النواقل، تتكاثر في المياه النظيفة لا في المياه القذرة، ويمكنها أن تستخدم حاويات مياه الشرب المنزلية كأماكن لتكاثرها. والتدخل البسيط الذي يتمثل في تغطية حاويات تخزين المياه، في إمكانه أن يحد من تكاثر النواقل، كما قد ينطوي على فائدة أخرى.