> منظمة السياحة العالمية.. بين الصمت والحسابات السياسية الضيقة
> وزارة السياحة: تم التخاطب مع المنظمة الدولية ولمرات عدة إلاّ أن التجاهل والإهمال كانا ردها
لقاءات/ عبدالباسط النوعة
السياحة اليمنية تعرضت للكثير من الاضرار نتيجة العدوان السعودي الذي تجاوز العام من القصف والحصار المستمر ودون توقف ، وقد بينت وزارة السياحة حجم الأضرار ومستوى الدمار الذي لحق بقطاعها والتي قدرت حجم خسائرها ب(2) مليار دولار بالإضافة الى تسريح ما نسبته 95% من العمالة التي كانت تمتهن هذا القطاع ناهيك عن تدمير الكثير من المزارات الأثرية والتاريخية ذات الطلب السياحي الكبير ، وأمام كل تلك الخسائر والأضرار تأتي منظمة السياحة العالمية تلك المنظمة التي تتبع الأمم المتحدة والتي وضعت قطاع السياحة في العالم ضمن اهتماماتها لكننا اليوم لم نسمع لها صوتا وتوارت تماما عن المشهد مع أنها قبل العدوان كان حضورها لافتا ، فياترى لماذا آثرت هذه المنظمة الصمت مع ان منظمة أخرى تتبع الأمم المتحدة وهي اليونسكو المعنية بالتراث لديها مواقف وإن كانت خجولة الا انها لم تصمت بل نسمع بين الفترة والأخرى بيانات استنكار ورفض للعدوان الذي يستهدف مواقع التراث الثقافي في اليمن ، فلماذا صمتت منظمة السياحة عن ما تعرض ويتعرض له قطاع السياحة في اليمن هل السبب في إدارة هذه المنظمة أم في المعنيين القائمين على وزارة السياحة والذين ربما لا يتواصلون معها ولهذا الغرض التقينا عدداً من المعنيين والقائمين على السياحة اليمنية لإيضاح الأمر وتوضيحه.
القائم بأعمال وزير السياحة الدكتور عصام علي السنيني أكد أن وزارة السياحة تعتبر عضوا كاملا في المنظمة وأن الوزارة قامت بواجبها فيما يتعلق بالتخاطب الرسمي مع المنظمة العالمية للسياحة لوضعها في صورة ما يتعرض له قطاع السياحة في اليمن نتيجة القصف المستمر للآثار والتراث والمنشآت السياحية والتي ساهمت المنظمة سابقا في بعض المشاريع وكذا الاستهداف المباشر لمدن التراث العالمي صنعاء وزبيد باعتبارها إرثاً يهم العالم بأجمعه فضلا عن الأضرار التي لحقت بالعاملين في المهن السياحية نتيجة الحصار الخانق والذي يناقض مقررات ومبادئ المنظمة العالمية للسياحة وأدى الى تسريح العديد من العمالة مما ساهم في زيادة البطالة وارتفاع معدلات الفقر.
ويقول الدكتور السنيني إنه رغم مطالبتنا الدائمة للمنظمة للقيام بواجباتها وفق المهام المحددة لها والعمل على إدانة و استنكار مثل هذه الاعتداءات على السياحة ومزاراتها ألا أنه وللأسف الشديد لم تكلف هذه المنظمة نفسها الرد على تلك الخطابات.
وأشار السنيني إلى أن السياسة ينبغي أن تكون بعيدة عن عمل هذه المنظمة المعنية أساساً بالسياحة والتي ينبغي عليها أن تتعامل بمهنية وأن تكون محايدة ولا تنحاز لأي طرف.
ودعا السنيني القائمين على منظمة السياحة العالمية وفي مقدمتهم الدكتور طالب الرفاعي ( أردني الجنسية) إلى تحمل مسؤولياتها والخروج من صمتها وتبني مواقف تجاه ما يتعرض له قطاع السياحة وبما يتوافق مع المبادئ التي استندت عليها هذه المنظمة عند تأسيسها.. مشيدا بدور منظمة اليونسكو رغم أنه في حده الأدنى.
