الثورة نت/ متابعات
تناولت الكاتبة «الإسرائيلية» سمدار بيري في مقال لها في صحيفة “يديعوت أحرنوت”العبرية الصهيونية الرؤية السعودية لما يحصل في المنطقة، وقرأت تحركات القادة السعوديين، التي جاءت آخرها قضية الجزيرتين التي تخلت عنها مصر للسعودية وزيارات الملك سلمان بن عبد العزيز الأخيرة، بالإضافة إلى العلاقة العربية مع «إسرائيل» من خلال منظورها. ونشرت الکاتبة «الإسرائیلیة» امس الأحد مقالها تحت عنوان “خلف صفقة الجزیرتین.. سارقوا الجیاد”، وقرأت من خلاله التحرکات السعودیة الأخیرة بناء على المجریات الأخیرة المهمة برأیها، وهی: – زیارة الملک سلمان “التاریخیة” إلى مصر.
– دفع السیسی إلى التخلی عن جزیرتی تیران وصنافیر فی مداخل البحر الأحمر للسعودیة. – المنافسة فی سوق النفط العالمیة فی أعقاب الاتفاق مع إیران. – مواجهة السعودیة لما وصفته بأذرع “ارهاب طهران” وتقصد هنا حزب الله المقاوم من جهة و”داعش” من جهة أخرى.
ولفتت أولا إلى أن تخلی مصر عن الجزیرتین للسعودیة، یجعل اتفاق عدم إرسال قوات إلى الجزیرتین مع مصر، فی اتفاقیة کامب دیفید غیر ملزم للسعودیة، ولکنها رأت أن التصریحات الرسمیة السعودیة التی أفادت بأنها ستحترم اتفاقیة مصر مع «إسرائیل» على عدم إرسال قوات إلى هناک، صادقة. لکنها أشارت فی الوقت ذاته إلى أن السعودیین غیر ملزمین تجاه «إسرائیل»، وأنه إذا تعرضت الأسرة الملکیة إلى ضربة، فإن ما اتفق علیه خلف الکوالیس مع «إسرائیل» أمس، یمکنه أن ینقلب بالسرعة ذاتها بعد غد.
وقالت سمدار بیری: لیس للسعودیة نوایا لإعلان حرب ضد «إسرائیل» أو إدخال قوات عسکریة إلى الجزیرتین فی مضائق تیران، بعیدا عن العین تدیر السعودیة حوارا مع «إسرائیل»، ولکن فی الوقت ذاته لا خطط لدیها للتوقیع معها على اتفاقات سلام.
وأضافت: أنا أصدق کل کلمة قالها وزیر الخارجیة عادل الجبیر حول التزام السعودیة باتفاقیات السلام المصریة، فمن الزاویة السعودیة، فإن اتفاقات السلام بین مصر و«إسرائیل» وبین الأردن و«إسرائیل» تخلق طاولة عمل. وقالت إن هذه الخطوات الجادة من السعودیة، غیّرت صورتها النمطیة التی اعتادها «الإسرائیلیون» لسنین طویلة، “وهی صورة الشیخ الکسول المتعطل، المستلقی على برمیل النفط، الذی یدفع للآخرین کی یقوموا بالعمل نیابة عنه”.
ولکن السعودیة الیوم تفاجئ الکل، وتختطف من مصر فی ذروة ضعفها، مکانة الصدارة فی العالم العربی. وقالت: أنظروا بأی وتیرة یعملون فی أربعة أیام “اشترت” السعودیة جزیرتین فی البحر الأحمر، وهبط ولی ولی العهد فی الأردن لیتم الإعلان فی عمان عن إغلاق مکاتب لحماس (مقرات الإخوان تقصد)، وهبط سلمان فی اسطنبول، وبدأ یطبخ المصالحة بین السیسی وأردوغان. هذا لم ینجح حالیا، ولکن للملک صبر ولأردوغان مشاکل”، وفق قولها. ولفتت إلى أن “ما یطلبه السیسی من أردوغان هو بالضبط ما یریدونه عندنا.
والأکثر إلحاحا هو استقرار کرسی السیسی فی مصر”، وهذا یفسر تماما مربع العلاقات المشترکة التی تسعى لها السعودیة. وذهبت إلى أن السعودیة تفکر فیما هو أبعد من ذلک، ویمکن قراءته من خلال التحرکات التی ذکرتها سابقا، إذ قالت إن السعودیین فی مرحلة لاحقة سیطبخون مصالحة بین فتح وحماس. وإذا نجحوا، سیـأتون إلینا مع مبادرة السلام العربیة، وسیطلبون الاستماع: ما الذی لدى «إسرائیل» لتقترحه. وإذا تلعثمت «إسرائیل»، فکل شیء مفتوح أمام المشاکل فی البحر الأحمر.
المصدر/ وكالات