الجفاف ونقص المناعة أبرز أعراضه:
الثورة/ نجلاء الشيباني
من المؤلم معرفة أن (69) ألف طفل يمني يموتون سنوياً بعد الولادة أحياء، وقبل بلوغهم سن الخامسة كل ذلك عائد إلى سوء التغذية الذي ترتفع معدلاته في بلادنا حتى أصبحت في صدارة الدول العالمية بعد أفغانستان، وليس الجوع، أو الفقر وحده المسؤول عن تزايد هذه النسبة، فالممارسات الخاطئة من قبل الأم المرضعة التي تلجأ إلى الرضاعة الصناعية لإطعام أبنائها سبب مهم في ذلك، بالإضافة إلى غياب النظافة، وسوء اختيار الأطعمة وعدم تنوعها، مما يؤدي إلى التقزم، ونقص في الوزن، والإصابة بالكساح، والخوف كل الخوف من أن يستمر مسلسل زيادة الوفيات في ظل غياب الدعم والتثقيف الكافيين لهذه الكارثة الإنسانية.
عزيزتي الأم حاولي أن تراعي هذه الإرشادات من اجل سلامة طفلك النفسية
أولا: فئة الأطفال والمراهقين
الفئة العمرية من شهر حتى نهاية السنة الأولى:
قبل القصف: يجب توفير وتهيئة بيئة آمنة لطفلك بعيدة عن أماكن الحروب وإشباع حاجته الأساسية من أكل وشرب ونوم ووضعه في بيئة آمنة في المنزل بعيدا عن النوافذ والأماكن المرتفعة وتفقده بين الحين والآخر وإشعاره بالتواصل والاهتمام إضافة إلى توفير كل احتياجاته الأساسية من حليب وماء نظيف والتأكد من توفير أهم الأدوية الاسعافاية كمضادات الحمى والمغص والبرد.
أثناء القصف: ضم طفلك الى حضنك بهدوء وتقريب فمك من أذنه وإسماعه صوتك وتحركي في محيط آمن وهو في حضنك.
بعد القصف: إشباع حاجاته الأساسية من أكل وشرب وتهوية مناسبة ونوم.
الاطفال من بداية السنة وحتى السنة الثالثة:
قبل القصف: وضع طقلك بالقرب منك خاصة وقت النوم وتوفير أشخاص داعمين لطفلك ” جيران أو أقارب” في حالة غيابك عنه وإشباع حاجاته الأساسية من أكل وشرب ونوم.
أثناء القصف: تجنب الصراخ والعويل والحركة الزائدة التي قد تشعل الخوف لدى طفلك وتشتيت انتباهه بإسماعه بعض الأدعية والأناشيد أو قراءة بعض سور القرآن ومراقبة تعابير وجهك والحرص على أن لا يبدو عليك الخوف والقلق.
بعد القصف: إعطائه بعض ألعابه المفضلة ومشاركته اللعب وتشجيعه على الرسم أو اللعب الجماعي.
الأطفال من السنة الرابعة وحتى السابعة:
قبل القصف: اعطي طفلك تفسيراً مناسباً لما يحدث مثلا هذه الحرب لسنا المقصودين منها ونحن في أمان وتجنب التحدث أمامه بكلمات تثير الخوف مثل قنابل ومجازر جماعية وتجنب عرض أي مقطع فيديو تحمل العنف والاتفاق معه على بعض قواعد السلامة كأن يعود إلى منزله في حالة سماعه اي صوت للغارات أو أصوات الرصاص.
اثناء القصف: إشراكه ببعض الأدعية التي من شأنها أن تشتت انتباهه والعمل على إظهار الهدوء ورباطة الجأش قدر المستطاع.
بعد القصف: التواصل الجيد مع طفلك حتى يتسنى له معرفة مخاوفه وهمومه وإشراك طفلك ببعض المسئوليات في البيت ومتابعة دروسه وخاصة في حالة توقف الدراسة واعطائه فرصة للرسم والخيال لمعرفة ما يجول في ذهنه ولإعطائه فرصة جيدة للتنفيس والدخول معه بألعاب جماعية في البيت وممكن في المدرسة وعدم حرمانه من الدراسة في حالة توفير مكان آمن للدراسة وإخراجه إلى الحدائق والمتنفسات في الأوقات الآمنة والأماكن الآمنة وفي حالة ملاحظتك تغييرات سلوكية على طفلك بادري في المساعدة وفي حالة عدم قدرتك في ايجاد حل لا تتأخري في عرضه على مختص نفسي.
كيفية التعامل مع الأطفال من السنة التاسعة وحتى الرابعة عشرة:
قبل القصف: تفسير ما يحدث بلغة اعلي هناك حرب تدور هذه الفترة بين اطراف نحن لسنا مستهدفين وستنتهي بأسرع وقت فلا تخف، والدخول معه بحوارات صحية تناقش فيه توقعاته ومعلوماته وهمومه ومشاعره والعمل على تطمينه وتفنيد الأفكار الخاطئة.
أثناء القصف: إشراكه ببعض الأدعية التي من شأنها تشتيته عن متابعة الاصوات وتدريبه على أهم طرق الحماية من الغارات والحروب وتعليمه طرق الاسترخاء العضلي والتنفسي والتدريب عليها.
بعد القصف: ممارسة اللعب الجماعي وممارسة الرياضة والالعاب والانشطة الاجتماعية والثقافية والمتابعة غير المباشرة لابنك في حالة ملاحظتك تغييرات سلوكية عليه وعرضه على مختص نفسي في حالة تدهور حالته الصحية أو النفسية.
إعداد الدكتورة/ عبير يحيى الصنعاني
رئيس قسم الخدمة النفسية بمستشفى 48 الطبي