الثورة نت/خاص
تعاني اليمن من قلة مراكز علاج اضطراب التوحد بالرغم من ازدياد حالات التوحد بين الأطفال، ويعتبر مركز اليمن للتوحد أحد المراكز الخيرية النادرة والتي تتعامل مع هذا المرض عبر تقديم الخدمات التشخيصية والتأهيلية والبرامج العلاجية والاجتماعية والنفسية باستخدام أحدث الطرق والمعايير.
ومنذ بدء الصراع في العام الماضي، اضطر المركز إلى إغلاق أبوابه نتيجة للظروف الأمنية ، لكنه عاود استئناف عمله قبل أشهر واستقبل من جديد الحالات المختلفة لاضطراب التوحد رغم الظروف الأمنية والمالية الصعبة، وإلى جانب تقديم الخدمات العلاجية لأطفال التوحد، يقدم المركز الدعم والتوعية اللازمة للأسر التي لديها أطفال مصابين بأمراض التوحد، ويقوم المركز بالعديد من الأنشطة والفعاليات بهدف التعريف باضطراب التوحد وخلق وعي مجتمعي حول هذا المرض.
وقالت المديرة التنفيذية لمركز اليمن للتوحد الأخت / أحلام الرياشي: “للأسف، نعاني من قلة الأخصائيين في مجال علاج التوحد في اليمن، فأطفال التوحد بحاجة إلى عناية خاصة جداً”.
وتفيد الرياشي بأن دور المركز لا يقتصر على تقديم الرعاية لأطفال التوحد بل أيضاً يؤدي دوراً هاماً في توفير التدخل المبكر لحالات التوحد ورفع الوعي حول هذا الاضطراب للناس. وتضيف: “أستطيع القول بأن اضطراب التوحد بات من القضايا المهمشة في اليمن خصوصاً في الوقت الحالي، حيث لا تلقى الاهتمام الكافي لدى الحكومة أو المنظمات أو الإعلام”.
وتشمل برامج مركز اليمن للتوحد على التشخيص والتقييم النفسي والتربوي والسلوكي عبر فريق عمل مؤهل يضم معلمات وأخصائيات في مجال علم النفس والنطق والعلاج الوظيفي ومنسقة البرامج المنزلية والمشرفة التربوية والأخصائية الاجتماعية. إضافة لذلك، يعمل المركز على تأهيل الحالات المصابة بالتوحد عبر برامج الدمج في مدارس التعليم العام وبرامج التهيئة والتأهيل المهني وأنشطة ركوب الخيل والسباحة والموسيقى والرحلات الرياضية والعلاج بالفن.
وتقول لينا الأكوع، مسؤولة العلاقات العامة في مركز اليمن للتوحد، أن المركز بحاجة للدعم العاجل ليتمكن من الاستمرار في تقديم خدماته.وتضيف: “يعمل فريق المركز بتفانٍ لأجل رعاية أطفال التوحد بالرغم من الظروف الصعبة بما فيها شح الدعم وقلة الإمكانيات المادية والفنية والبشرية”.
وطبقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن اضطرابات طيف التوحد هي عبارة عن مجموعة من الاضطرابات المعقدة في نمو الدماغ، وتتميز هذه الاضطرابات بمواجهة الفرد لصعوبات في التفاعل مع المجتمع والتواصل معه، ومحدودية وتكرار خزين الاهتمامات والأنشطة التي لديه.
وتشير البيانات العلمية إلى أن عوامل عديدة وراثية وبيئية على حد سواء تسهم في ظهور اضطرابات طيف التوحد عبر التأثير في نمو الدماغ بوقت مبكر.