حسن عبدالله الشرفي
ما ثَمَّ من يحكي ولا من يسمع
كل الجهات هُنَا يَبَابٌ بَلْقَعُ
البحر مثل الضفتين بِلاَ فَمٍ
والجدب في كل الجهات مُوَزَّعُ
مَا ثَمَّ إلاَّ أنت في هذا الذيْ
بيد المنى، ومن المنى يَتَوَجَّعُ
صنعاء يابسة الشفاه وحولها
ما منه أغصان الظَّمَا تَتَفَرَّعُ
جاء الربيع كَأيِّ قافلةٍ بِلاَ
أُفُقٍ فجاء الوحل والمستنقعُ
ما ثَمَّ إلاَّ أَنتَ يَا وَجَعاً عَلَى
ساقية تحمله الرياح الأَرْبَعُ
الذاهبون إلى البعيد تَوَهَّمُوْا
أنَّ الخيار الصعب بَابٌ مُشْرَعُ
والذاهبون إلى القريب تَخَيَّلُوا
أن الْمَسَافَةَ بالبساطة تُقْطَعُ
وهناك فرسان البيان تَظُنُّهُمْ
من كل جَمْرِ الموقدين تَجَمَعُوْا
وعلى مسافةِ غارةٍ لَيْلِيَّةٍ
بقي الذي بركامها يَسْتَمْتِعُ
ماذا جرى؟ لم يجر إلاَّ مَا تَرى
شجن كخاصرة اليتيم وَأَدْمْعُ
ماذا جرى؟ لم يجر إلاَّ طَارِئٌ
هو والزمان اللولبيُّ “وَمِرْبَعُ”
“زعم الفرزدق” ثم لَوَّحَتِ الرُّبَى
بوجوهها وَأَطَلَّ شيءٌ مٌفْزِعُ
مَا كان في حسبان عاشق نفسه
أنَّ العيون إلى الذرى تَتَطَلَّعُ
وَلَهُ بِأنْ يختار قَلْبَاً عَابراً
وشفاعَةً،، لكنها لا تشفعُ
اليوم غير الأمس والدنيا بها
في كُلِّ شيءٍ من يَضُرُّ وينفع
كل الرهان هنا، وفي الميدان ما
فيه،، وفيه السِّرِ والمُسْتَّوْدعُ
قال ابْنُ تَيَّاهِ الذوائبِ إنَّنِيْ
بسوى الذي في خاطري لا أَقْنَعُ
وعلى الهوادج أنْ تعيد حِسَابَهَا
مع كُلِّ من بنشانها يَتَدَرَّعُ
اليوم غير الأَمْسِ، والآتِي لَهُ
وجهانِ، ذَا غَسَقٍّ وذلك مَطْلَعُ
بالأَمْسِ قال لصاحبي إحساسُهُ
أنَّ ابن جارته يجوع ويشبعُ
وَبِأَنَّ في مقدوره أنْ يشترى
مِنْهُ الذي من رشْحه يتضوعُ
وَلأَنَّ فطنة صاحبي غَيْبِيَّة
راحت به في كل وَادٍ يُهْرَعُ
يا صاحبي إنَّ العصا قُرِعَتْ هُنَا
مِنْ حيث ناقوس الكرامة يُقْرَعُ
مَا ثَمَّ إلاَّ جاهزون لِغَيْرِهَا
ولغيرها ممن يقول فيبدعُ
وَأَقُولُ يا صنعاء إِنك في دَمِيْ
غَيْثٌ، وفي رِئَتِيَّ حَقْلٌ مُمْرِع
كَمْ غُمَّةٍ دهمتك وانجابت وَمَا
طالت لِمَنْ ينوي خنوعك إِصْبعُ
* صنعاء أغسطس 2015م