أيها المتحاورون مصير الوطن بأيديكم

يسرى سفيان –
الحوار مبدأ جميل ورائع وعنصر أساسي‮ ‬في‮ ‬ايجاد المحيط البشري‮ ‬الذي‮ ‬يسوده الأمن والاستقرار وانشراح القلوب وتفريج الكروب واندحار الفتن والقضاء على كل السلبيات التي‮ ‬يعاني‮ ‬منها الوطن وبه تصان الحقوق والنفس البشرية التي‮ ‬خلقها الله وأراد لها الحياة بمشيئته وفي‮ ‬هذه الأجواء‮ ‬يغدو من السهل تحقيق الرخاء الذي‮ ‬يجعل الإنسان متفائلاٍ‮ ‬بالحياة فيجد نفسه تلقائياٍ‮ ‬يبادر إلى أعمال الخير التي‮ ‬تعود على المجتمع بالفائدة‮ ‬فها هو‮ ‬يزرع لأنه متأكد أنه سوف‮ ‬يحصد ما زرع وبلا شك فإن نجاح الحوار لا‮ ‬يتم إلا بالاتفاق والتفاهم والصدق وترك الأنانية وحب الذات ونبذ العنف والنفوذ وحب السيطرة الشخصية وجمع الأموال شهوة الامتلاك وقول كلمة أنا‮.‬
إذا كانت هذه شروط الحوار كمبدأ من مبادئ الحياة‮ ‬يمكننا القول إن الحوار الوطني‮ ‬الذي‮ ‬بدأت فعالياته في‮ ‬18‮ ‬مارس الجاري‮ ‬يستدعي‮ ‬من القوى المشاركة الاستغناء عن كل المصالح الشخصية وتقديم مصلحة الوطن وأن‮ ‬يكون شعارهم دائما الوطن أولاٍ‮ ‬فإذا كان وطني‮ ‬في‮ ‬أمان وخير أنا فعلاٍ‮ ‬في‮ ‬أمان وخير‮ ‬فإذا أردنا ذلك الأمان والخير فيجب أن لا نسمح لأحد بالمساس بذلك الوطن وأن نحافظ عليه كما نحافظ على أعيننا‮ ‬لأن الوطن هو أهلك الذي‮ ‬تخاف أن تفقدهم وابنك الذي‮ ‬ترى ابتسامته فتنسى إنهاك وتعب الحياة والذي‮ ‬هو سندك وعزوتك في‮ ‬المستقبل‮.. ‬تخيل مجرد تخيل أن تفقده لأي‮ ‬سبب فكيف ستعيش ودمه‮ ‬يصرخ‮ “‬بأي‮ ‬ذنب قتل‮” ‬وتلك الطفلة طفلتك الصغيرة مهما كبرت فهي‮ ‬صغيرة في‮ ‬عينك‮ ‬ألا تفرح عندما تراها وقد أصبحت‮ “‬معلمة‮ ‬طبيبة‮ ‬مهندسة‮ ‬سيدة أعمال ناجحة‮ ‬عروساٍ‮ ‬جميلة تقبل كفيك‮ …. ‬الخ‮” ‬وما ذلك الشعور الرائع عندما ترى أحفادك منها وهم حولك‮ ‬يلعبون ويرتمون بين ذراعيك ويضحكون‮ ‬أما إذا فقدها دون وجه حق ماذا‮ ‬يصيبك¿¿¿ فإذن‮!!!!‬

فكر¿ ثم فكر¿ ثم فكر¿
لا‮ ‬يستحق هؤلاء منك التخلي‮ ‬عن مصلحتك الشخصية وتغليب المصلحة العامة لك ولهم‮ ‬فهل تغلي‮ ‬عليهم كل كنوز وأموال وأراضي‮ ‬العالم¿
طبعاٍ‮! ‬لا لا لا‮… ‬فهم أغلى وأثمن‮.‬
فهذا ندائي
نداء من فتاة تخاف على أرض وطنها الطاهرة من الأذى والدمار والخراب‮ ‬فتاة‮ ‬يحق لها أن تعيش بكل أمان واطمئنان‮ ‬نداء كل مواطن ومواطنة‮ ‬مخلص شريف‮ ‬إلى كل من‮ ‬يخاف على هذا الوطن على وجه العموم وإلى المشاركين في‮ ‬مؤتمر الحوار على وجه الخصوص‮ “‬لا تنسوا أن تنظروا إلى البلدان التي‮ ‬من حولنا وما آلت إليه من خراب ودمار وانهيار اقتصادي‮ ‬ومادي‮ ‬ومعنوي‮ ‬واجتماعي‮ ‬فلا تكفيها سنين للإعمار‮ ‬ولا تنسوا أن تضعوا نصب أعينكم أرواحنا ودماءِنا التي‮ ‬أصبحت أمانة بأيديكم بعد الله وأنكم ستزيلون‮ ‬غبار الإعصار عن وجه الوطن كما أنكم أنتم المسؤولون وبيدكم مسؤولية قيادة السفينة إلى بر الأمان وتفادي‮ ‬الأمواج وهيجان البحر المخيف‮.‬
وأرجو من الله ثم منكم قبل بدء حواركم أن تشبعوا ضمائركم بمخافة الله وعقابه وحسابه وأن تجعلوا آخرتكم أهم من دنياكم وأن تسعوا إلى إرضاء الله تعالى وأن‮ ‬يكون هدفكم الوحيد الحفاظ على وطنكم الغالي‮ ‬لكي‮ ‬تستحقوا أن تعيشوا على أرضه وتحت سمائه‮ ‬وأن تلتزموا بالتالي‮ ‬كخطوات جادة وصريحة‮:‬
1‮- ‬حاوروا ولا تناوروا
2‮- ‬حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا
3‮- ‬عمموا ولا تخصصوا
4‮- ‬صادقوا في‮ ‬الحق ولا تسقطوا في‮ ‬الحق
5‮- ‬وحدوا ولا تفرقوا
6‮- ‬سامحوا ولا تحقدوا
7‮- ‬اتحدوا ولا تتحدوا
8‮- ‬انقذوا ولا تزهقوا
9‮- ‬صارحوا ولا تتجارحوا
10‮- ‬قدموا ولا تأخذوا
11‮- ‬اخلصوا تخلصوا
12‮- ‬أحبوا تحابوا
13‮- ‬حاسبوا قبل أن تحاسبوا
14‮- ‬تخلوا واستغنوا عن المصالح الشخصية وحب الذات ليغني‮ ‬الوطن ويستعيد ثقته بكم ويعطيكم من خيراته فهذا الوطن الغالي‮ ‬من لا‮ ‬يحبه لا خير فيه فالخير هو الوطن والوطن هو الخير وأسال الله أن‮ ‬يوفقكم لما فيه الخير‮.‬

قد يعجبك ايضا