لا إنسانية
يتحدث الأخ عبدالوهاب شمهان مستشار وزارة السياحة بالقول الحقيقة المؤسفة أن منظمة السياحة العالمية لاتراعي الجوانب الإنسانية وتمضي في علاقتها مع الحكومة المعترف بها تحت مسمى الشرعية وفق ما تمليه عليها مصلحتها وسياسة الأمم المتحدة ومجلس الأمن ، ولايمكن القول غير هذا لأن المنظمة دخلت في إطار المسار الدولي وجمدت العلاقة مع وزارة السياحة اليمنية في صنعاء وكأنها (أي المنظمة ) إحدى منظومات التحالف على اليمن
ويقول : يفيد المختصون في الوزارة عدم الحصول على أي رد إيجابي آو سلبي من هذه المنظمة مع كثرة الخطابات لها، وهو ما يؤكد رفض تعاملهم الا عبر الرياض بما يسمى الحكومة التي هي اليوم في حالة صراع بين قوى النفوذ وللأسف إنه أصبح ما يسمى بوزير السياحة العامل من الرياض يعمل وفق سياسة مرسومة الاتجاه والمسار ، تحدد له ما يجب أن يعمل وبما يتوافق مع العدوان وتأكيد الحصار فاتجهت اهتماماته الى الاهتمام بأرخبيل سقطرة التي وضعت ضمن اهتمام الإمارات وسيطرتها ، وهنا تحولت الجزيرة البيئية الى جزيرة عسكرية وتجميع وتدريب كما أكدته بعض الصحف ليصمت صوت الحق ويعلو صوت العدوان الغاشم الذي أحدث التدمير الشامل للكثير من البنية السياحية وظل ما يحدث لليمن من تدمير وسفك للدماء وبدم بارد في غياهب الشرعية ودعاتها فلم يسمع لأي منهم استنكارا أوشجبا لهذا العدوان الموجه ضد كل اليمنيين ، عدا الدعوة لاستمرار عاصفة الحزم والإشادة بقوات التحالف وماتصنع عبث وفوضى وتشريد وهدم للحياة ، وماتفرض من حصار تحول إلى مصدر ارتزاق لها.
خاضعة للتسيس
احمد البيل نائب المدير التنفيذي لمجلس الترويج السياحي أكد من جانبه ان منظمة السياحة العالمية للأسف الشديد لم تتفاعل أبداً مع ما تتعرض له السياحة اليمنية منذ عام من قصف وتدمير
وأشار إلى أن منظمة اليونسكو والتي تعمل أيضاً ضمن المنظمات التابعة للأمم المتحدة مثلها مثل منظمة السياحة إلا أنها تصدر بيانات تستنكر فيها استهداف مواقع التراث الثقافي في اليمن.
واضاف : تم التواصل لأكثر من مرة مع منظمة السياحة واوضحنا لها ما لحق بقطاع السياحة من أضرار وتدمير ولم نقصر أبداً في التواصل معها ولكنها لم ترد أو تتجاوب مع تلك الرسائل والخطابات ربما أنها خاضعة للضغوط السياسية من قبل دول العدوان بخلاف منظمة اليونسكو التي لمسنا منها تجاوباً ونشاطا لا بأس به وقد شاركناهم في حملة “متحدون مع التراث” وعقدت اليونسكو العديد من المؤتمرات والندوات لمناقشة ما يتعرض له التراث اليمني وبمشاركة هيئتي الآثار والمدن التاريخية فضلاً عن البيانات التي اصدرتها عقب الاستهدافات لعدد من المواقع أمّا منظمة السياحة فلم نسمع لها ولم تقم بواجباتها وهنا لابد من العودة إلى ميثاق إنشاء هذه المنظمة للتأكد هل من واجبها ان تتدخل في مثل حالة العدوان على بلد ما واستهداف بنية السياحة.
وعبر عن استغرابه من صمت هذه المنظمة وتجاهلها لما تتعرض له السياحة اليمنية في حين أن شقيقتها اليونسكو لم تصمت إزاء ما تعرضت له مواقع التراث ولا يعلم ما هي الأسباب وراء ذلك.