لحظة يا زمن.. تناجيات
محمد المساح
في الفضاءات الحارة , يبدأ الليل حبوه على مهل .. عند المنتصف وما بعده .
حينها ..يبدأ الليل رقته وقد تلطف الجو وخلا تدريجياً من الحر .
وعندها .. يتلاقى زمنان .. زمن الدقائق وعقارب الساعة في استمراريهما , وزمن النفس .. التي ترغب في الاسترواح والتفريج .
ما بعد المنتصف .. على السطوح المفتوحة على سماء الليل .. وتلك المسافات المفتوحة نحو الفضاء .
في تلك السويعات تبدأ مناجات البشر .. وكل واحد يدخل إلى عوالم الحواريات مع النفس والقلب .. وتتبدى وتتنوع كل التناجيات وكل حسب مذاهبه.
المتوحد ينقسم على ذاته في حوار خافت ، والعاشق يذهب مع الصوت الطافح باللوعة ، والآخر على حافة العدم والطفر .. يرفع النظر إلى السماء والنجوم .. والأخر يتسلق جدار الليل وقد رق نسيمه .. كل حسب النفس والحال يذهب إلى عوالمه التي يرتئيها خيالاً أحلام يقظة .. أو واقع .
ولا تدري بعدها .. أهو هجوع .. أو رحيل للنفس .. ذهاب للبحث عن النبع الفوار في صدور البشر .
ويتنوع الليل حسب الطقس العابر عبر التنويعات المتباينة .. للصيف للشتاء .. للغيم ، للصفو .. لليالي القمر في محاقته .. تربيعه تدويره اكتماله .. كل تلك التنويعات تصف على ليل المناطق الحارة تلك التناجيات .. في رقة النسيم.