الثورة/ زهور السعيدي
تتزايد في اليمن نسبة أعداد الصغيرات اللاتي يحملن بعمر الزهور بسبب الزواج المبكر الذي تزايد في السنوات الأخيرة على الرغم من التوعية المستمرة من قبل الأخصائيين الذين يرون في ذلك الزواج طريقا إلى الأمراض الخطيرة التي تصاحب هذا الإجراء وأهمها مضاعفات الحمل والولادة والتي قد تؤدي بها إلى الوفاة.
“الأسرة” ناقشت هذه الظاهرة من عدة زوايا للتعرف أكثر على مدى الخطورة التي قد تتعرض لها الأم والجنين على حد سواء .. مزيد من التفاصيل حول الموضوع نتعرف عليها في هذا التحقيق:
أماني حمود 16 سنة قالت: تزوجت وعمري 13 سنة وحملت ثم مات الجنين في بطني ولم أشعر بموته إلا بعد 3 أيام عندما تورمت بطني فقد كنت أجهل أن علي مراجعة أخصائية النساء والولادة بشكل دائم أثناء الحمل ثم أجريت لي عملية استئصال الرحم وحرمت من الإنجاب
مخاطر نفسية واجتماعية
الدكتورة علوية أحمد، طبيبة عامة، قالت: إن الحمل المبكر قد يؤدي إلى وفاة الأم لأن حملها غير مناسب لتحمل جنينا في أحشائها كما أن وعيها غير كاف بالحمل والولادة والطفل ولأنها طفلة فهي لا تستطيع أن تتعامل مع حملها بشكل طبيعي فقد يرتفع ضغطها وهي لا تعلم كيف تتعامل معه، كما أن عدم وعيها يؤدي إلى تقصيرها في متابعة الأطباء أثناء الحمل فقد يحدث لها تسمم حمل وهي لا تعلم وأيضا قد تؤدي ولادتها إلى انفجار الرحم بسبب الجهل بالحمل والولادة.
وتضيف الدكتورة علوية أن الزواج والحمل المبكر من أسباب الإصابة بسرطان عنق الرحم والذي تهيج ويحدث تهيج للخلايا التي ممكن أن تتحول إلى خلايا سرطانية والسن الأنسب للمرأة لكي تنجب هي سن ما بعد العشرين سنة حتى تستطيع المرأة أن تكون واعية بما فيه الكفاية ومتحملة مسئولية إنجاب الأطفال وتربيتهم التربية الجيدة.
تؤدي إلى الوفاة
تقول الدكتورة فتحية الشهابي إن حمل الصغيرات يحمل في طياته الكثير من المخاطر على الأم والجنين ويمكن أن يموت الطفل أو الأم إذ أنه لا يوجد حضانة للجنين مثل رحم أمه وتعتبر أفضل عناية للجنين هي البقاء في الرحم حتى يقترب عمره من فترة الحمل الطبيعية وان تتم الولادة قرب الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل إلا إذا حدثت ولادة مبكرة بسبب أو آخر أو كان هناك خطر على الأم الحامل أو الجنين مما يجعل التعجيل بالولادة أمراً ضرورياً.
كلما كان عمر الجنين أقرب إلى الحمل الكامل كلما قلت المشاكل والمضاعفات، وأنه كلما كان الخديج صغيراً في العمر والوزن كلما كثرت المضاعفات. أما عن أسباب الولادة المبكرة فيمكن تقسيمها إلى أسباب متعلقة بالجنين نفسه، أو أسباب متعلقة بالمشيمة أو الرحم أو أسباب خاصة بالأم.أما عن الأسباب المتعلقة بالجنين فتشمل الحمل المتعدد (التوائم) أو التشوهات الوراثية، أو أمراضا تسبب تجمع السوائل في جسم الجنين وذلك بسبب أمراض مختلفة مثل أمراض التمثيل الغذائي وأما الأسباب الناتجة عن المشيمة فتشمل المشيمة المتقدمة أو انفصال المشيمة المبكر.أما الأسباب التي تصيب الأرحام فتشمل الرحم ذا القرنين أو اتساع عنق الرحم المبكر.والأسباب التي لها علاقة بالأم فتشمل على سبيل المثال وليس الحصر: تسمم الحمل والأمراض المزمنة التي تصيب الأم مثل أمراض القلب والكلى ومنها:
إدمان التدخين والمخدرات.وبهذه المناسبة أحب أن أنبه على خطورة التدخين على المرأة الحامل، فكما يشمل الضرر المعروف على الأم الذي من أهمه المشاكل التنفسية والقلبية فهناك أيضاً ضرر بالغ على الجنين مثل حدوث الولادة المبكرة أو صغر حجم الوليد عند الولادة وإن كان الحمل كاملاً.وهناك أسباب أخرى كثيرة للولادة المبكرة إضافة إلى ما ذكر سابقاً مثل انفجار الأغشية التي حول الجنين أو زيادة كمية السائل الامنيوسي كما أن هناك مشكلة تتعلق بالفتاة إذا كانت طفلة غير قادرة على الحمل وخاصة إذا كانت في سن اقل من 18 سنة.
