علماء ودعاة:

صيانة النسيج الوحدوي للمجتمع والابتعاد به عن التحريض من الأولويات في هذه المرحلة

استطلاع/ أسماء حيدر البزاز

يُلقى على عاتق العلماء والدعاة دور كبير في الحفاظ على النسيج الوحدوي والمجتمعي والحفاظ على الوحدة الإسلامية في المجتمع اليمني عما يزعزعه ويدنس عظمته، في جميع خطبهم ومواعظهم ودعواتهم ومنابرهم التوعوية والتحصينية خاصة في ظل هذه الظروف العصيبة التي يمر بها وطننا الحبيب ومما يحاول المرجفون إثارة وسائل الانشقاق والعداء والتشرذم والتمزق بأبناء اليمن والزج بهم نحو الصراعات والحروب لقتال بعضهم بعضا واشغالهم عن العدو الخارجي الذي استهدف وطنهم شعباً وإنساناً.

صدق الله القائل (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) بهذه الآية الكريمة استهل العلامة حسن حميد الدين – جامع التوحيد – حديثه معنا وقال: تمر بلدنا اليوم بمنعطف خطير يعاني من شتى التحديات الداخلية  والخارجية والتي تتطلب تضافر كل الجهود المجتمعية والسياسية لمواجهتها ولا يمكن ذلك إلا بالتوحد ضدها حتى يكتب الله لشعبنا النصر والغلبة والتمكين وهنا يتجلى الدور الأول للعلماء في توحيد كلمتهم وإعلاء كلمة الحق نحو إصلاح ذات البين انطلاقاً من قوله تعالى (اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) .
من جانبه استهل العلامة طه ضيف الله – إمام مسجد بلال – قوله بقول الله عز وجل (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ).
ومستدلاً بقوله صلى الله عليه وآله وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى من عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)، وقوله: ( من فارق الجماعة شبرا فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه).
وأضاف: على عاتق العلماء تقع مسؤولية عظيمة في تحصين الأمة من أفكار وأعمال ومخططات التفرقة والتشرذم والتي تروج لها عدداً من الوسائل الإعلامية عبر مختلف قنواتها وصحفها ومنشوراتها ومواقعها الالكترونية من أخبار التضليل والتلفيق والهدف منها توسيع الفجوة بين المسلمين وزيادة التوتر والصراعات والاقتتال وتكفير الآخرين بدون وجه حق.
وقال: علينا أن نتعلم من سيد البشرية الطرق العملية للرد على كل تلك التضليلات والدعوات التي تستهدف أخوتنا ووحدتنا وذلك بالإصلاح والمواخاة بين المتخاصمين .. فلقد قام صلى الله عليه وآله وسلم بالمواخاة بين المسلمين ليجعل من الإسلام محور وحدتهم وأساس ارتباطهم وقطب حركتهم، وليجعل هذه القرابة الجديدة أقوى من قرابة الرحم والنسب وليجعل هذه الرابطة أوثق من رابطة القبيلة والوطن، لقد أفضى بذلك صلى الله عليه وآله وسلم على العصبيات الجاهلية والنزعات المختلفة التي كانت تمزق المجتمع آنذاك وأحل محلها حالة من الألفة والاخوة لم يذق ذلك المجتمع طعمه من قبل، فصنع من ذلك المجتمع الناشئ الصغير قوة كبرى دافعت عن الإسلام واحتضنته بقوة وأفشلت كل المؤامرات التي استهدفت القضاء عليه، ثم حملت رايته المنتصرة لترفعها فوق ربوع الجزيرة العربية في مدة يسيرة ثم منها إلى أقطار المعمورة.
من جانبها تقول بشرى السمدي – مرشدة دينية – إن توجيه الدعوات وتوحيد الخطابات الدينية نحو ترسيخ وتوحيد الجبهة الداخلية هو الحل تجاه دعاة الصراع والتمزق امتثالاً وانتهاجاً لتلك الاخوة الإيمانية التي أرساها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين المهاجرين والأنصار والتي ما عرف التاريخ مثلها، والتي جعلت الأخ يتنازل عن أغلى ما يملك، هذه الاخوة غابت عنا في هذا الزمان إلا من رحم الله، ورباط العقيدة وهو أمتن رباط للاخوة هذا الرباط الإيماني متمثلاً في العقيدة أقوى من رباط النسب، وهذا الذي جعل مصعب بن عمير يقدم أخاه في العقيدة على أخيه في النسب.

قد يعجبك ايضا