قطاع التعليم العام ..استهداف ممنهج لتعطيل العملية التعليمية

> 350 مليون دولار تقديرات الخسائر الأولية

يحيى الحلالي

لم يكن يتوقع الملايين من أبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات في التعليم العام وكوادرهم التعليمية وأولياء أمورهم أن يأتي اليوم الذي تستهدف فيه مدارسهم ومنشآتهم التعليمية بصورة وحشية وبربرية وبدون أي ذنب إلا لكونها منشآت ينهل العلم منها جيل الحاضر وقادة المستقبل وصُناع نهضة الوطن وحضارته.

هذه المنشآت لم تكن ثكنات عسكرية أو مخازن لأسلحة بل كانت مناهل للعلم ودروباً لتلقي المعرفة ولكون العدوان السعودي الغاشم والحاقد والدفين كان له هدف واحد ولا سواه وهو قتل وترويع شعبنا برجاله وأطفاله ونسائه وتدمير مقوماته ووسائل نهضته ومستقبله ومن ذلك الاستهداف الآثم والممنهج للمدارس حيث شرع منذ الأيام الأولى لعدوانه في تدمير المدارس والمنشآت التعليمية في سعي منه لتعطيل العملية التعليمية وشل حركة العلم في الوطن فدمر آلاف المدارس بشكل كلي وجزئي وتسبب في حرمان ما يقرب من 35 % من الطلاب من إكمال عامهم الدراسي بعد التدمير الكبير الذي طال مدارسهم ناهيك عن إغلاق مئات المدارس أبوابها نتيجة الأضرار التي لحقت بها جراء العدوان والمواجهات والنزاعات المسلحة أيضاً.
لكن العملية التعليمية استمرت ولم يستطع العدوان إيقافها وانتهى العام الدراسي
2014– 2015 م بنجاح ودخل العام الدراسي الجديد 2015 – 2016 م وانتهى الفصل الأول منه بنجاح كبير أيضاً رغم استمرار العدوان وإمعانه في القتل والتدمير وارتكابه مجازر وحشية بحق الطلاب والمدرسين لعل أبرزها مجزرة عمران التي ارتكبت بحق مجموعة من التربويين واستشهد منهم الكثير حين كانوا في اجتماع تعليمي بحت ومجزرة أخرى ارتكبها في تعز أثناء خروج الطلاب من إحدى المدارس.
وخلال عام من العدوان الهمجي واجه قطاع التعليم العام حقد دفين وبربرية ووحشية وتدمير لا يتوقف.
“الثورة” ترصد فيما يلي الأضرار الناتجة عن عدوان عام كامل على قطاع التربية والتعليم بالأرقام والإحصائيات التي تكشف مدى بغض وحقد العدوان السعودي وحلفائه على اليمن أرضاً وإنساناً.
وتظهر الحصيلة العامة وفقاً لآخر تقرير صادر عن وزارة التربية والتعليم حجم الأضرار الناتجة عن العدوان على قطاع التعليم العام والخسائر التي لحقت به، حيث بلغت عدد المدارس والمنشآت التعليمية المدمرة كلياً 313 مدرسة ومكتب تربية والمدمرة جزئياً 804 مدارس ومكاتب، والمستخدمة كمأوى للنازحين 568 مدرسة ومكتب، و 1621 منشأة تعليمية مغلقة في عشرين محافظة من محافظات الجمهورية.
وبلغت تكلفة الأضرار في جميع تلك المدارس والتجهيزات فيها 350.953.020 دولاراً (ثلاثمائة وخمسون مليوناً وتسعمائة وثلاثة وخمسون ألفاً وعشرون دولارا)ً ووصل عدد الطلاب المحرومين من التعليم بسبب إغلاق مدارسهم إلى 560394 طالباً وطالبة.
فيما يبلغ عدد الطلاب الذين كانوا مستفيدين من المدارس المدمرة كلياً أو جزئياً وأيضاً المشغولة بالنازحين ( 1064226 ) طالباً وطالبة.
وتعد محافظة صعدة المحافظة الأكثر تضرراً حيث بلغ إجمالي عدد المنشآت التعليمية التي دمرت كلياً أو جزئياً أو أغلقت 1033 منشأة تليها محافظة تعز ب 638 منشآة.

تدمير كلي
دمر العدوان ( 313 ) منشأة تعليمية تدميراً كلياً في مختلف محافظات الجمهورية منها 296 مدرسة تحتوي على 5920 فصلاً دراسياً و 17 مكتب تربية، وبتكلفة إجمالية ( 266.400.000 ) مليون دولار.
ونتيجة للدمار الكبير الذي طال محافظة صعدة التي اعتبرها العدوان منطقة عسكرية لأهدافه فقد بلغ عدد المدارس المدمرة كلياً فيها 165 مدرسة و 10 مكاتب تربية وهي المحافظة الأكثر أضراراً بين محافظات الجمهورية، تليها محافظة تعز ب 22 مدرسة، ثم حجة ب 17 مدرسة تليها صنعاء ب 12 مدرسة ومكتب تربية واحد ثم البيضاء ب 10 مدارس الحديدة بـ 4 مكاتب تربية و 8 مدارس ثم عدن ولحج ب 9 مدارس لكل محافظة ثم الضالع ب 8 مدارس،

