” دعوة للتكافل “
صدام عبدالواسع المخلافي
إن الناظر إلى مشكلة التسول يعلم أنها موجودة منذ زمن طويل ولعل وجودها في الماضي كان مرتبطا ارتباطا تاما بالفقر والعوز ولا زال نفس السبب وراء تنامي هذه الظاهرة في غالب عصرنا الحاضر, إلا أن المشكلة التي صارت تؤرق الجميع هي أن بعض المتسولين اتخذوا من هذه الظاهرة مهنة للكسب ووسيلة استغلال لجيوب الكثير من الطيبين, حتى صرنا في الآونة الأخيرة نسمع عن اكتشاف وتوقيف منظمات وجمعيات ما يسمى بالرزق السهل والتي تعمل بشكل غير أخلاقي وغير قانوني من خلال استغلال العنصر البشري خصوصا الأطفال المحتاجين والزج بهم في شوارع الضياع والارتهان وإرفاد بطونها الخبيثة بالأموال ..
لذا لست هنا بصدد الدعوة إلى محاربة ظاهرة التسول بالطريقة المشهورة من خلال القبض على المتسولين والزج بهم في السجون بقدر ما أدعو المجتمع إلى ضرورة إحياء مبدأ التكافل الإجتماعي في أوساط المجتمع اليمني بشكل شبه كلي لكي نقضي على الجزء الكبير من هذه المشكلة ومن ثم نعمل ببقية الحلول الأخرى , ومراعاة للوضع الاقتصادي المزري والذي تعيشه معظم الأسر اليمنية بسبب. العدوان. الغاشم والحصار الجائر وغير المبرر الذي فاقم من حدة المعاناة وأرهقت كاهل المواطن سواء متوسط أو متدني الدخل على حد سواء,وقد بينت تقارير منظمات المجتمع المدني أن أكثر من 90% من اليمنيين بحاجة إلى مساعدات عاجلة, والواقع خير شاهد..
فقد اكتظت المساجد والشوارع ودور التعليم بالمتسولين سواء كانوا أصحاب حاجة حقيقية أو كانوا غير ذلك ممن غرر بهم ..
لذا.. باعتقادي انه لمن الظلم أن نعمم بأن جميع أصحاب هذه الظاهرة استغلاليون ومرتزقة… فالوضع قاس والتكافل أصبح شبه معدوم… والوطن في حالة صعبة وجميعنا متضررون والحمد لله على كل حال..