انحراف الجامعة العربية عن مسار التأسيس..؟
من السبت إلى السبت
أحمد الأكوع
كانت فكرة تكوين اتحاد الدول العربية محل رغبة القائمين بأمر هذه الدول من زمن بعيد لكن كانت تعترض طريق تنفيذها بعض صعوبات سياسية ومرجعها وقوع عدد من هذه الدول تحت النفوذ الأجنبي لكن الفكرة بدأ تنفيذها بعقد مؤتمر عربي (اجتمع في الاسكندرية بين 25 سبتمبر و17 اكتوبر سنة 1944م) وساهمت في هذا المؤتمر سبع دول عربية هي اليمن وسوريا والعراق ومصر ولبنان والسعودية والأردن وقام المؤتمر بمهمة اللجنة التحضيرية للجامعة فوضع الأسس التي رؤي أن تقوم عليها الجامعة ثم بين الغرض من تكوينها وسجل ذلك بروتوكول خاص اطلق عليه اسم بروتوكول الاسكندرية في 17 اكتوبر سنة 1944م ثم اجتمعت الدول السبع من جديد في القاهرة ووقعت الميثاق النهائي للجامعة بتاريخ 22 مارس سنة 1945م فقامت بذلك جامعة الدول العربية والسؤال هو: هل قامت هذه الجامعة بواجباتها طبقاً للميثاق؟ والجواب لم تقم بلك حتى الآن فكم من منازعات تحدث بين دولة ودولة ولا تعمل شيئا بل تترك الحبل على الغارب وبالرغم من أن مجلس الجامعة هو الإدارة الأولى ويتألف من ممثلي الدول المشتركة فيها وينعقد بموجب طلب دولتين من أعضائه طبقا للمواد 3 و11 كما يتناوب ممثلوا دول الجامعة على رئاسته في كل انعقاد عاد بناء على المادة 15 من الميثاق ومن مهام هذا المجلس أن يقوم بالوساطة في كل خلاف يخشى منه وقوع حرب بين دولة من دول الجامعة وبين أية دولة أخرى من دول الجامعة أو غيرها.
إلا أن هذا المجلس لم يعمل شيئا ازاء ما تعرض له اليمن من عدوان أمريكي سعودي في انحراف واضح لمسار وأساس تكوين هذا الاتحاد العربي فيتم قتل أطفال اليمن ونسائه وشيوخه والقضاء على كل مقومات الشعب اليمني الحضارية والتاريخية والصناعية ولا يحرك مجلس الدول العربية أي ساكن بل أنها تقف مع العدوان فالأول مرة في التاريخ تجتمع الجامعة وتوافق على التحالف ضد الشعب اليمني بل وتدعو إلى حربه بدون وجه حق، ولا يمكن أن نسمي هذه بالجامعة بل نسميها بالهدامة أو المتآمرة على الدولة المساهمة في انشائها وهي اليمن العضو السابع في حالة انشاءها كما تأمرت الجامعة على العراق ثم على ليبيا ثم على سوريا ويأتي تأمرها على اليمن بوحي من أمريكا وإسرائيل وبدعم من المملكة السعودية بهدف تدمير كل مقاومة في اليمن وكل حركة ضد الصهيونية وضد الاستعمار وضد القوى المعادية للأمة العربية والقضية الفلسطينية ولعل اتفاقية الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي إحدى مظاهر فشل الجامعة في العالم العربي حيث أن هذه الاتفاقية لم يكتب لها النجاح منذ ظهورها في 13 ابريل سنة 1950م ولم تعمل شيئا للعرب لا في مجال الدفاع ولا في المجال الاقتصادي وأصبحت هذه الجامعة خاضعة للابتزاز والسيطرة من قبل دول النفوذ مثل السعودية التي اخضعتها لصالحها لكي تعتدي على اليمن وبموافقة الجامعة وتأييدها على رأسها مصر السيسي.
شعر
وصاحب انشدني مرة
من شعره ما يشبه الشعرا
وقال هل أبصرت مثلا له
ما بين أشعار الورى طرا
قلت له عدمتك العلى
هذا العمري يعجز الفكرا
هذا هو الشعر لعمري فما
أولاه بالتقريض ما أحرى
بمثله يستخرج الفضة
البيضاء بل تستخرج الصفرا
فاقعد على هام الثريا فقد
فقت به كل الورى فخرا