عبَّارة مفخخة
أقول قولي هذا
عبدالمجيد التركي
نحن الآن واقفون ضمن طابور يضم آلاف السيارات الواقفة بعد سوق بني مطر بسبب عبَّارة جرفها السيل، فانقطع طريق صنعاء ـ الحديدة.. أعتقد لو أن المقاول الذي قام بتصميم هذه العبَّارة كان في دولة أخرى وجاء المطر ليفضح عمله لتمَّ تطبيق حد الحرابة عليه لأنه مفسد، لكن معظم المهندسين والمقاولين في بلادنا في مأمنٍ من طائلة القانون، لأنهم كانوا يشترون المناقصات ويدفعون نسبة لمن يجعلها ترسو عليهم.. وبفضل هذه النسبة تبدو شوارع أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء كأنها تعرضت لقصف صاروخي .. من قبل أن نعرف معنى القصف الذي جاد به العدوان السعودي بكل حقد..
أخبرونا أن علينا أن نقضي ليلتنا فوق السيارة، وفي الصباح سيأتي الشيول والمختصون لردمها مؤقتاً لتعبر السيارات ويفتك الطريق.. وها نحن ما زلنا على السيارة ومن خلفنا وأمامنا ما يربو على ألف سيارة.
وهناك شوارع في صنعاء تتحول إلى بحيرات، كشارع وزارة التربية في هبرة، إلى حد أن السيارة التي تدخل هذا الشارع تكون عاجزة عن الخروج منها.
ألا يكفي التعثُّر الذي تمتلئ به حياتنا وتعاملاتنا وعواطفنا، ولا داعي لأن نقول نحن نتعرض لعدوان.. حتى تمتلئ شوارعنا بالحفر والعثرات، وكأنها ترسم لنا الواقع بحذافيره!!
نحن بحاجة إلى ردم الحفر من داخلنا.. وحين تفعل ذلك سنقوم بردم الحفر التي أصبحت علامة جودة في شوارع العاصمة وفي الخطوط الطويلة، كدليل على انعدام إحساس الجهات المختصة التي ترى كلَّ هذا وتكتفي بالتزام الصمت.
Magid711761445@gmail.com