كيف يتحقق انتصار اليمن على العدوان؟
م. زكي حاشد
مازلنا نعتقد ونؤكد على أن الحرب والعدوان الهمجي السافر على اليمن من قبل نظام آل سعود والدول المتحالفة معه ، لن يتوقف على المستوى القريب أو المنظور ولا حتى بالحوار والمفاوضات المزمع والمخطط له في العشرين من هذا الشهر أو غيره … لأن هذا العدوان له أهدافه الاستراتيجية الذي من اجلها شن هذا العدوان ولم يحققها حتى الآن ويريد أن يحققها (حسب اعتقاده ومخططه) بانتصار واضح وجلي ، أو حتى بانتصار وهمي من خلال اختراق عسكري ما في أي من الجبهات العسكرية ، وهذا ما نلاحظه الآن من اشتعال حدة المواجهات في مختلف الجبهات ( ميدي، وباب المندب، ومأرب والجوف….) بالإضافة إلى ما نشاهده الآن من حملة مفاجئة وشديدة ضد مواقع ما يسمى الجماعات الإرهابية – القاعدة ، داعش وغيرها ، في المناطق الجنوبية وحضرموت – رغم أن هذه المواقع حسب تصريح الناطق الرسمي للعدوان “ألعسيري” ليست من أهدافهم في هذا العدوان !
وهذا يؤكد بأن هذه العملية خطوة استباقية لما يتم تداوله عن اتفاق لحوار جديد قادم في الكويت في العشرين من هذا الشهر الذي ستسبقه هدنة لمدة عشرة أيام ، وهذا ما يعزز الاعتقاد (بهذه التصعيد الأخير للعدوان) إن عقد أي حوار لن يتم ولن ينجح إلا بتقديم تنازلات من الطرف اليمني أو تحقيق انتصار ولو بشكل وهمي يستطيع من خلاله وعبر ميكنته ومطبخه الإعلامي (الجزيرة، العربية، الحدث، روسيا اليوم، وغيرها من القنوات والفضائيات المأجورة ) إظهاره إعلامياً – من خلال السيناريوهات والمشاهد التمثيلية التي أعد لها وتم عملها وصنعها مسبقا لتحاكي هذا الانتصار المزعوم وإبرازه بصورة إعلامية مدوية ، ونتوقع مسبقاً بنجاح هذا الجانب الإعلامي كونهم متخصصين به ويجيدونه بامتياز …
لكن واقع الحال يشهد وسيشهد مرارا وتكرارا فشل العدوان في تحقيق أي انتصار عسكري حاسم على الواقع، وما مرور أكثر من عام كامل حتى الآن وما واجهه من صمود وتلاحم شعبي، وبطولات وانتصارات للجيش اليمني واللجان الشعبية في كل جبهات القتال خير دليل على ذلك ، الأمر الذي دفع بالعدوان المناورة من خلال عرض هدنة وحوار حتى يحصل على مالم يحصل عليه في جبهات المواجهة طول فترة العدوان ، أو لعله يحصل عليه الآن في حملته الحالية ، ولكن هيهات له أن يحقق هدفه بعد هذا الصمود الأسطوري وهذه التضحيات التي قدمها الشعب اليمني العظيم..
لكن بالمقابل لا نستطيع الجزم بأن الطرف اليمني في ظل هذه المعادلة الصعبة وغير المتكافئة مادياً ، أو الرهان على تحقيق نصر كامل يكبح هذه العدوان ، وحتى إن أمكن لن يسمح لليمن أن تخرج منتصرة بشكل مباشر اواضح من قبل كل الدول العظمى التي تشارك وتدعم هذا العدوان ولها مصالحها واستثماراتها الخاصة بها.
إذاً كيف لنا أن نحقق الانتصار؟
نستطيع أن نحقق الانتصار فعلياً إذا عززنا صمودنا وانتصاراتنا العسكرية في الجبهات بخطوات سياسية ووطنيه تكون هي أداة لتعزيز وبلورة المواقف والانتصارات العسكرية ووعاء لاستثمار هذه النتائج وذلك من خلال مايلي :
1- عدم التأويل والارتهان بشكل أساسي لأي حوارات أو مفاوضات من هذا النوع التسويفي غير الجاد والمراهنة على نتائجه أو سقفه الذي بات مرتفعاً الآن بعد كل هذا الصمود وهذه التضحيات من قبل الشعب اليمني ..
2- التركيز على تعزيز وحدة الجبهة الداخلية والصمود لمواجهة العدوان من خلال :
* إشراك كافة القوى الوطنية الداخلية المناهضة للعدوان وتفعيل دورها إلى جانب الكيانين الرئيسيين ( حركة أنصار الله ، وحزب المؤتمر الشعبي العام ) لإعادة بناء مؤسسات الدولة وهيئاتها الرسمية وتشكيل ( قيادة علياء ، وحكومة وطنية ) لإدارة شئون البلاد خلال مرحلة انتقالية محددة تتولى :
– ضمان تعزيز واستمرار الخطة العسكرية للصمود والمواجهات العسكرية في كل الجبهات ودعمها ورفدها بكل الإمكانات المتاحة .
– مسئولية تنظيم وإدارة شئون الدولة وتلبية احتياجات المواطن ..
– بناء علاقات سياسية ودبلوماسية مباشرة مع الدول الشقيقة والصديقة ، والتي من خلالها ستضمن كسر الحصار الجائر المفروض على الوطن ، وسحب البساط من شرعية العملاء وأدوات العدوان في الخارج.
– الإعداد والتجهيز للانتخابات في نهاية الفترة الانتقالية المحددة …
طبعاً هذه باختصار هي الفكرة الأساسية والمحورية للموضوع ، وباعتقادي أن هذا الموضوع يجمع عليه كل الأطراف والكتل والمنظمات الوطنية والأفراد.
إلا أن الخلاف على ما يبدو في الكيفية أو الآلية (الدستورية أو التشريعية أو القانونية أو الثورية …الخ.) لتنفيذ هذا التوجه ، وهذا الموضوع مرتبط حسمة من قبل المكونين الرئيسيين الممسكين بخيوط العملية السياسية وعلى الواقع العملي على الأرض واللذين بيدهما حل هذه العقدة وهذا الإشكال ، وبقدر حرصهما على الوطن وتقديرهما للوضع الحرج والحساس التي تمر به البلاد يتوقف ويكمن مدى قدرتهم على التقارب وحسم هذا الخلاف، ونحن على ثقة بانهم عند مستوى المسئولية وقادرون على تجاوز هذه النقطة والتخفيف من العبء الثقيل الملقى على أعناقهم والخروج بالوطن من هذا الوضع الحرج والتجاوز به إلى بر الأمان.
* رئيس تكتل مهندسون ضد العدوان..