وباء العمالة والإرتزاق

عبدالفتاح علي البنوس

يبدو أن العمالة والإرتزاق تحولا إلى وباء يجتاح الأنظمة العربية والإسلامية الخاضعة للهيمنة الأمريكوصهيوسعودية حيث ينتشر هذا الوباء بسرعة تشابه انتشار النار في الهشيم مواقف مخزية وتصرفات مذلة تمارسها أنظمة محسوبة للأسف الشديد على العروبة والإسلام وفي مقدمتها النظام المصري الذي كان العنوان الأبرز للقومية العربية في عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وإذا به اليوم يتحول إلى عبد مأجور وخادم مطيع لآل سعود وللصهيونية العالمية .
خذلان ما بعده خذلان، مصر (أم الدنيا) تتحول إلى جارية تعمل لحساب البلاط الملكي السعودي تحت إغراء المال من كان يتوقع هذا السيناريو ??!! شخصيا ولا أتوقع أن هناك من كانت لديه الفراسة للتنبؤ بهذه الخاتمة المشينة لمصر فبعد أن سارع سيسي آل سعود إلى إعلانه تأييد العدوان على اليمن ومشاركة زوارقه البحرية في قصف الأبرياء، وإرساله جنوداً لحماية ولاة نعمته ها هو يواصل حماقاته، ويرسل المزيد من الجنود للقتال في اليمن نصرة للنظام السعودي، وأذنابه وهو تصرف أهوج ينم عن سقوط قيمي وأخلاقي طغى على هذا النظام الذي جاء تحت يافطة الثورة، وعلى تضحيات ونضالات الثوار الأحرار الذين خرجوا على همجية الإخوان ‘فمن أجل المال يتم الإنبطاح لقرن الشيطان وتقديم قرابين الولاء والطاعة للشيطان الأكبر، ولربيبتها المدللة، ويتم إقحام الجيش المصري في محرقة اليمن من جديد، وكأن المسألة عبارة عن صفقة تجارية وإقتصادية !!!.
ومن أجل، ما سبق يبيع هذا النظام جزيرتي صنافير، وتيران لإسرائيل عبر المحلل لها النظام السعودي في واحدة من الفضائح والنكبات الكبرى في تاريخ مصر، وكأن الأرض المصرية أصبحت رخيصة عند نظام السيسي الصنيعة الأمريكية بامتياز الذي نجح في خداع الشعب المصري، والشعوب العربية العاشقة، والمحبة لمصر العروبة، والقومية بكلامه المعسول، ووطنيته الزائفة.
فمن أجل البقاء على كرسي الحكم في مصر باع أرضه وعرضه وسيادة وطنه من أجل المال المدنس ولا يزال باب البيع والمتاجرة بالأرض المصرية مفتوحا على مصراعيه أمام أعداء مصر ولا يزال مسلسل الإرتزاق قائما، ولا أستغرب أن يقدم السيسي على بيع أهرامات الجيزة للسعودية أو إعادة شرم الشيخ، والعريش وطابا إلى إسرائيل أو حتى تنازله عن سيناء لإسرائيل فكل شيء وارد مع نظام يعمل بنظام الدفع المسبق خدمة للمخطط الأمريكوصهيوسعودي الذي تسعى قوى الشر بقيادة أمريكا والسعودية لإنفاذه في المنطقة .
وهنا يأتي الدور على الضمير المصري الحي النابض بالوطنية والولاء الصادق لمصر الأرض والتاريخ والحضارة والذي يمثله الشعب المصري الحر للوقوف في وجه هذا النظام العميل المرتزق وإسقاطه ومحو العار الذي ألحقه ببلادهم ووضع حد للهمجية التي تدار بها شؤون الحكم قبل أن يجد المصريون أنفسهم وقد تحولوا إلى عبيد لأمراء آل سعود بموجب صك أو مناقصة بيع أبرمها السيسي مع حاخامات آل سعود.. لقد حان الوقت لتصحيح مسار ثورة 30يونيو تماما كما تم تصحيح مسار ثورة 25يناير لأنها مصر العروبة ومن العار على شعب ينتمي اليه أحمد عرابي ورفاعه الطهطاوي وسعد زغلول وجمال عبدالناصر أن يقبلوا بهذا الحال المايل الذي عليه عواد بائع أرضه والمتاجر بجيشه وشعبه مهما كانت المغريات وستكون لهم الكلمة الفصل في هذا الملف الهام والخطير ولن تكون مصر إلا في المكان الذي يليق بمكانتها وتاريخها وحضارتها وأدوارها ومواقفها الريادية نصرة لقضايا الأمتين العربية والإسلامية على خطى الزعيم الراحل جمال عبدالناصر طيب الله ثراه .
وحتى الملتقى ….دمتم سالمين

قد يعجبك ايضا