الحوار القادم .. يمني- سعودي فقط
حسن الوريث
يحاول النظام السعودي جاهداً إخراج نفسه من الأزمة اليمنية والتملص من مسؤوليته عما حصل في اليمن جراء العدوان الهمجي الذي شنه على بلادنا دون أي مبرر شرعي أو قانوني أو أخلاقي أو من أي نوع كان وذلك بتصوير ما يجري على أنه حرب أهلية يمنية أو أنها أزمة سياسية بين الأحزاب اليمنية وهو يدفع المليارات سواء للأمم المتحدة أو للدول الكبرى أو الصغرى أو حتى للمرتزقة الذين زج بهم في هذا العدوان لإبعاد نفسه من تبعات هذا العدوان, لذلك تجد الترويج الكبير والهائل من قبل هذا النظام لمفاوضات الكويت المزمع انعقادها في 18 ابريل الحالي .
مما لاشك فيه أن هذا الهروب من النظام السعودي يؤكد حجم الورطة الكبرى التي وقع فيها وأنه لم يحسب حساباً لمثل هذا الصمود الأسطوري من الشعب اليمني حيث، إن هذا النظام وقع ضحية تدليس من أدواته في اليمن الذين صوروا له المشهد بشكل مغاير تماماً وأوهموه أنه يمكن أن يدخل إلى صنعاء خلال أيام معدودات لاستعادة وصايته على هذا البلد فيما الوضع لم يكن بالسهولة التي تم تصويرها له فهاهو العام الثاني دخل ولم يتمكن النظام السعودي ومرتزقته الخروج من محيط مدينة مارب ومدينة تعز بل أن اليمنيين وصلوا إلى العمق السعودي وكان يمكن إن يجد نفسه محاصراً في الرياض يبحث عن مهرب لو لم يتدارك الأمر ويعمل على إنفاذ وساطة لوقف توغل الجيش اليمني واللجان الشعبية اللذين لقنوه دروساً يمنية قوية في فنون القتال والحرب رغم كل تلك الأسلحة الحديثة والترسانة الهائلة منها ورغم التفوق الجوي ورغم الحصار ووقوف الكثير من الدول مع هذا النظام الذي أنفق أموالاً طائلة لكن كل ذلك لم ينفع.
بالتأكيد أن على النظام السعودي أن يعرف أنه لن ينجح في التمويه وهذه المحاولات لتصوير الأزمة على أنها يمنية – يمنية مهما عمل ومهما أنفق أموالاً طائلة على ذلك وأن عليه أن يرضخ للأمر الواقع كما فعل في الحدود ويعترف بمسئوليته الكاملة ويعتذر للشعب اليمني ويدخل في مفاوضات مباشرة مع اليمنيين, كما أن عليه أن لا يعتمد على أولئك المرتزقة الذين ورطوه وأدخلوه في نفق مظلم وفي مستنقع صعب الخروج منه إلا بتنازلات مؤلمة وفي اعتقادي أن مفاوضات الكويت لن تنجح إطلاقاً إلا إذا تم خلالها أولاً توصيف ما يجري في اليمن على أنه عدوان من قبل السعودية على الشعب اليمني وأن الأزمة الحالية ليست بين اليمنيين وثانياً وضع خارطة طريق لمفاوضات قادمة بين اليمن والسعودية كدولتين تكون شاملة لمعالجة اَثار العدوان والاعتذار عنه ومعالجة كافة الملفات المتعلقة بهذا العدوان .
وبالطبع فإن على المجتمع الدولي أن يعلنها صراحة ويقول للنظام السعودي إن إطالة أمد الحرب سيكون في غير صالحه على اعتبار أن الحرب هي يمنية- سعودية فمن هم على الأرض يقاتلون هم مرتزقة سواء من اليمن أو من دول اخرى يستلمون مرتباتهم وأسلحتهم من السعودية للقتال بدلاً عنها ,لأن السعودية تمتلك الأموال والسلاح لكنها لا تمتلك الرجال كما أن على الأطراف اليمنية الوطنية المتمثلة في المؤتمر وأنصار الله وحلفائهم أن يسرعوا في تشكيل الحكومة الوطنية لتتولى التفاوض مع الجانب السعودي في المفاوضات القادمة ولقطع الطريق على كل من يدعي تمثيل الشعب اليمني بدون أي وجه حق لكنه يستغل عدم ملء الفراغ القائم وحتى لا تجعلوا النظام السعودي أيضاً يحصل بالمفاوضات على ما لم يتمكن من الحصول عليه بالحرب والعدوان.