أضرار جزئية
أما المنشآت التعليمية والتربوية التي تعرضت للتدمير الجزئي جراء العدوان فيبلغ عددها 804 منشآت توزعت بين 26 مكتب تربية و 778 مدرسة تضم 9336 فصلاً وتبلغ تكلفة إعادة الأعمار التقديرية فيها 38.900.000 دولار.
وكان لمحافظة صعدة النصيب الأكبر في القتل والتدمير والترويع حيث بلغ عدد المدارس المدمرة جزئياً فيها 162 مدرسة ومكتب تربية واحد وهي الأكثر بين محافظات الجمهورية، تليها أمانة العاصمة ب 142 مدرسة ثم الضالع ب 70 مدرسة، تليها محافظة صنعاء بمكتب تربية واحد و 54 مدرسة، ثم حجة ب 3 مكاتب تربية و 53 مدرسة، ومارب بمكتب تربية واحد و 43 مدرسة، وتعز بمكتبي تربية و 41 مدرسة، والبيضاء بمكتبي تربية و 38 مدرسة وذمار بمكتبي تربية و 35 مدرسة تليها شبوة ب 4 مكاتب تربية و 26 مدرسة، .
وبلغت تكلفة التجهيزات والمستلزمات التي تعرضت للتدمير في المنشآت المدمرة جزئياً 14.536.300 دولارأربعة عشر مليونا وخمسمائة وستة وثلاثين ألفا وثلاثمائة دولار، حيث تضررت مختلف التجهيزات والمستلزمات في هذه المنشآت في مختلف المحافظات.
مأوى للنازحين بلغ عدد المنشآت التي استخدمت كمأوى للنازحين وفقاً للتقرير 568 منشآة منها 8 مكاتب تربية و 560 مدرسة تحتوي على 6720 فصلاً تضررت جراء النزوح فيها وبتكلفة إجمالية 5.600.000 دولار ما أدى إلى حرمان الآف الطلاب والطالبات من الدراسة.
مدارس محافظة تعز هي الأكثر عدداً من حيث الأضرار التي لحقت بها جراء استخدامها كمأوى للنازحين وبإجمالي 3 مكاتب تربية و 120 مدرسة، تليها حجة بـ 57 مدرسة، ثم لحج بـ 3 مكاتب تربية و 53 مدرسة، ثم مارب بـ 50 مدرسة، إب بـ 47 مدرسة، تليها عدن بمكتب تربية و 45 مدرسة وعمران 39 مدرسة وأبين 33 مدرسة

مدارس مغلقة
ووفقاً للتقرير فإن العدوان تسبب في عدم التحاق أكثر من نصف مليون طالب وطالبة ( 560394 ) طالباً وطالبة منهم 316665 طالباً و 243729 طالبة إضافة إلى 28556 من القوى العاملة نتيجة لإغلاق مدارسهم والبالغ عددها 1621 مدرسة مغلقة بسبب استمرار العدوان في المناطق المحيطة بها في مختلف المحافظات.
وجاءت محافظة صعدة في مقدمة المحافظات التي أغلقت مدارسها ولعدد 695 مدرسة، تلتها تعزب 450 مدرسة مغلقة، ثم حجة ب 136 مدرسة، ثم مارب ب 133 مدرسة، فالجوف ب 87 مدرسة، ثم الضالع ب 63 مدرسة، كما أغلقت مدارس في محافظات أخرى تتراوح أعدادها بين مدرسة و 10 مدارس.

الآثار
ومما لا شك فيه أن كل هذا الحقد والبغض الذي واجهه الشعب اليمني الصامد والأبي كانت له آثار سلبية كثيرة ومتنوعة على القطاع التعليمي برمته من طلاب ومعلمين وكوادر إدارية وغيرها، حيث أشار تقرير وزارة التربية إلى أن جرائم العدوان تسببت في تدني جودة التعليم وعدم التمكن من طباعة الكتب المدرسية لجميع المراحل الدراسية للعام الدراسي 2016 م – 2015
وذلك بسبب الحصار المفروض على بلادنا مما منع دخول أوراق الطباعة، واكتظاظ مدارس المدن والمناطق المستضيفة للنازحين بالطلاب بسبب النزوح.
فيما أشار تقرير آخر صادر عن منظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة أن الحرب حرمت ما نسبته 40 % من إجمالي عدد الأطفال في سن الدراسة من التعليم.
منظمة العفو الدولية أكدت في تقرير لها صدر في ديسمبر الماضي أن استهداف المدارس يشكل انتهاكاً لحقوق الإنسان الدولي ولقوانين الحرب ويحول دون حصول آلاف اليمنيين على التعليم، وذكر التقرير أنه لا يوجد أي دليل على استخدام المدارس التي طالها التدمير لأي أغراض عسكرية.

قد يعجبك ايضا