محمد النظاري
خيط رفيع يفصل بين الجنون والفنون، وقد يتمثل ذلك في الاتزان ، بمعنى عدم الانجرار كثيرا مع حب الشيء حتى يتملكك، وتصبح مجنونا به.
الكل ليس معه في عالم المستديرة غير الريال والبرشا، أينما تذهب فأنت محصور بين كرة البرشا والريال، وليس بين الكرة الارضية التي نعيش فيها، فيما البعض لا يعيشون الا في كرتهم الافتراضية الاسبانية.
من الجميل التعلق برياضة معينة، ومن الاجمل تشجيع ناد بذاته او لاعب محدد، ولكن لن يكون جميلا عندما تجرفك العاطفة والحماس وتتحول من المحب الى العبد.
احدهم قال: قبل كل مباراة للريال اصلي ركعتين من اجل الفوز، كي لا يشمت بي انصار البرشا..هل تراه صلى ولو مرة منذ اندلاع الحرب، بأن يطفأها الله، ويجنب ما بقي من اليمنيين تجرع الموت اليومي.
فيما يقول محب برشلونة: التصدق هو ما اقوم به لعل الله يجعل الفوز من نصيبه…كم بالله تصدق مثل هذا على من مسهم الضر في يمننا الحبيب؟!!.
كثيرون استدانوا لشراء ادوات الطاقة الشمسية، ليس من اجل عيون ابويه او زوجته واولاده، بل من اجل عيون الريال والبرشا، فهل هذا جنون ام فنون.
خصومات وعراك تحدث بسبب الاختلاف في تشجيع احد الناديين، والغريب انه لا الريال ولا البرشا، يعرفون عنهم شيئ، بل ان لاعبيهم لو يدرون انهما عربيان، لما تقبلوا تشجيعهما لهم.
كثير من الناس نسوا الوان العلم الوطني، فيما اعلام الفريقين فوق الاسطح، وفي القمصان والمناشف، وما نخافه ان نجد يوما ما لا قدر الله سجادة صلاة خاصة بهما.
للجميع جننتونا والسوق فاضي، ولا احد من الفريقين يعرف اين انتم…الرياضة فنون وليست جنون، شجع وتحمس بحيث لا تجعل عواطفك تجرفك، وتفقد معها الكثير من الاصدقاء.
فقط لو كانا هذين الناديين في البلدان العربية، هل جن جنون الغرب، كم جن جنون العرب بهما؟ اجزم ان ذلك لن يحدث، اولا لاننا في نظرهم مجرد عرب، وثانيا لانهم يفصلون بين تشجيعهم وعلاقاتهم الاجتماعية، وهذا ما يجعل الفنون لديهم ليست جنوناً.
Next Post
قد يعجبك ايضا