تحقيق/ عبدالباسط النوعة –
صنعاء القديمة ثاني المدن التاريخية اليمنية دخولاٍ إلى قائمة التراث العالمي بعد مدينة شبام حضرموت إلا أن الخطر الذي يهدد مدينة زبيد ثالث المدن اليمنية في القائمة العالمية بات يكشر أنيابه باتجاه مدينة صنعاء ويجعلها على مرمى إنذارات اليونسكو بإخراجها من القائمة العالمية وتحذيراتها المتكررة بسرعة إنقاذ هذه المدينة العظيمة وقد تناقلت وسائل الإعلام خلال اليومين الماضيين أن اليونسكو وجهت إنذاراٍ نهائياٍ إلى مدينة صنعاء القديمة محددة شهر يونيو القادم آخر موعد لإخراجها نهائياٍ من القائمة ما لم تتخذ إجراءات سريعة تصب في الحفاظ على المدينة.
ما حقيقة هذا الإنذار والمهلة¿ توجهنا للجهات المختصة لمعرفة إجابة لهذا السؤال¿
بداية نفى الأخ ناجي ثوابة القائم بأعمال رئيس الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية وجود أي إنذار يتعلق بمهلة لإخراج مدينة صنعاء التاريخية من القائمة العالمية لدى اليونسكو لكن الأمر يتعلق فقط بتقرير طلبته اليونسكو عن مدينة صنعاء موضحاٍ فيه الحالة التي هي عليها المدينة لكن لم يتم إرسال هذا التقرير.
وأضاف : كان طلب اليونسكو لهذا التقرير قبل مباشرتي لمهامي في الهيئة وقد تم إرسال تقرير حول زبيد أما أنه وجه إنذار نهائي لصنعاء القديمة فهذا خبر لا أساس له من الصحة أبداٍ وحال مدينة صنعاء القديمة جيد إلا أنها تحتاج إلى جهود حفاظية منها إزالة مخالفات وترميم منازل قديمة وإذا ما ترك الأمر كما هو فمن الممكن جداٍ أن تتلقى المدينة إنذارات لاحقة حيث تلقت المدينة إنذاراٍ أولياٍ بالتزامن مع الإنذار النهائي لمدينة زبيد.
وأكد ثوابة أن التقرير بات جاهزاٍ وتم إرساله أمس الأول وقد تلقينا رسالة عبر الإنترنت من اليونسكو أمس الأول يطلبون فيها سرعة إرسال التقرير المطلوب لمناقشته في اجتماعهم السنوي الذي يعقد كل عام في شهر يونيو وهذا التقرير صغير ويتم إعداده وفقاٍ لمعايير خاصة ومن ورقة واحدة.
خيبة أمل
لكن هذا الكلام لم تؤكده القائمة بأعمال الهيئة الأخت أمة الرزاق جحاف حيث قالت: للأسف الشديد وجهت اليونسكو إنذاراٍ بإخراج مدينة صنعاء القديمة من قائمة التراث العالمي التي كانت الرئة التي تتنفس من خلالها المدينة تم السطو عليها والعمل على تصحيرها بغرض الاستيلاء على أراضيها والبناء فيها ومن هذه البساتين بستان الهبل وبستان العلمي وبستان الأبهر وأيضا تم السطو على جزء كبير من مقشامة وبستان الجامع الكبير حتى السماسر لم تسلم من السطو عليها فمثلاٍ سمسرة محمد بن الحسن التي كانت أهم ملمح مهاري تاريخي داخل المدينة فيما يتعلق بالمراكز التجارية فقد كانت هذه السمسرة بمثابة البنك المركزي أيام حكم العثمانيين ومن بعدهم حكم الإمامة هذه السمسرة تم القضاء عليها واحتلالها من قبل بعض المتنفذين الذين هدموا أجزاء منها للاستفادة من أحجارها وهناك أشياء كثيرة فمعظم الخراب الذي يحدث داخل المدينة يحدث من قبل مسؤولين ووجهاء في المدينة الذين تسلطوا عليها ومارسوا فيها أبشع المخالفات والتشويه أما المواطن البسيط فإذا خالف تكون مخالفته بسيطة.
وحذرت جحاف من التعامل بلا مبالة وإزاء التراث من قبل أجهزة الدولة جميعاٍ سواءٍ أعلى هرم الدولة أو أدناها والذين ينظرون إلى هذا التراث وعلى رأسها المدن التاريخية نظرة دونية تنم عن جهل وعدم إدراك وقلة وعي ينذر بأخطار وخيمة.
وحددت مهلة حتى يونيو القادم ما لم يتم اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لحماية المدينة والتخلص من المخالفات وترميم ما يحتاج إلى ترميم وهذا الانذار يعد خيبة أمل كبيرة فإذا ما خرجت صنعاء من القائمة ماذا سيبقى بعد ذلك¿! وكانت اليونسكو قد بعثت برسالة تطلب فيها تقريراٍ عن وضع المدينة وإلى أين وصلت جهود الدولة في ولكن لم يتم التعامل مع هذه الرسالة من قبل الجهات المعنية بالاهتمام الذي تستحقه حيث بعثت اليونسكو رسالتها في نوفمبر من العام الماضي وإلى الآن لم يتم إرسال هذا التقرير المطلوب وقد يكون هذا هو سبب توجيه هذا الانذار شديد اللهجة وما نتمناه أن يكون هذا الإنذار فقط لمجرد التهديد وأن لا تكون اليونسكو جادة فعلاٍ.
صنعاء ليست بخير
> وأكدت أنه وبهذا الانذار ربما تخرج صنعاء القديمة قبل زبيد من قائمة التراث العالمي فلم تحدد اليونسكو مهلة دقيقة حتى الآن لمدينة زبيد مثلما عمدت بالنسبة لمدينة صنعاء.
وأضافت: صنعاء القديمة ليست بخير أبداٍ وحتى نكون بخير يتطلب ذلك العمل وقتاٍ طويلاٍ جداٍ وجهوداٍ غير عادية وإمكانيات تتوفر بشكل مناسب وصنعاء على هذه الحالة منذ فترة طويلة ونحن نضع أيادينا على قلوبنا كلما رأينا مظهراٍ مشوهاٍ في المدينة أو اعتداءٍ على معمارها أو سطواٍ على متنفساتها كالمقاشم والبساتين.
إنذار غير محدد المهلة
من جانبة يقول الأمين العام لمنظمة اليونسكو بصنعاء الدكتور أحمد المعمري أنه فعلاٍ وجه إنذار للمدينة عقب تأخر السلطات اليمنية بإرسال التقرير حول وضع مدينة صنعاء ولكن لم يتم الإنذار مهلة لإخراج المدينة من قائمة التراث العالمي.
وأكد أن المهلة لا تأتي إلا بعد خمسة إنذارات توجهها اليونسكو ولكن هذا لا يعني أن مدينه صنعاء القديمة في حالة جيدة بل حالتها الحفاظية سيئة جداٍ فلم يتم الالتزام بمخطط الحفاظ الذي وضع في المدينة والانتهاكات المستمرة دون توقف وهذا يستدعي من السلطات اليمنية سرعة اتخاذ الإجراءات والتدابير الكفيلة بإيقاف هذه الانتهاكات ما لم فقد يكون الوضع العالمي لصنعاء القديمة غير مستقر على الإطلاق..