سيناريوهات ما قبـل الكويت..!
عباس غالب
على الرغم من المبررات التي ساقها خالد بحاح إثر الإطاحة به من موقع الرئاسة الثانية في الرياض إلا أن قراءة احتمالات مخاطر هذه التغييرات ستظل قائمة خاصة والاستعدادات متواصلة لذهاب الفرقاء اليمنيين المعنيين بالأزمة والحل إلى الكويت منتصف الشهر الجاري.
وبالنظر إلى استحقاقات التسوية السياسية المرتقبة في الكويت بين الأطراف المعنية تتفاعل المشاعر المتناقضة إزاء نجاح هذا الاستحقاق من عدمـه.. وبين متفائل ومتشائم يتطلع البعض الآخر إلـى أن تكون محطة الكويت انطلاقة واعدة لوضع حد للعدوان الجائر على اليمن، خاصة بعد أن برزت إلى السطح أن ثمة مؤشرات تبدو في معظمها تصب في هذا الاتجاه المتصاعد لوضع حد للعدوان وتحديداً بعد أن فقد نظام آل سعود مبررات الاستمرارية في هذه الحرب، سواء كان نتاج الصمود البطولي لليمنيين في مختلف جبهات القتال أو في تعاظم الغضب لدى الدوائر الغربية إزاء الفشل الذي واكب مراحل العدوان الذي يدخل عامه الثاني دون أن يحقق أي انتصار يذكر!
ومع تداخـل هذه المشاعـر لا بـد للمراقب أن يضع على أجندة السجال القائم بعض الاحتمالات التي تؤيد هذا الاعتقاد أو تتعارض معه، حيث يمكن النظـر إلى الانقلاب الذي قـاده هـادي على بحاح في الرياض من منظور الصراع على النفوذ بين السعودية والإمارات باعتباره أحد حلقات تنـازع المصالح في المنطقة ويتضـح ذلـك جلـياً في حشـد كـل طـرف لحـلفائـه في معترك اليمـن، إذ تتسـلح الرياض بالإخوان و داعـش وشقيقاتهما، وهي القوى التي لا تستصيغها أبوظبي بأي حال من الأحوال.
وإزاء هذه النظرة تبدو ثمة رؤية أخرى تشير إلى أن هذا المتغير في التعديل الذي قاده هادي إنما هو برعاية من قطبي تحالف العدوان لإدارة المعترك السياسي المرتقب وبحيث تبرز صورة بحاح كشخصية وسطية مقبولة يجمع عليها المتحاورون بالكويت لتسوية الملعب السياسي في مرحلة ما بعد الحرب.. وهي نظرة يجمع عليها الغرب مع دول التحالف في أن يكون بحاح الوجه المقبول كمرشح لقيادة الشكل الرئاسي المرتقب.
وفي كل الأحوال فإن المفاوض من أطراف الداخل لا يمكن أن تغيب عنه هذه اللعبة بأبعادها المختلفة، إذ ستبقى الإشكالية المنتصبة أمام فرقاء الكويت قائمة عما إذا كان الحوار سيقتصر على اليمنيين أو أن يكون هناك مفاوضات مع جارة السوء التي خططت ومولت وشنت هذا العدوان البربري على اليمن أرضاً وإنساناً؟!
وفي الوقت الذي لا يخشى فيه المواطن في الداخل على حكمة وحنكة المفاوض الوطني من القوى التي تصدت لهذه المؤامرة في نفس الوقت الذي ستفرز فيه هذه القوى أية أوراق مزيفة يرمي الطرف السعودي تمريرها بهدف الالتفاف على صيغ التسوية المطلوبة مهما كانت أساليبها في الحيل والمراوغة!!.