الثورة/ خليل المعلمي
أقامت وزارة الثقافة أمس على رواق بيت الثقافة حفلاً خطابياً بمناسبة اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، بمشاركة عدد من المؤسسات الثقافية ومنظمات المجتمع المدني.
الواجهة الحضارية
وفي الحفل أكدت الشاعرة هدى أبلان القائم بأعمال وزير الثقافة أن الكتاب يعد الواجهة الحضارية لأي شعب من الشعوب، مؤكدة أن بلادنا مخزون حضاري ومعرفي كبير للأمة العربية والإسلامية وللإنسانية جمعاء، وخير شاهد على ذلك وجود العدد الكبير من المخطوطات اليمنية التي تعبر عن هذا التراكم الإنساني والحضاري.
وأشارت إلى أن المعرفة هي بوابة المجد والخلود للأمم التي تريد التقدم والتحضر، وقالت: نحن بتاريخنا اليمني والإنساني وبانتمائنا العربي والإسلامي نعبر عن هذه الحالة في أزهى وأبهى تجلياتها، منوهة بأهمية المعرفة وضرورة بروزها ووضوحها في مثل هذه الأيام التي تنتشر فيها ثقافة الخراب والكراهية وأن تحل المحبة والسلام بين جميع أبناء هذا البلد الواحد.
وأضافت: نحن لا نأتي بجديد وانما هو ديدن هذا البلد العظيم القادر على أن يترفع فوق جراحه وآلامه النازفة وأن ينتصر للمحبة وأن ينتصر للسلام في كل وقت وحين.
إعادة الاعتبار للكتاب
وكان لاتحاد الناشرين اليمنيين كلمة ألقاها عبدالله الآنسي أكد فيها أن الاحتفال باليوم العالمي للكتاب يعيد الاعتبار للكتاب في جميع المجالات العلمية والثقافية، وأكد على جهود اتحاد الناشرين في العمل على رفع مستوى مهنة النشر والارتقاء بصناعة الكتاب اليمني، والعمل على رعاية حقوق الناشرين ورعاية مصالحهم وتطوير العلاقة بينهم، ووضع الأسس الكفيلة بتنشيط ونشر الكتاب اليمني داخل اليمن وخارجه.
الحاجة إلى مشاعل التنوير
من جهته أكد الأديب محمد القعود في كلمة عن اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين أن بلادنا بحاجة إلى حمل مشاعل التنوير أكثر من أي وقت، والعمل على محاربة الجهل الذي أوصلنا إلى الوضع الذي تعيشه بلادنا، معبراً عن تمنياته في أن يظل الأمل وحبر البهجة هو الحاضر في كل وقت وحين، وأن نعيش اللحظة التي نرى فيها كل فرد يحمل الكتاب بدلاً عن البندقية ويحمل وردة بدلاً عن الكراهية.
الكتاب حلقة وصل
وتمت في الفعالية قراءة رسالة المديرة العامة لليونسكو “ايرينا بوكوفا” بمناسبة اليوم العالمي للكتاب والتي ألقاها مدير عام الحماية الفكرية وحقوق المؤلف في وزارة الثقافة عبدالملك القطاع ومنصوصها:
إن الكتاب حلقة وصل بين الماضي والمستقبل، ووسيلة للتواصل في ما بين الأجيال، وفي ما بين الثقافات، وهو معين الحكمة والمعرفة الذي ننهل منه ما نحتاج إليه من الحكم والمعارف، والوسيلة التي نستعين بها لنشر الحكم والمعارف وتشاطرها.
وقد قال فرانتس كافكا ذات مرة: “يجب أن يكون الكتاب فأساً لتحطيم جليد أرواحنا المتجمدة”.
والكتاب سبيل للوقوف على مكنونات النفس البشرية، وسبيل لتفاهم الشعوب وتعارفها واحترام بعضها بعضاً، فلا تحول دون ذلك أوجه اختلاف أو حدود جغرافية.
وتبين الكتب، بمختلف أشكالها تنوع صور الإبداع البشري، وثراء التجارب الإنسانية، وتشهد على سعي الإنسان إلى الوقوف على المقاصد والأفكار والقيم المشتركة الكفيلة بتوحيد الناس كافة رجالاً ونساءً، وتوفير سبل التقدم والرقي والرفاه لجميع المجتمعات، وتساعد الكتب على جمع شمل البشر كافة، باعتبارهم أفراد أسرة واحدة من سلالة واحدة يتيح لها ماضيها المشترك، وكذلك تاريخها وتراثها، إرساء أسس مشتركة لمستقبل مشرق يشمل البشر كافة، ويراعي احتياجاتهم، ويلبي تطلعاتهم.
وتملك الكتب قدرة فريدة على تعزيز الإبداع والارتقاء بالحوار بين الناس كافة رجالاً ونساءً على اختلاف مشاربهم وثقافاتهم، وهذه هي الرسالة التي تسعى اليونسكو إلى تبليغها، إذ تحتفل باليوم العالمي للكتاب، وحقوق المؤلف بالشراكة مع رابطة الناشرين الدولية، والاتحاد الدولي لباعة الكتب، والاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات.
وأشكر العاصمة العالمية للكتاب لعام 2016م، وهي مدينة فروتسواف في بولندا، على التزامها بنشر هذه الرسالة في جميع أرجاء المعمورة.
وقد بات تبليغ هذه الرسالة في ظل الاعتداءات المتواصلة على الثقافة والمخاطر المحدقة بحرية التعبير وأشكال التعصب المتزايد المناهضة للتنوع، أكثر أهمية مما كان عليه في أي وقت مضى.
وتبين الكتب في الأوقات العصيبة التي تسودها الاضطرابات، قدرة الإنسان على استحضار عالم الواقع، وعالم الخيال، وتسخيرهما للمناداة بالتفاهم والحوار والتسامح، وتعد الكتب رموز الأمل والحوار التي يجب علينا الاعتزاز بها والذود عنها.
وقد رحل ويليام شكسبير عن هذا العالم في 23 أبريل 1616م، وذلك بعد وفاة سيرفانتس بيوم واحد فقط، وإنني لأدعو اليوم جميع شركاء اليونسكو إلى تناقل وتبليغ رسالة مفادها أن الكتب وسيلة فعالة للتصدي لما سماه شكسبير “اللعنة البشرية المشتركة التي تجمع بين الحماقة والجهل”.
إشهار مؤسسات ثقافية جديدة
وفي الفعالية تم إشهار عدد من المؤسسات الثقافية وهي منظمة أصداء اليمن للثقافة والتنمية، ومنتدى البردوني الثقافي ومؤسسة أمة اقرأ الثقافية.
حضر الفعالية التي أدارها الأديب عبدالرحمن مراد جمع من الأدباء والمثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي والإبداعي في بلادنا.
تصوير/ حامد فؤاد