وقد وجد أن هناك علاقة بين الولادة المبكرة وبين أمور كثيرة مثل انخفاض المستوى الاجتماعي والاقتصادي للأسرة، ومثل الحمل المتتابع بدون فترة راحة، وتزيد الولادة المبكرة للمرأة التي سبق لها أربع فترات حمل ولو كانت طبيعية.
تقول الدكتورة نبيلة العلفي أخصائية نساء : كثيرا ما تتواجد في بلادنا زواج لفتيات صغيرات في سن ال12 أو ال13 حيث يدفع الأهالي ببناتهم إلى الزواج في سن مبكرة غير مدركين الآثار المترتبة عن هذا الزواج والتي قد تكون نتائجه مؤدية إلى وفاة الطفلة وخاصة إذا حملت في ذلك الوقت المبكر ولابد من التنبيه وتوعية الأسر بمخاطر تزويج الفتاة الصغيرة لما يترتب على ذلك من مخاطر جمة على الأم.
مشكلة كبيرة للتنمية
ويقول مسؤولو المركز الوطني للسكان إن الحمل المبكر من العوامل الرئيسية لوفاة الأمهات حيث تبلغ نسبة النمو السكاني في اليمن 3% سنويا حيث إن الخصوبة مرتفعة في أواسط النساء وهو ما يمثل مشكلة كبيرة للتنمية حيث أن المرأة يجب أن تتزوج عندما يكتمل البناء الجسمي لها ما بين 18 و20 عاما فلا يجب أن نعرض الفتاة الصغيرة للزواج لأن فيه خطورة للحمل المبكر وخطورة على حياتها المقدسة وتعرض الفتاة للزواج المبكر يعرض حياتها للخطر فالأم في أثناء حملها تتعرض لضغوط صحية متواصلة ويأخذ الطفل من دمها ومن غذائها وأن 30% من وفيات الأمهات بسبب صغر سنهن ويجب تزويج الفتاة عندما تكون مكتملة ومهيئة نفسيا لتكون قادرة على الزواج وهناك العديد من المضار والمخاطر النفسية والاجتماعية التي تهدد هذه الفتاة لأنها لا تعرف الأعباء وليست قادرة على التنشئة للأطفال وكثيراً ما يحدث للصغيرة نزيف أثناء الولادة وأحيانا عدم تحكم رب الأسرة بالإسعاف المباشر للمرأة أو عدم توفر وسائل النقل والأمراض التي تصيب المرأة الحامل كالأنيميا “فقر الدم” حيث إن صغيرة السن غير مهيأة للجماع والولادة فتكون هذه الفتاة ضحية من ضحايا المجتمع.
الشريعة ترعى المرأة
الشيخ جبري إبراهيم يقول : إن الشريعة اعتنت بالإنسان عامة وبالطفل قبل وجوده فالشريعة الإسلامية ترعى الإنسان وتضمن له القوانين قبل وجوده والدين الإسلامي أمرنا بمراعاة الحامل في كل مراحل حملها واخبرنا أن المرأة عند الحمل تحتاج إلى عناية خاصة فالجنين ينحت من جسمها ويأخذ تكوينه منها ومن العظيم أنه في التشريع يباح لها الفطر إذا أحست أنها غير قادرة على الصيام أو كانت مريضة ومخاطر الولادة موجودة عند الكبيرة فكيف بالصغيرة وتكون مخاطر الولادة عند الصغيرة على أشدها والقاعدة الفقهية تقول ” الضرر يزال” فإذا كانت الفتاة تتضرر فلا يجوز ولا يصح أن نعتدي على طفولة هذه الطفلة.
ويضيف الشيخ جبري : على وسائل الإعلام عموما أن توجه رسالة سامية بالتوعية حول مخاطر هذه الظاهرة وأيضا على المسجد أن يؤدي رسالة سامية للمجتمع بأكمله وذلك لأن رسالته عميقة وهادفة ومقبولة من الجميع والدين الإسلامي قد اهتم بالمرأة فينبغي تكريم المرأة كما أمر بذلك الدين الإسلامي.
Next Post
قد يعجبك ايضا