أقول قولي هذا
مكبّ الرياض
عبدالمجيد التركي
أوباما في الرياض، وملك المغرب في الرياض، والمرتزقة وفقهاء الريال السعودي، وقادة عسكريون، وقادة الميليشيات، وأصحاب براءات الاختراع واللحى الحمراء، وأصحاب خلطة العريس والحبة السوداء، وصُنَّاع الأحزمة الناسفة، والمجرمون الذين تم الإفراج عنهم من سجن جوانتانامو في الرياض، والدنبوع وحكومة الدَّبُور، ونُهَّاب الأراضي وتُجار الحروب في الرياض.. والإعلاميون وبائعو المقالات وقصائد المديح، والصامتون عن بلدهم المعتدى عليه والمؤيدون بقلوبهم، وذلك أضعف الارتزاق، في الرياض.. وزين العابدين بن علي أيضاً في الرياض. أصبحت هذه الرياض شبيهة بمكبِّ نفايات لا يرد أحداً..
يتحلَّقون على الرياض كما تتحلَّق النسور على الجيف، وكما تتحلَّق الذباب على براميل القمامة، ولولا المال السعودي الذي يغطي على عفن هذه البراميل لما اقترب منها أحد لشدَّة عفونتها.
يعرف آل سعود أنهم لا شيء لولا المال والنفط، وأنهم بمجرد رحيلهم عن الدنيا لن يحزن لموتهم أحد، بل سيكون أولادهم هم الأكثر فرحاً برحيلهم ليخلفوهم في الحُكم.. ويعرفون أيضاً أن التاريخ سيلصق بهم أسوأ اللعنات وسيتحدث عنهم بلسان لا يرحم.
الرياض.. هذه المدينة التي يجثم عليها آل سعود مثل قوى الشر وأساطير السحر الأسود التي نراها في الأفلام وهي تلوِّث الأخلاق وتدجِّن البشر وتشتري الولاءات وتسمِّم خزانات المياه وتقتل الأطفال وعابري السبيل وتخطف الأمهات، وتضع الأغلال في رقاب العمَّال، وتختم بالنار على ظهور العبيد، كل هذا وأكثر كائن في قصور آل سعود الذين يخدمون الحرمين الشريفين، لكنهم لم يستطيعوا التخلُّص من مص دماء البشر، ولم يستطيعوا التخلُّص من إدمان الكبتاغون الذي يتعاطونه ويتاجرون به، ويخدِّرون به الشعب الذي يظل يدعو للملك بطول العمر.