فتاوى

يجيب عليها الأستاذ العلامة/ علي حسن الحبسي
عضو رابطة علماء اليمن

هل يجوز للمسلم أن يسمي ابنه “إسرائيل” كونه اسم نبي الله يعقوب؟
إذا كان قصده التبرك بالاسم؛ لأنه اسم نبي فلا بأس، ولكن الأفضل أن يسمي ابنه محمد، وأحمد، وعبدالله، وعبدالرحمن، فقد جاء في الحديث: “خير أسمائكم عبدالله وعبدالرحمن” رواه الطبراني في الكبير والسيوطي في الجامع الصغير م1/624 حديث صحيح.
وفي حديث قول الرسول صلى الله عليه وآله: “إذا سميتم الولد محمداً فأكرموه وأوسعوا له المجلس ولا تُقبحوا له وجهاً” أخرجه ابن عدي، وابن عساكر، والإمام الرضا في صحيفته الملحقة بمسند الإمام زيد بن علي صـــ476، وفي حديث آخر: “أحب الأسماء إلى الله عبدالله وعبدالرحمن” أخرجه مسلم والرباعي في فتح الغفار م1/،626 وفي حديث آخر:”إذا سميتم فعبِّدوا” رواه الطبراني في الكبير والسيوطي في الجامع الصغير م1/108.
هناك آيات كريمة تثني على صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فهل هذه الآيات تعني بالصحابة جميعاً دون استثناء، أم أنها تخص البعض منهم؟ ومن هو الصحابي؟ وهل كل من رأى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يعتبر صحابياً حتى ولو ساعة؟، وهل الأطفال يدخلون ضمن هذا المصطلح؟
قد جاء في القرآن الكريم آيات تثني على الصحابة ولكنها خاصة بمن نزلت فيهم مثل قوله تعالى: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ)، فهي خاصة بمن بايع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم تحت الشجرة من المهاجرين والأنصار، وقوله تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)، فقول منهم: ليس كل الصحابة، وإنما الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وغيرها من الآيات.
وأما سؤالك من هو الصحابي: فيطلق على من عاصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى توفاه الله، وسار على نهجه، ولم يغير ولم يبدل حتى مات، وإلا كان من رآه صحابياً، فابن أُبي منافق، وقد عاصر النبي صلى الله عليه وآله، وكذلك ثعلبة عاصره ولكنه نافق ولم يسلم الزكاة، وغيرهما كثير مثل أصحاب العقبة الذين أرادوا قتل النبي صلى الله عليه وآله، ومثل قوله تعالى: (وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ)، وأما أطفال المسلمين فإذا ساروا على نهجه فهم يعتبرون من الصحابة، مثل الحسن والحسين رضي الله عنهما، وقد اجتهد بعض أهل العلم في تسميته من رأى النبي صلى الله عليه وآله وهو رأي ضعيف أنه صحابي ولا يعمل به.
عذاب القبر أو البرزخ هل هو حقيقة، وهل هناك نص قرآني يؤكد ذلك؟
أقول وبالله التوفيق قد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى في آل فرعون: (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) سورة غافر. كما جاء في عذاب القبر أحاديث عن النبي صلى الله عليه وإله وسلم منها حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:”إن الموتى يعذبون في قبورهم حتى إن البهائم تسمع أصواتهم” رواه الطبراني في الكبير، وإسناده حسن الرباعي في فتح الغفار م1/440، وحديث المقداد بن معد يكرب قال رسول الله صلى الله عليه وآله: “للشهيد عن الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر” الحديث رواه الترمذي، وقال: حديث حسن، والرباعي في فتح الغفار م1 /442، وعن زيد بن علي عن آبائه عن علي عليه السلام قال: “عذاب القبر من ثلاثة: من البول، والدين” رواه الإمام زيد في مسنده صـــ72، والإمام أحمد بن عيسى في أماليه م1/21، وحديث زيد بن أرقم: “عذاب القبر فمن لم يؤمن به عذّب” رواه السيوطي في الجامع الصغير م2/150 حديث صحيح، أما قولك: هل هو حقيقة؟، فعلمه عند الله وعلينا أن نؤمن بما جاء.

وردت في أحد سور القرآن آية ” أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ ” هل نص الآية الكريمة تعني المفاضلة والثناء على تبع وقومه . وما المعنى بالخيرية في نص هذه الآية الكريمة؟
أقول وبالله التوفيق عن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: “لا تسبوا تبعاً فإنه كان قد أسلم” رواه أحمد في مسنده، والسيوطي في الجامع الصغير م2/736، حديث حسن.
أما قوم تبع فقد جاء في تفسير الآية: أنهم وأن الذين من قبلهم أهل عذاب، وقوم بأفضل منهم فهم أهل عذاب؛ لأنهم أهل عذاب فقد أهلكهم الله، لأنهم كانوا مجرمين فليس هم بأفضل من الذين قبلهم؛ لأنهم أهل لأن يعذبوا بكفرهم، والله أعلم، والحمد لله رب العالمين.